في الوقت الذي يتسابق شباب العالم نحو العلم ويتنافسون للحصول على أعلى الشهادات ومنح بلدانهم براءات اختراعاتهم واكتشافاتهم، والعمل على إحداث ثورة تغيير جذريه لكثير من المفاهيم الخاطئة والسلوكيات والأعراف الفاسدة.. ويسلكون طريق العلم باب العالم نحو العلم ويتنافسون للحصول على أعلى الشهادات ومنح بلدانهم براءات اختراعاتهم ويجعلون منه سلاحهم الوحيد لمواجهة كل طارئ ومستجد، ولغتهم الحية التي يتباهون بها وتجنبهم الوقوع في شراك المحظور.. في ذات الوقت نجد أن بين شبابنا والآخرين بونا شاسعا وهوة سحيقة .. قد يكون من الأسباب غياب السياسات الهادفة الى الاهتمام بالشباب وايلائهم الرعاية اللازمة لما من شأنه الاستفادة منهم ومن إبداعاتهم وتطوير مواهبهم لخدمة ومصلحة الوطن. يعج وسطنا الشبابي بالعديد من الظواهر السلبية والتي تشكل عائقاً مباشراً إزاء معوقات التنمية ..ولعل من ابرز تلك الظواهر هي ظاهرة (حمل السلاح)..والتي جعل منها شبابنا غاية يجب الوصول إليها بل وجعلوا من (الأسلحه النارية والبيضاء) سلاحاَ لهم يتباهون ويفاخرون به ..وقد بالغوا حد العبث في اقتنائه..وجعلوا منه عنواناً لشخصياتهم .. وأي عنوان؟ حتى ان طريقة حمل السلاح والكيفية التي يضعونه بها على أجسادهم جعلوا لها أشكالاً وألواناً ليسايروا (الموضة) وصرعات العصر..بل إن تلك الطرق قد قسمت الشباب إلى درجات ومقامات. ومنها ما يجعل التندر من الآخرين يحل ضيفا ثقيلاً على صاحبها.. السلاح الناري بالذات اصبح في متناول الجميع حتى الأطفال نالوا نصيبهم منه. وفي أوقات وحالات معينه تجده لغة التخاطب الوحيدة. والمخرج لحالات الاختلاف في الرأي ..ولكم أن تتصوروا النتائج التي ستكون (معمدة بالدم)..؟ كما إن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس ومواسم الأفراح والتي دائماً ما يقوم بها الشباب وتخلف نتائج وخيمه لعل اقلها حدة (إقلاق السكينة العامة) وإزعاج المواطنين..تعد تلك من الظواهر المقيتة والتي ينبغي التخلي عنها..والاتجاه لوسائل اكثر حضارية ومأمونة العواقب للتعبير عن الأفراح والليالي الملاح..فكم من أناس أعزاء علينا فقدناهم في لحظات التعبير عن الفرحة بالاسلحة النارية..وكم من أبناء فقدوا آباءهم بسبب سوء استخدام السلاح ..بل دعوني أقول بسبب استخدام السلاح..هناك العديد من الحوادث التي وقعت في هكذا لحظة طائشة للتعبير عن فرح ينقلب إلى ترح ومأتم.. وسأسرد لكم أيها الشباب بعضاً من تلك الحوادث الواقعية :رجل يسير مسالماً متجهاً إلى منزله وأولاده عشية إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وبينما هو في طريقه سمع دوي الرصاص في سماء مدينته فإذا برصاصة عائدة من السماء تسقط فوق رأسه ويتم نقله إلى المستشفى وهناك فارق الحياة متأثراً بجراحه..مات دون أن يعرف أهله من هو الجاني؟ حادثة أخرى مشابهة لكن الاختلاف إن رصاصات (الفرح الغادر) أطلقت في حفل زفاف لتأخذ روح شاب كان يقف في السوق بجانب محل لبيع القات يفكر أين يقضي مقيله فغدرت به رصاصة فرح عائده من السماء لتستقر في رأسه وينقل إلى الخارج للعلاج فيفارق الحياة خارج وطنه..!