- علاقاتنا بالمانحين متطورة وقائمة على الوضوح والشفافية.. ولا تتأثر بأية متغيرات قال فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية : إن اليمن بلد زاخر بالفرص الاستثمارية المغرية، سواء في مجالات الطاقة والغاز والمعادن، أم في مجالات الزراعة والأسماك والسياحة والطرقات والنقل والاتصالات. وأكد في حوار مع مجلة «الاستثمار» نُشِرَ بالتزامن مع مجلة «سي. كيه» الأمريكية، أن لدى اليمن تشريعات قانونية ممتازة ومشجعة للمستثمرين الذين يحصلون بموجبها على كافة التسهيلات والضمانات التي تكفل نجاح استثماراتهم. واعتبر فخامة الرئيس، المشاركة الكبيرة للمستثمرين المحليين والعرب وخصوصاً من دول الخليج في مؤتمراستكشاف الفرص الاستثمارية الذي عقد بصنعاء إبريل الماضي دليلاً على إدراك المستثمرين الفرص الاستثمارية المتميزة التي تتمتع بها اليمن. وقال: نحن نركز الآن على تحسين البيئة الاستثمارية الجاذبة، لاستقطاب المزيد من الاستثمارات التي بدأت تتدفق بمعدلات عالية نحو اليمن وبخاصة الاستثمارات الخليجية. وأضاف: الاقتصاد اليمني قائم على الاقتصاد الحر وآلية السوق، وللقطاع الخاص فيه دور كبير ومهم في عملية التنمية وتنفيذ المشاريع الاقتصادية والإنتاجية وفق رؤية قائمة على التنافس من أجل تحقيق الأفضل وتحقيق العائدات المجزية في إطار الالتزام بالنظام والقانون. وقال فخامة الرئيس: إن اليمن يحظى بثقة أشقائه وأصدقائه المانحين لما يمارسه من شفافية في التعامل معهم وكل مايتم توفيره من تمويلات سيتم تسخيره لصالح إنجاز المشاريع التنموية التي تحتاجها البلاد. وطالب فخامة الأخ الرئيس، المجتمع الدولي بالعمل على القضاء على البيئة المشجعة للإرهاب ومساعدة الدول الفقيرة للتغلب على تحديات التنمية من أجل تفويت الفرصة على المتطرفين.. مؤكداً الحرص على تعزيز وتطوير الشراكة مع الولايات المتحدة وقال:إن زيارة فخامته إلى واشنطن قد فتحت آفاقاً جديدة لتدفق الاستثمارات الأمريكية إلى اليمن. وأضاف فخامته :إن اليمن محدود الإمكانات والموارد وقضية الفساد يجري تضخيمها من بعض الأطراف الحزبية لأهداف مقصودة وكيدية، وللأسف أن البعض في الخارج يتعامل معها كحقيقة غير قابلة لأي تصحيح، ومع ذلك نتعامل مع قضايا الفساد بجدية وحزم انطلاقاً من إدراكنا أن الفساد مهما كان حجمه يضر بعملية التنمية ، ويعوق الجهود المبذولة في مجال البناء الوطني. واعتبر فخامة الرئيس المشاركة الكبيرة للمستثمرين المحليين والعرب وخصوصاً من دول الخليج وكذا الأجانب دليلاً على اهتمام وإدراك المستثمرين بالفرص الاستثمارية المتميزة التي تتمتع بها اليمن ، وحرصهم على المشاركة للاطلاع على الكثير من الفرص الاستثمارية الواعدة في اليمن وإمكانية المساهمة فيها سواء منفردين أو عبر شركاء. وأضاف : نحن نركز الآن على تحسين البيئة الاستثمارية الجاذبة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات التي بدأت تتدفق بمعدلات عالية نحو اليمن وبخاصة الاستثمارات الخليجية ، في ضوء ما وجده رجال الأعمال والمستثمرون من فرص واعدة وتسهيلات وضمانات مشجعة تضمن نجاح استثماراتهم في اليمن. وتابع : ندرك أن تدفق الاستثمارات على بلادنا سوف