موجة انتشار الجراد هذه الأيام في صنعاء وفي عدة محافظات يمنية ولّدت لدى البعض أفكاراً لتحويل خطر الجراد على المحاصيل الزراعية في اليمن إلى خطر يحدق بالجراد نفسه، مستفيدين من انتشار الجراد وابتداع أول نوع من أنواع التجارة هو تجارة الجراد ربما في العالم كله ولأول مرة، ونعرض هنا صوراً لمشاهد بيع الجراد على أبواب الحدائق العامة في العاصمة صنعاء ومايقوله تجار الجراد الصغار ومرتادو الحدائق العامة لشراء الجراد في هذا الاستطلاع : فهذا عرفات عبد الولي 15 سنة، يجلس في باب حديقة السبعين بصنعاء سنين وأمامه ميزان يطلب الرزق به يقول أنا هذه الأيام أجمع الجراد في قوارير فارغة للمياه المعدنية ويقول: أبيع الحبة بعشرة ريالات والقارورة تتفاوت من 300 إلى 500 ريال يمني ولكن في بعض الأحيان يأتي إلينا سياح خليجيون ومنهم سعوديون بعد العصر ويشترون قارورة الجراد بألف ريال، وكذلك اليمنيون فأكثر من يشتري مّنا الجراد هنّ النساء والأطفال ويضيف : البيع يلاقي إقبالاً كبيراً في يومي الاثنين والثلاثاء لأنها أيام مخصصة للنساء في الحديقة يشترينه منا ونقوم بقليه فوق الفحم ويأكلنّه في الحديقة. أما عن وقت التقاط الجراد فيقول عرفات: نأتي إلى الحديقة في الصباح الباكر ونتسابق على الجراد ويكون الوقت بين الخامسة والنصف إلى السادسة صباحاً لأن الجراد في هذه الأوقات يكون ما زال هادئاً ولا يتحرك بسرعة وكذلك من بعد العشاء إلى منتصف الليل يسهل علينا تجميعه واصطياده. ويقول عرفات :أربح في الجراد أكثر من الميزان فأنا في ثلاثة أيام بعت جراداً ب2000 ريال. أما الطفل ربيع عبد اللطيف 13 عاماً يقول: نذهب أنا وأصحابي ونجمع كميات من الجراد في دبات الماء ونعود به إلى البيت وأمي تقليه لنا ونأكلهن كلنا.. الجراد أكلة لذيذة جداً جداً وكلنا نحبها. في حين تقول الحاجّة فاطمة 70 عاماً وهي تحمل في يديها حبات من الجراد: نحن من زمان نأكل الجراد وكنا نذهب إلى أماكن تواجدهن في الصباح الباكر ونقوم بتجميعهن في وعاء كبير ونضعه في التنور بعد ان ننتهي من الخبز ونأكله في أي وقت فجميع اليمنيين في ذلك الوقت كان يأكل الجراد ويفرح بهن الكبير والصغيرعندما يأتي إلى اليمن وأحيانا كان الناس يتهادون شوالات الجراد، وتؤكد الحاجة فاطمة بأن الجراد علاج لكل داء للنظر والسكر والبطن ولكل شيء لأن الجراد تأكل وتتغذى من جميع الأشجار ومن كل الدول ونحن نأكله لأن فيه فوائد كثيرة جداً. أفراح محمد تشتغل في مهرجان صيف صنعاء تحدثت لموقع « سبتمبرنت» قائلةً : الجراد منتشر بشكل كبير في صنعاء هذه الأيام فأنا أعيش في صنعاء منذ 11 عاماً وعمري ما شفت الجراد منتشر بهذا الشكل وبهذه الكميات. وتضيف : الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يعذب قوماً أرسل عليهم القمل والجراد والضفادع، لكن بالنسبة لنا نحن اليمنيين نجد أن الجراد نعمة من الله لنا لانقمة، فاليمنيون يفرحون به ويأكلونه وهم مستمتعون كما أن البعض في هذه الأيام يترزق منه والبعض يتبع قول الرسول الكريم " أحلت لكم ميتتان السمك والجراد اما عبد السلام عبدالله فيقول: أذهب أنا وأخوتي جميعاً إلى ميدان السبعين في الساعة الثانية عشرة ليلاً ونأخذ معنا وعاء كبيراً مغطى ونقوم بتجميع الجراد إليه ونرجع إلى البيت ومعنا كميات كبيرة من الجراد. ويتابع : أمي تفرح به لأنها تعتقد أن الجراد علاج لمرض السكر، تقوم أمي بوضعه في الماء على النار وبعدها تقوم بعرضه على الشمس لأننا سمعنا أنه مسمم وبعد أن يجفف نضعه في تنور الغاز ونأكل بعضه والبعض الأخر تقوم أمي بتوزيعه على أخواتي المتزوجات وبعض الجيران الذين يشكروننا جداً ويفرحون به. موظف في حديقة السبعين يقول الجراد مر على الدول الباقية أكل الأخضر واليابس .. ( واليمنيون ما أعطوهنش فرصة يأكلين حاجه وأكلوهن ). فأغلب من يأتي إلى الحديقة في هذه الأيام تراهم يمنيين وفي أيديهم دبات معبأة بالجرادوالكل يلاحق الجراد الأطفال والكبار. قبل صلاة المغرب يكثر تواجد الجراد بشكل بسيط ولكن في وقت متأخر من الليل تراه مترامٍ في كل مكان وعلى الجدران والأشجار. ويضيف : ميدان السبعين يزدحم فيه الناس الذين يأتون من أجل الجراد من الساعة الثانية عشرة ليلاً ويقومون بجمع الجراد مع أطفالهم ونسائهم فالجميع يأتي ليلتقط حبات كثيرة من الجراد. وتقول أم ريم : جميعنا نأكل الجراد بعد قليه والرائحة التي تطلع منه أثناء القلي تفتح النفس، فأنا أحب أكل الجراد جداً جداً وخاصة الرأس، وأولادي أيضاً وزوجي يفرحون بأكله ويستمتعون به أما ريم فتقول الجراد لذيذ جداً جداً وأنا أحبه وآكل منه كل يوم نذهب أنا وبابا وماما في الليل ونجمعه ونروح البيت نأكلهن ونبقي الى الصباح و( الجراد ما تخوفش وأنا وأخوتي ما نخافش منه بالعكس نحبه).