قال اللّه تعالى في سورة الأحزاب: «وما جعل أزواجكم اللاَّئي تظُاهرون منهنَّ أمهاتكم» وقال في سورة المجادلة: «الذين يظاهرون منكم من نسائهم ماهن أمهاتهم ، إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم ، وإنهم ليقولون منكراً من القول وزوراً ».. وجاء في سورة الطلاق قوله تعالى «واللاَّئي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ، وأولات الاحمال أن يضعن حملهن». فقال الله تعالى في كل الآيات السابقة «اللاَّئي » بالهمز. في حين قال سبحانه و تعالى في سورة النساء: «واللاَّئي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهنَّ أربعةً منكم» وفي سورة النساء أيضاً قال تعالى «حرّمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت وأمهاتكم اللاَّتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاَّتي في حجوركم من نسائكم اللاَّتي دخلتم بهن ..» وقال تعالى في سورة يوسف «ارجع إلى ربك فاسأله مابالُ النسوة اللاَّتي قطعَّن أيديهن». وجاء في كتاب بلاغة الكلمة في التعبير القرآني للدكتور فضل صالح السامرائي : ومن الملاحظ في استعمال هاتين الكلمتين أنه استعمل «اللاَّئي» بالهمزة في حالتي الظهار واَّلطلاق ، ولم يستعملها في غيرها ، وكأن ذلك لثقل الهمزة ، فاستعمل الهمزة لثقلها للحالات الثقيلة النادرة وهي حالات المفارقة. ومن الطريف أن بناء «اللاَّئي» وجرسها يوحي بذلك ، فكأنها مشتقة من «الَّلأْي» وهو الإبطاء والاحتباس والجهد والمشقة والشدة.. والمُظاهر والمطلقَّ محتبسُُ عن امرأته ، مبطئ عنها ، وفي ذلك مافيه من الجهد والمشقة والشدة للطرفين .. فانظر حسن المناسبة في اللفظ والمعنى والاستعمال.