يسهم في الدفع قدماً بعجلة التنمية ، وبالتالي خدمة اقتصادنا الوطني وتوفير المزيد من فرص العمل للحد من البطالة ومكافحة الفقر ، وهذا الأمر سيكون له الكثير من الانعكاسات الإيجابية في الكثير من الجوانب ليس على مستوى اليمن، بل وتعزيز شراكتها مع دول المنطقة والعالم عموماً. ولفت الأخ الرئيس إلى نظام «النافذة الواحدة» الذي انتهجته اليمن مؤخراً عبر الهيئة العامة للاستثمار .. وقال : في إطار الترجمة الفعلية لقرارات مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار نعمل على تطوير هيكلية الهيئة العامة للاستثمار وتنفيذ نظام (النافذة الواحدة) من أجل الدفع بعملية الاستثمار الى الآفاق المنشودة. وأضاف : نحن دائماً على استعداد للاستفادة من تجارب الآخرين ورؤاهم طالما كانت مفيدة لنا، ونعمل من أجل تحقيق نجاحات لجذب المزيد من الاستثمارات إلى بلادنا، خاصة في ضوء نجاح المشاريع الاستثمارية السابقة الموجودة حالياً في اليمن ، والتي تمثل نماذج حية لمزايا الاستثمار في اليمن أمام المستثمرين الجدد وتحقق الفائدة المشتركة للحكومة والمستثمرين.. مؤكداً أن اليمن تمتلك العديد من الفرص المغرية والمشجعة التي لم تستغل بعد، وأن القيادة السياسية تولي ملف الاستثمار اهتماماً خاصاً و يحظى بمتابعتها الشخصية ؛ نظراً لأهميته ولحرصها على تعزيز المناخات والأجواء اللازمة لنجاح المشاريع الاستثمارية .. موضحاً أن اليمن بلد واعد وغني بتنوع جغرافيته وبالإمكانات والفرص الاستثمارية المتاحة فيه وفي مختلف المجالات والمناشط الاقتصادية. وجدد فخامة الأخ الرئيس تأكيده بأن المستثمرين سيجدون في اليمن مجالات وفرصاً متعددة للاستثمار ، وسيضمنون تحقيق عائدات مجزية لهم، مبيناً أن ماهو موجود من نماذج استثمارية ناجحة في بلادنا حالياً خير دليل على ذلك. وقال : الاقتصاد اليمني قائم على الاقتصاد الحر وآلية السوق، وللقطاع الخاص فيه دور هام وكبير في عملية البناء وتنفيذ المشاريع الاقتصادية والانتاجية وفق رؤية قائمة على التنافس من أجل تحقيق الأفضل وتحقيق العائدات المجزية وفي إطار الالتزام بالنظام والقانون. وتناول الأخ رئيس الجمهورية طبيعة المزايا والفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع النفط والغاز. وأضاف : اليمن واعد بتنوع المصادر والثروات المخزونة فيه سواء في مجال النفط والغاز أو المعادن، حيث توجد حالياً العديد من الشركات ومن مختلف الجنسيات تقوم بعملية الاستكشاف والتنقيب واستخراج النفط والغاز والمعادن ..وهناك عرض مستمر لقطاعات ومناطق امتياز جديدة في هذا المجال سواء في اليابسة أو في المناطق المغمورة في البحر.. كما أن عملية الاسكتشاف والتنقيب مستمرة سواء في مجال النفط والغاز أو في المعادن ويجري حالياً استكمال إنشاء مشروع عملاق لتصدير الغاز الطبيعي المسال عبر ميناء بلحاف على البحر العربي وبتكلفة تتجاوز أكثر من ثلاثة مليارات دولار ، ويقوم بتنفيذ المشروع ائتلاف لمجموعة من الشركات تقودهم شركة «توتال الفرنسية». وتابع : نحن نشجع الشركات سواء الوطنية أو من الدول الشقيقة أو الصديقة للاستثمار في هذا القطاع ؛ نظراً لما له من أهمية على صعيد توفير موارد هامة للاقتصاد