من المعلوم ان اول ما خاطب به الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على لسان جبريل عليه السلام وهو اول مانزل من القرآن الكريم قوله عز وجل:(اقرأ). وتلك اشارة ربانية الى اهمية القراءة ودورها في تنمية القدرات ورفع مستوى الافراد ..لأنه لايستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون.. ومن شماتة الاعداء بنا قبح قولهم (ان العرب لا يقرأون واذا قرأوا لا يفهمون واذا فهموا لا يعلمون)!!...وماجعلنا في مرمى سهام شماتة الاعداء هو عزوفنا عن القراءة وعدم اكتراثنا بها ..وهي التي تعد النافذة التي نطل من خلالها على الآخرين ونقف على انتاجاتهم الابداعية والمعرفية في شتى ميادين الحياة..وبها نتمكن من رفع رصيدنا من المعلومات وتنمية مهاراتنا وقدرتنا على التفكير والمحاورة..واصبح يقال (امة اِقرأ لم تعد تقرأ). فالقراءة اصبحت وسيلة للحصول على المعرفة.. وصدق الشاعر حين قال(خير جليس في الزمان كتاب)..فالكتاب هو رسول المعرفه والوسيط بين الشعوب وتقارب الحضارات.. نجد الشباب في مجتمعنا اليمني يحرصون كل الحرص على اختيار جلسائهم وبعناية فائقة ولايخالطون الا من تميل له النفس ..ولكنهم بالمقابل قد قطعوا علاقتهم مع خير الجلساء ولم يسعوا الى اصلاح ذات البين بينهم وبينه إلا من رحم ربي.. الملاحظ والشائع هذه الايام عزوف الشباب عن القراءة وهجرهم لها غير آبهين بأن(الهجر حرام)..وتلك ظاهرة تستحق من المهتمين التقصي عن اسبابها كون النتائج التي تنذر بها وخيمة جداً ليس على الافراد فحسب بل على المجتمع بشكل عام ولعل ادنى تلك النتائج ايجاد جيل غير قادر على مواجهة اعباء المرحلة ولايملك القدرة والشجاعة على المواجهة كونه يفتقر الى الاساس.. من وجهة نظري المتواضعة ان من اهم الاسباب هي طريقة التعليم الشائعة في مجتمعنا بدءاً من المدرسه ووصولاً الى الجامعة والمعتمدة على (التلقين) وتحويل التلميذ والطالب الى (بنك) لإيداع المعلومات خلال العام الدراسي ومن ثم سحبها منه بواسطة(شيك) الاختبار والامتحان..الامر الذي يجعل المتلقي لا يلقي بالاً للمعلومة الا بهدف اجتياز الامتحان والحصول على الشهادة في ظل وضع اصبحت منهجيته وفلسفته قائمه على اساس ( العلم لمن اراد والشهادة للجميع). كما ان من الاسباب غياب التوجيه السليم للتلميذ والطالب والارشاد الصحيح نحو نوعية الكتب التي يجب عليه ان يقرأها ..لأنه من غير المنطقي ان نجعل جميع هؤلاء يركزون على فرع معين من العلوم والآداب ، نظراً لأن المواهب والميول والرغبا ت هي من يجب ان يتحكم في ذلك في ظل توجيه سليم وايجاب ي..ومن اهم الاسبا ب افتقارن ا الى المكتبات العامة