قال المهندس محمود محمد شديوه رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة: إنَّ محمية عتمة البرية تعد من المناطق النادرة في العالم التي تتواجد بها شجرة الزيتون البري (العتم) بالاضافة الى ثمرة الرمان البري . وقال شديوه لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) : إن المحمية التي تكتنز طبيعة خلابة وتنوع بيئي فريد تتواجد فيها الكثير من النباتات البرية النادرة الموجودة في العالم منذ القد.. مشيراً إلى أن تواجد أي نبات بري في منطقة برية معينة لايعتبر انفراداً لهذه المنطقة بتواجد النبات الذي ينمو ويترعرع في البر ويمكن تواجده في مناطق برية تتمتع بطبيعة خلابة وتنوع نباتي فريد كمحمية عتمة وجزيرة سقطرى وغيرها من المناطق والمحميات البرية وكانت دراسات كشفت عن وجود نوع نادر من نبات الرمان المتواجد في جزيرة سقطرى بمحمية عتمة الطبيعية الى جانب نوع آخر من أنواع الرمان البري لايتواجد حتى في سقطرى ، بالاضافة الى ان المحمية مليئة بشجر الزيتون البري (العتم) الذي يعتبر من الاشجار النادرة على مستوى العالم. وأكد المهندس شديوة أن محمية عتمة الطبيعية التي تعد أول المحميات الطبيعية التي تم الاعلان عنها في اليمن في يونيو 1999م كمحمية طبيعية برية ستشهد حركة سياحية كبيرة مستقبلاًً.. مشيراً الى ان الهيئة وضعت تصاميم لإنشاء منتجعات سياحية تم خلالها مراعاة الجوانب البيئية وان تكون من البيئة المحلية ، وقد تم تسليم هذه التصاميم لوزارة السياحة للبحث عن مستثمرين لإنشاء وتنفيذ هذه المشاريع السياحية والاقتصادية.. وقال: إن هذا التوجه يأتي في إطار استغلال المحميات الطبيعية الجبلية في تعزيز وابراز السياحة البيئية وبالتالي الاسهام في انتعاش الاقتصاد الوطني، اكد المهندس محمود شديوة ان الهيئة قطعت شوطاً كبيراً في التنسيق مع وزارة السياحة في هذا الجانب ، خصوصاً فيما يتعلق بعمل خطوط للمجاميع السياحية للمرور بتلك المحميات بحيث أن المجاميع السياحية التي تمر بمناخة وثم بزبيد وتعود إلى منطقة السخنة بإمكانها المرور في محمية برع، وانشاء الله تشمل هذه الخطوط محمية عتمة وغيرها من المناطق السياحية المتناثرة في عموم محافظات الوطن . وأكد رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة ان هذه المبادرة لاقت تجاوباً كبيراً من قيادة وزارة السياحة التي توجد لديها القناعة بأن السياحة البيئية تعتبر رافداً رئيساً من روافد الاقتصاد الوطني لأي بلد في العالم . واضاف " إن محمية عتمة الطبيعية تلاقي تفاعلاً كبيراً من قيادة وزارة المياه والبيئة ، حيث من المقرر ان يكون هناك لقاء موسع برئاسة وزير المياه والبيئة ويضم كافة الاطراف في المحمية بما فيها المجلس المحلي وذلك بغرض تقييم أداء الهيئة الإدارية للمحمية وبالتالي تفعيل المحمية وإبرازها للعالم والترويج لها بطريقة تتناسب مع ما تكتنزه من طبيعة خلابة تحوي نباتات وطيور تكاد تكون نادرة على مستوى الجزيرة العربية والعالم وتفعيل الحماية اللازمة على المناطق البحثية وتحديد المناطق المسموح التنزه فيها وغيرها . وقال شديوه : إن عمل الهيئة العامة لحماية البيئة تجاه المحميات الطبيعية يعتبر دوراً مساعداً باعتبار ان الدور الرئيسى يقع على السلطة المحلية في المحمية ، فيما تعمل الهيئة على دعم هذه الإدارة في الجانب الفني.. منوهاً إلى تحضيرات جارية حالياً لعقد اجتماع لكافة الشركاء المعنيين بمحمية عتمة الطبيعية ،كونها اول محمية تم اعلانها في اليمن ولاقت تجاوباً كبيراً ،وأنه سيكون بشفافية من أجل الوصول إلى صيغة عملية لتفعيل العمل في إدارة المحمية . يشار الى ان عدد المحميات الطبيعية التي تم الإعلان عنها رسمياً في الجمهورية اليمنية هي محمية عتمة البرية ، محمية سقطرى البرية والبحرية ، حوف ، برع ، الأراضي الرطبة في عدن.. ومع نهاية هذا العام يتوقع ان يتم الإعلان عن محميتين طبيعيتين اخريين هما محمية بير علي في شبوة وشرمة جثمون في حضرموت ليكون بذلك عدد المحميات الطبيعية المعلن عنها رسمياً في اليمن سبع محميات برية وساحلية . وتشير التقارير الصادرة عن الهيئة العامة لحماية البيئة الى ان هناك نحو (42) موقعاً أو منطقة تحت الدراسة وهي مهيئة لأن تكون محميات طبيعية في مناطق متفرقة من محافظات الوطن منها محافظة لحج في منطقة إراف التي تمتلئ بغابات الإراف ، وجبل اللوز بمحافظة صنعاء ، ومحافظة ريمة التي يوجد فيها العديد من المناطق الجميلة التي يتم دراستها حالياً تمهيداً لإعلان الحماية عليها ، وفي محافظة الحديدة ، وفي الجزر اليمنية ومنها الجزء الشمالي الشرقي من جزيرة كمران التي توجد بها غابات المانجروف والشورى .. الى جانب العديد من المناطق الطبيعية والسياحية في محافظة حجة وغيرها. وقد ارتقى العمل البيئي في اليمن من خلال انشاء المجلس الأعلى للبيئة عام 1990م وإصدار قانون حماية البيئة عام 1995م، ومع تطور العمل البيئي وضعت اليمن الشأن البيئي ضمن أولوياتها، وما يؤكد ذلك هو إضافة حماية البيئة في التعديلات الدستورية وإنشاء وزارة للسياحة والبيئة عام 2001م..وبالنسبة للجانب غير الرسمي فقد انعكس الاهتمام بالبيئة بإنشاء جمعيات غير حكومية معنية بحماية البيئة، كما تزايد اهتمام الباحثين والدارسين والمؤسسات الأكاديمية بالبحوث والدراسات العلمية في الميادين البيئية والتعليم البيئي. وقد تلخص اهتمام الدولة بالبيئة بشكل واضح بإعلان الحماية عن بعض المناطق الطبيعية في اليمن حيث تم الإعلان رسمياً عن خمس محميات طبيعية هي محمية عتمة البرية في يوليو 1999م تلاها أرخبيل سقطرى في سبتمبر 2000م، ومنطقة حوف بمحافظة المهرة عام 2005م ، وغابة برع بمحافظة الحديدة في يناير 2006م، الى جانب محميات الأراضي الرطبة التي تم الإعلان عنها مؤخراً في محافظة عدن.