الوطني ، ونحن متفائلون دوماً بأن المستقبل واعد بالخير في هذا القطاع ونتطلع على وجه الخصوص إلى أن تسفر عملية التنقيب في المناطق المغمورة عن نتائج إيجابية، كما أن بلادنا زاخرة بالمعادن سواء الرخام أو الجرانيت أو الحديد أو الذهب أو الزنك أو الجبس أو الأحجار الكريمة وغيرها من الأحجار المستخدمة في عملية البناء. واكد أن الإرادة والتصميم موجودان ، ونحن لن نألوا جهداً في بذل أقصى ما يمكن من الجهود من أجل استغلال هذه الموارد المتاحة بما يخدم التنمية وتطلعات شعبنا اليمني في النهوض والتقدم. وسئل عن أسباب النجاح الذي حققه مؤتمر المانحين في لندن ، والذي تمخض عنه حشد دعم إقليمي ودولي لليمن تجاوز خمسة مليارات دولية .. فأجاب الأخ الرئيس قائلاً : ما بذلته اليمن من جهود حقيقية في مجال الإصلاحات وإنجاز المشاريع التنموية عزز صورتها ومكانتها لدى أشقائها وأصدقائها ولدى الجهات والمنظمات الإقليمية والدول المانحة، لهذا جاء مؤتمر لندن للمانحين ليخرج بتلك النتائج القيمة لدعم مسيرة التنمية في اليمن ؛ لتعزيز ماحققته من نجاح ملموس على صعيد التنمية والإصلاحات الشاملة. وقال فخامته : حصلت اليمن من المؤتمر على حوالي (5) مليارات دولار لتتجسد بذلك حقيقة النظرة الإيجابية لليمن لدى المانحين واستعدادهم للوقوف الى جانب اليمن في مسيرتها التنموية، ونحن سعداء بذلك ونعمل على تعزيز تلك الشراكة القائمة مع المانحين ، خاصة أشقاءنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذين كان لإسهاماتهم الجيدة دور هام في إنجاح ذلك المؤتمر والخروج منه بمثل تلك النتائج ، وفي إطار الحرص المشترك اليمني - الخليجي على تسريع خطوات تأهيل الاقتصاد اليمني لإدماجه في اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي ، باعتبار ذلك يصب في خدمة المصلحة المشتركة للجميع. ومضى قائلاً : ونحن في اليمن نواصل بذل الجهود في هذا المجال ، وقطعنا شوطاً لا بأس به، ونحن مرتاحون لما تم تحقيقه ، ونتطلع الى المزيد في المستقبل.. وعن الآلية التي وضعت للاستفادة من أموال المانحين.. قال الأخ الرئيس : بالنسبة لكيفية الاستفادة من الأموال التي أعلنت في مؤتمر المانحين فإننا حرصنا على إيجاد آليات مناسبة وفعالة تضمن الاستفادة المثلى من تلك الأموال ، بما في ذلك إنشاء صندوق يتم وضع تلك الأموال فيه ، التي سيتم تخصيصها لتمويل مشاريع خدمية وإنمائية سبق التفاهم فيها مع المانحين ثنائياً ، وهي مشاريع مدرجة ضمن خطط وبرامج معدة سلفاً ومتفق عليها. وأضاف : الحمد لله .. اليمن يحظى بثقة أشقائه وأصدقائه المانحين لما يمارسه من شفافية في التعامل معهم ، وكل ما يتم توفيره من تمويلات سيتم تسخيره لصالح إنجاز مشاريع تحتاجها عملية التنمية في بلادنا والارتقاء بمستوى حياة المواطنين ، وسيتم ذلك بكل شفافية ووضوح وفي إطار معايير وأسس متفق عليها ولا خلاف حولها أبداً. وعن نظرته إلى مستقبل علاقات اليمن بالبنك الدولي في ظل قيادته الجديدة .. قال الأخ الرئيس : أولاً علاقتنا بالبنك الدولي وبكل مؤسسات التمويل الدولية جيدة ومتطورة وقائمة على الوضوح والشفافية والثقة ، ولهذا فإن هذه العلاقات لا تتأثر بأية متغيرات ، ونحن