يقبل الكثير من الجزائريين على العلاج بالرقية الشرعية، غير أن رهطًا كبيراً منهم يلجأون إلى مشعوذين ودجالين ظناً منهم أنهم راقون شرعيون في وقت تشير بعض الدراسات إلى أن عدد أولئك المشعوذين يتراوح بين 15- 20 ألف شخص وأن أغلب زبائنهم من النساء. ومن بين الحوادث الحزينة التي نشرتها الصحف الجزائرية مؤخراً، مأساة فتاة قصدت أحد المشعوذين ظناً منها أنه راق، فإذا بها تجد نفسها في "مخبر" للتعذيب، حيث استعمل الراقي المزعوم أسلاك الكهرباء كحل أخير لإخراج "العفريت" الذي يسكنها، وانتهت العملية بجروح وكدمات على جسدها العليل دون أن يغادره الجني. ويؤكد أحد الراقين ل"العربية.نت" رفض الكشف عن هويته، أنه وقف على قصص مؤلمة يزعمون أنهم يمارسون الرقية وهم في الحقيقة مشعوذون ومنحرفون، موضحاً أن هناك أشخاصًا فتحوا مكاتب وشغلوا سكرتيرات ووضعوا لوحات إعلانية تشير لمكاتبهم، وهناك من تجرأ ونشر إعلاناً في الجرائد يعرض فيه على الناس خدماته في الرقية "الأكيدة" مقابل أموال. ولعل أخطر حالة رقية اطلع عليها الرأي العام الجزائري هي تلك التي شهدتها منطقة (باب الزوا)ر بالعاصمة الجزائرية قبل نحو عامين حيث أقدم مشعوذ ادعى أنه راق شرعي على إجبار طفل وأخته على شرب 70 لتراً من الماء، وانتهت جلسات الرقية المزعومة بوفاة الطفلين، ثم ما لبثت أن تحولت الحادثة إلى قضية وطنية بعدما دخلت أروقة العدالة الجزائرية.