مديرية بعدان واحدة من مديريات محافظة إب الخضراء التي حباها المولى عز وجل بجمالٍ بديع وسحر فريد وروعة نادرة وخيارات وفيرة.. فهي منطقة واسعة وذات تربة خصبة وهواء نقي ومياه عذبة كثيرة المنتجات الزراعية، وبها العديد من الشواهد التاريخية التي تدل على أنها تعود إلى عصر ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي وصولاً إلى العصر الحديث. فقد كانت إحدى مناطق نفوذ الدولة الصليحية، ثم الزريعية، والرسولية، والطاهرية.. فهذه المديرية ذات الجبال الشامخة والمكسوة بالخضرة وانسياب المياه العذبة على سهولها، تلك الجنة البديعة المتوجة لقمة جبل بعدان كتاج مرصع بالسندس الأخضر. الموقع تقع مديرية بعدان على بعد 18 كم شرق مركز المحافظة وتبلغ مساحتها 260كم ويقطنها حوالي 116.045 نسمة وفقاً لنتائج تعداد دييسمبر 2004م ومركز المديرية عزلة الدعيس ويعمل عدد كبير من أبنائها في الولايات المتحدة الأمريكية. المعالم السياحية وادي الشماسي : واد كبير كثيف الأشجار المحاطة بالأراضي الزراعية التي ترقص على أنغام المياه السارية بين الحقول والقرى المتناثرة على جانبي الوادي بطابعها المعماري الخاص الذي يمزج بين الأصالة والتجديد وعلى جوانب الطرق المتواجدة في الوادي تحيط الأشجار بشكل منسق ورائع وسط هذه المناظر الخلابة يجد الناظر نفسه في حقيقة سعيدة أقرب ما تكون للحلم منه للواقع عندمايشاهد هذا الوادي الذي يحوي العديد من البساتين التي تنتج الفاكهة. إن ما يلفت الانتباه في مديرية بعدان «الواحة الخضراء» الكثافة النباتية والعيون المائية الغزيرة التي توحي للزائر بأنه يقف أمام إحدى الغابات الإفريقية. ينابيع الملبادة وشلالات المدورة حقيقة في هذه المديرية يأسر المرء بجمال ينابيع الملبادة وشلالات جبل المدورة والعيون الحانية على السهول بالمياه العازفة لأعذب الألحان وسط رقص الأشجار فهذا المشهد الغاية في الروعة والجمال يجعل المرء يقول: لا مجال لليأس أو للحزن في هذه الواحة الخضراء التي يزداد جمالها وسحرها خاصة مع تساقط الأمطار. المعالم التاريخية حصن حب: هذا الحصن التاريخي يعود إلى العصر الحميري وفيه قبر القيل الحميري «ذي رعين» يعد هذا الحصن الرائع من أهم الصروح التاريخية في العصر الإسلامي لما يتميز به من تخطيط هندسي وعمارة عسكرية دفاعية إلى جانب موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي يشرف على ساحة واسعة من الوديان والقرى المحيطة به ويعد رمزاً من رموز المقاومة الوطنية للغزو الأجنبي في تاريخ اليمن الحديث كما أنه من أهم معاقل اليمن وأصعبها مرتقى وأبعدها تحصيناً وأروعها منظراً وأكثرها شهرة.. ويتكون الحصن من سور في الجهة الشرقية والجنوبية أما الجهتان الشمالية والغربية فقد استخدم الجبل تحصيناً طبيعياً. وللحصن بوابة واحدة فقط.. ويضم الحصن عدداً من المنشآت منها المباني وخزانات المياه ومدافن الحب بالإضافة إلى مسجد وحمام ومعصرة للزيوت ويبلغ ارتفاع الحصن عن سطح البحر 3200 متر. حصن المنار : يقع هذا الحصن على رأس جبل المنار ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 3350 متراً ويعد واحداً من الحصون التاريخية وقد بني في العصر الحميري وبه سد يسمى «عتار» وقد نحتت طريقه في أصل الجبل وكذا مخازن المياه هي أيضاً في أصل الجبل. المساجد التاريخية مسجد النظاري : يقع أسفل جبل حب من الجهة الشمالية وهو مسجد صغير مربع الشكل يغطي بيت الصلاة سقف خشبي عبارة عن مصندقات مزخرفة بالألوان الطائية والمنحوتة بشكل مجسم بارز ومحزور وينسب هذا البناء إلى الأمير عمر بن عبدالرحمن النظاري في القرن ال9ه. مسجد تيشد: بني هذا المسجد في بداية القرن ال7ه وسط منازل قرية تيشد بعزلة دلال ومن المواقع الأثرية في مديرية بعدان موقع قرية منقذة وذي أقعم وموقع قرية قيشد عزلة دلال. قبر سام بن نوح يروي أبناء هذه المنطقة أن سام بن نوح الذي سكن صنعاء كان يتنقل في البلاد لتعليم الناس ووعظهم فكان يتنقل من منطقة إلى أخرى حتى وافته المنية في قرية نادة عزلة المنار فدفن هناك ومن يومها أصبح قبراً مزاراً للناس الذين يتقربون ببركاته إلى الله حيث ظل أبناء هذه المنطقة يقربون القربان له ليقربهم إلى الله سبحانه وتعالى وكانوا يعتقدون أن مجرد التقرب لهذا القبر يشفي المرض ويذهب الهموم حتى أنه عندما كانت تعاني المنطقة من الجفاف والقحط كان يتجمع الناس حول القبر وينحرون الجمال ويدعون الله بأن يسقيهم. العادات والتقاليد لا تختلف عادات وتقاليد مديرية بعدان عن غيرها من المناطق اليمنية الأخرى إلَّا في أشياء بسيطة ولكن ما يلفت الانتباه هو التفاوت والمقارنة في حفلات الزواج من منطقة إلى أخرى ففي الوقت الذي نجد التكاليف الخاصة بالزواج في منطقة ما ميسرة ومعتدلة تجدها في منطقة أخرى مكلفة جداً من حيث الارتفاع الجنوني في مهر الفتاة الذي يصل إلى 800 ألف ريال وإلى مليون ريال هذا من غير تكاليف الحفلة «ليلة الزواج» والمتطلبات الأخرى كما يوجد لديهم عادات وتقاليد في الأعياد المباركة وشهر الصوم وعند قدوم الضيف إلى القرية كغيرها من العادات والتقاليد في المديريات الأخرى.