حريصون دوماً على تعزيزها وتطويرها وفق رؤية واضحة وإيجابية. وعن تطلعات اليمن من االمؤسسات والمستثمرين الذين يتخذون من واشنطن دي سي مقراً لهم .. قال فخامة الأخ الرئيس: بالنسبة لتطلعاتنا إزاء المستثمرين في الولايات المتحدة الأميركية ، فكما أكدت سابقاً نحن نرحب بهم ونشجعهم على الاستثمار في بلادنا ، وسيجدون منا كل الرعاية والاهتمام ، وبما يحقق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بين بلادنا وبين هؤلاء المستثمرين، وهناك استثمارات أميركية ناجحة ومثمرة في اليمن يمكن الاقتداء بها ، وسنعمل دوماً على جذب المزيد من الاستثمارات إلى بلادنا سواء كانت أميركية أو غيرها وهذه هي تطلعاتنا وطموحاتنا ؛ لأن الاستثمار يحقق فوائد مشتركة للجميع ويعزز العلاقات الثنائية بين البلدان والشعوب ، وهو يبني قاعدة متينة من تشابك المصالح تحمي العلاقات السياسية من أية متغيرات أو تقلبات في المواقف والظروف السياسية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. وعندما تتشابك المصالح المشتركة تتعزز العلاقات وتنفتح أمامها آفاق أوسع للانطلاق والازدهار. وسئل عن جهود اليمن في مكافحة الفساد.. فأجاب : اليمن بلد محدود الإمكانات والموارد.. وقضية الفساد يجري تضخيمها من بعض الأطراف الحزبية أو الصحف التابعة لها لأهداف مقصودة وكيدية ، وللأسف إن البعض في الخارج يلتقط ذلك ويتعامل معه كحقيقة غير قابلة لأي تصحيح أو نقاش ومع ذلك فإننا نتعامل مع قضايا الفساد بجدية وحزم انطلاقاً من إدراكنا أن الفساد مهما كان حجمه خاصة في بلدٍ مثل بلدنا يضر بعملية التنمية ويعوّق الجهود المبذولة من أجل تعزيز مسيرتها ، و لهذا أولينا هذه المسألة كل الاهتمام وتم تفعيل عملية الرقابة والمحاسبة سواء في البرلمان أو في الأجهزة المعنية بذلك ويتم إحالة الكثير من القضايا، المرتبطة بالاعتداء على المال العام أو ممارسة الفساد المالي والإداري، إلى القضاء وبصورة مستمرة لمحاسبة الفاسدين أياً كانوا ، كما يتم تنفيذ أجندة وطنية للإصلاحات ومنها ما يتصل بمكافحة الفساد ، حيث تم إصدار قانون للذمة المالية وقانون آخر لمكافحة الفساد وتم تشكيل هيئة وطنية مستقلة لمكافحة الفساد ، بالإضافة إلى قانون المناقصات والمزايدات الحكومية ، وسيتم إنشاء هيئة وطنية مستقلة أيضاً معنية بشؤون المناقصات والمزايدات الحكومية ، كما أن اليمن بصدد الانضمام الى اتفاقية الشفافية الخاصة بعائدات الاستخراجات النفطية ، وذلك من أجل مزيد من الشفافية.. وكل ذلك ترجمة لماجاء في برنامجنا الانتخابي ومصفوفته الحكومية التنفيذية ، وبمايجسد الحرص على توظيف كل موارد البلد وإمكاناته وتسخيرها في مجالات البناء والتنمية والنهوض بمستوى حياة المواطنين. وعن أصداء النجاحات التي حققتها اليمن على صعيد الإصلاحات لدى الدول والمنظمات المانحة .. قال الأخ الرئيس : حواراتنا مستمرة مع الجهات والمنظمات الدولية المانحة والتي عبرت عن ارتياحها للخطوات التي قطعتها اليمن في مجال الإصلاحات والاستفادة من برامج المساعدات،حيث اعتمدنا في تلك الحوارات والتعاون مع تلك الجهات والمنظمات على مبدأ الشفافية والوضوح، ونحن في اليمن ليس لدينا شيء نخفيه أو نتردد في الكشف عنه ونستفيد من كل التجارب الإيجابية لدى الآخرين من أجل تعزيز كل ما هو إيجابي وتجاوز أية جوانب سلبية ، ونحن نهتم بالملاحظات ووجهات النظر التي تصلنا من أصدقائنا في تلك الجهات المانحة، نأخذ كل ما هو إيجابي ومنطقي فيها؛ لأن الهدف هو الاستفادة المثلى من أية مساعدات أو منح أو قروض نحصل عليها من أجل خدمة التنمية في بلادنا. وعن حجم مخاطر الإرهاب في اليمن والنجاحات التي تحققت في مكافحته .. أكد فخامة رئيس الجمهورية أن اليمن كانت من أوائل الدول التي عانت من ظاهرة الإرهاب وتكبد الاقتصاد اليمني الكثير من الخسائر نتيجة تنفيذ الإرهابيين لعدد من العمليات الإرهابية قبل أحداث ال11 من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية أو ما تلاها،حيث تعرضت المدمرة الأميركية يو. إس. إس كول لاعتداء إرهابي أثناء رسوها في ميناء عدن في أكتوبر عام 2000، كما تعرضت ناقلة النفط الفرنسية ليمبورج لاعتداء مماثل أثناء وجودها في ميناء ضبة بحضرموت ، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الإرهابية التي استهدفت زعزعة الأمن والاستقرار والإضرار بمصالح اليمن وعلاقاته مع الآخرين وآخرها حادث الاعتداء ضد السياح الإسبان ومرافقيهم اليمنيين في محافظة مأرب. وأضاف : تكبد اليمن نتيجة لذلك خسائر كبيرة ، ولكن بحمد الله تمكن وفي إطار الجهود التي بذلها في مكافحة الإرهاب ودعمه للجهود الدولية المبذولة في هذا المجال أن يحرز نجاحات ملموسة في حربه ضد آفة الإرهاب وتجفيف منابعها ، واتخذ اليمن الكثير من الإجراءات الحازمة والسليمة سواء على الصعيد الأمني أو على صعيد إجراء الحوار الفكري من قبل مجموعة من أصحاب الفضيلة العلماء مع المغرر بهم من العناصر الشابة ، وأثمرت هذه الخطوات عن نتائج ملموسة شهد بها الكثيرون لليمن.. وبلادنا اليوم شريك فعال للمجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب. وعن أفضل السبل لمواجهة التطرف والإرهاب.. لفت فخامته إلى حقيقة ظاهرة الإرهاب والتطرف بأنه ينبغي النظر إليها ومواجهتها من خلال إدراك الأسباب والمناخات المشجعة على تناميها ، حيث تستغل ظروف الفقر والبطالة وغياب العدالة الدولية في بعض القضايا الإقليمية لاستقطاب الشباب من قبل بعض المتطرفين للزج بهم لارتكاب أعمال عنف وإرهاب من أجل زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ولهذا من المهم أن تتضافر الجهود الدولية من أجل القضاء على البيئة المشجعة للإرهاب، وأن تقف الدول الغنية إلى جانب الدول الفقيرة من أجل مساعدتها على التغلب على تحديات التنمية والقضاء على الفقر والبطالة وتجنب تطبيق معايير مزدوجة في التعامل مع قضايا النزاعات والمشكلات الإقليمية والدولية من أجل تفويت الفرصة على المتطرفين في استغلال مثل ذلك للتغرير بالشباب ودفعهم نحو ارتكاب أعمال العنف والإرهاب.. وكما سبق وأكدنا مراراً فإن الإرهاب أصبح يمثل آفة دولية خطيرة تحتاج إلى تضافر جهود الجميع في المجتمع الدولي لمحاربتها واستئصالها. وعن نتائج زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية.. قال فخامة الأخ الرئيس : المباحثات التي أجريناها مع فخامة الرئيس جورج دبليو بوش خلال زيارتنا الأخيرة الناجحة للولايات المتحدة الأمريكية التي تمت في شهر مايو الماضي، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك والشراكة القائمة بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية ، وعلى مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب.. بالإضافة إلى تبادل وجهات النظر إزاء تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة وفي طليعتها التطورات في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وأفغانستان، والملف النووي الإيراني،إلى جانب بحث السبل الكفيلة بدفع جهود تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط في ضوء المبادرة العربية للسلام التي تم إقرارها في قمة بيروت العربية ، وأكدتها القمة العربية في الرياض..وعبرنا للرئيس بوش والمسؤولين في الإدارة الأمريكية عن أهمية أن تضطلع الولايات المتحدة الأمريكية بدور فعال للدفع بمسيرة التسوية السلمية في المنطقة ، وذلك من خلال اقناع إسرائيل بالقبول بالمبادرة العربية التي تمثل الحد الأقصى الذي يمكن للعرب التنازل عنه من أجل تحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة. وتابع : لقد كانت الزيارة بكل المقاييس ناجحة ، وتحققت من خلالها ثمار جيدة سواء على صعيد تعزيز العلاقات ومجالات التعاون المشترك أم من خلال التعهدات التي عبر عنها الجانب الأمريكي لدعم مسيرة الإصلاحات والديمقراطية والتنمية في اليمن ، والتي حظيت بإعجاب وتقدير الأصدقاء الأميركان والجهات الصديقة والمانحة ؛ لأن اليمن قدمت بذلك نموذجاً رائداً في المنطقة وبخاصة في ضوء ما حققته الانتخابات الرئاسية والمحلية التي جرت في سبتمبر 2006 من نجاحات ، وما اتسمت به من الشفافية والنزاهة التي شهد لها المراقبون الدوليون الذين حضروها ونالت تقدير العالم . وأضاف : نحن حريصون دائماً على تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية والشراكة القائمة بين بلادنا والولايات المتحدة الأميركية ، وكما أوضحت فلقد تحققت نتائج إيجابية لتلك الزيارة التي قمنا بها للولايات المتحدة الأمريكية وخاصة على صعيد الحصول على الدعم الأميركي لجهود اليمن في مجال التسريع بوتائر التنمية والتغلب على تحدياتها.. وقد تم تأهيل اليمن وتقديراً لجهودها وما حققته من خطوات متقدمة في مجال الإصلاحات والديمقراطية وحرية الصحافة ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان للاستفادة من برامج صندوق تحدي الألفية ، حيث دخل اليمن في مرحلة (العتبة) وأصبح مهيئاً للانتقال إلى المراحل الأخرى من برامج الصندوق ، وهذا سوف يسهم في تعزيز جهود اليمن المبذولة في المجال التنموي والتغلب على مشكلات الفقر والبطالة. وتابع: نحن أيضاً نتطلع إلى أن تكون الزيارة قد فتحت آفاقاً جديدة لتدفق الاستثمارات الأميركية إلى اليمن ، والتي ما من شك سيكون لها دور إيجابي في تنمية وخدمة المصالح المشتركة والدفع بعملية التنمية في بلادنا ، ونحن دوماً نرحب بهذه الاستثمارات وغيرها من الاستثمارات من الدول الشقيقة والصديقة ، ونؤكد أنها ستحظى من قبلنا بكل الرعاية والاهتمام والتشجيع بمايكفل تحقيق النجاح المنشود لتلك المشاريع .