- نائب مدير المركز: مؤسسة الصالح سندٌ لنا في رعاية الطفولة المشردة ونعمل على إعادة ثقتهم بالمجتمع والأسرة أطفال الشوارع «ذكور أم إناث» يقل عمرهم عن 18 سنة يعيشون وينامون ويأكلون ويلعبون في الشوارع، منهم من لايعمل والبعض الآخر يعمل «في الشارع» بشكل غير رسمي وعلاقتهم بأسرهم غالباًً إما منتظمة أو منقطعة..ولأن ظاهرة اطفال الشوارع أصبحت مقلقة سعت وزارة الشئون الاجتماعية والعمل لإنشاء عدد من مراكز الطفولة الآمنة، من هذه المراكز مركز الطفولة الآمنة بأمانة العاصمة، حيث يقدم المركز خدمات الرعاية الاجتماعية والتأهيل النفسي وإعادة الاندماج الاجتماعي لأطفال الشوارع وذلك من خلال أنشطة متعددة ومتداخلة تبدأ باستقطاب الطفل من الشارع إلى المركز ثم القيام بالأنشطة التأهيلية «صحية تعليمية ترفيهية ورياضية ... إلخ».. ولتسليط الضوء على مركز الطفولة الآمنة بأمانة العاصمة التقت صحيفة «الجمهورية» الأخ وضاح شجاع الدين ، نائب مدير مركز الطفولة الآمنة في أمانة العاصمة وأجرت معه الحوار التالي: دون مأوى نود التعرف في البداية عن نشاط المركز كيف تتم عملية ادخال الأطفال إلى المركز ؟ المركز أنشئ في ديسمبر 2001م بناءً على دراسة قامت بها وزارة الشئون الاجتماعية والعمل واليونسيف كانت نتائج الدراسة تشير إلى وجود 4000 آلاف متشرد داخل أمانة العاصمة صنعاء و 28000 ألفاً في عموم محافظات الجمهورية ، الرقم هذا هو لأطفال الشوارع والأطفال المشردين والمتسولين وعمالة الأطفال ، وضمن هذا العدد وجود مجموعة من الأطفال المشردين «بدون مأوى». اقسام الشرطة مركز الطفولة الآمنة مختص بهذه الفئة «الأطفال المشردون» الذين يقضون كل حاجاتهم في الشارع ويبيتون في الشارع «أكلهم شربهم و...الخ» كله في الشارع ، ونحن نحاول الفصل بينهم دون الفئة الثانية الطفل الذي يقضي حاجته في الشارع ويعود إلى البيت ، نحن متخصصون بالطفل الذي يقضي كل حاجته في الشارع ، غالباً الأطفال يصلون إلى المركز عن طريق أقسام الشرطة أو فاعلي الخير أو عن طريق الأطفال أنفسهم أو عن طريق النزول الميداني بعد منتصف الليل عندما يكون الأطفال نائمين في الشارع. إعادة الاطفال إلى أسرهم حدثنا عن الخدمات التي تقدمونها للأطفال ؟ طبعاً مركز الطفولة الآمنة يقدم للاطفال الرعاية الاجتماعية والرعاية النفسية التي هي الركيزة الأساسية ، ونحاول أن نعيد ثقة الطفل بالمجتمع والأسرة ونحاول بقدر الامكان إعادة الطفل للأسرة إذا كان في مجال لإعادة بناء علاقته بالأسرة ، واللبنة الأساسية هو إعادة الأطفال إلى أسرهم ومعظم الأطفال تم إعادتهم إلى أسرهم والبعض لاتوجد لديهم حلول إلا المركز وايضاً دور الايتام ودور اخرى في محافظات أخرى بمراكز مشابهة لمركز الطفولة الآمنة. كحل ثانوي إذا وجدنا أن الأسرة غير صالحة لاستقبال الطفل أو أن علاقة الطفل مع الأسرة يصعب إعادتها في الوقت الحالي يبقى الأطفال في المركز «مركز الطفولة الآمنة» ونقدم الرعاية الصحية وأول مايصل الطفل إلى المركز نقوم بإجراء فحوصات طبية شاملة له خاصة الأمراض المعدية ونقدم له العلاج المناسب لأية امراض أخرى ويتم معالجتهم ، فالمركز متعامل مع جهات مثل «مركز الزهراوي الطبية ومختبرات النسيم» وهذه الجهات شبه داعمة لمركز الطفولة الآمنة في الجانب الصحي. فصل لمحو الأمية كما يقوم مركز الطفولة الآمنة بالاهتمام بالأطفال في الجانب التعليمي خاصة أن هؤلاء الأطفال غالباً مايكونون أميين أو انقطعوا عن المدرسة في سن مبكر فقمنا مؤخراً بإفتتاح فصل لمحو الأمية داخل المركز ، وهناك أطفال الحقناهم بالمدارس النظامية بحكم أن مستواهم التعليمي متواز مع أعمارهم. ايضاً نقدم للاطفال المتواجدين داخل المركز العديد من الأنشطة منها الأنشطة الرياضية ، الأنشطة الثقافية ، والأنشطة الدينية ولدينا رجل دين يقدم لهم الوعظ والارشاد بشكل دائم ، بالإضافة إلى جانب التغذية. الأسرة هي البيئة المثلى كم عدد الأطفال داخل المركز ؟ عدد الأطفال المتواجدين داخل المركز تقريباً «25 طفلاً» طبعاً هذا الرقم متغير ، فالمركز نعتبره مثل المحطة نرجع الأطفال إلى أسرهم وايضاً يصل إلينا أطفال أيتام ونلحقهم بدور الأيتام ونحن نحاول أن نقلص عدد الأطفال داخل المركز ، كما أننا لانبقي عدداً كبيراً من الأطفال داخل المركز ، فنحن نبحث لهم عن حلول لأنه مهما كانت الدار فالأسرة تظل هي البيئة المثلى والمناسبة للطفل. التفكك والعنف الأسري من خلال متابعتكم ما الاسباب التي دفعت بهؤلاء الأطفال إلى الشارع ؟ في الحقيقة معظم هؤلاء الأطفال شردوا بسبب التفكك الأسري بين ( الأب والأم) وارتباط كل واحد منهما بزوج آخر فكل واحد من الأبوين يرمي بالطفل إلى الآخر الأب يقول له اذهب عند أمك، والأم تقول له اذهب عند أبيك ، الزوج الجديد للأم أو الزوجة الجديدة للأب يتخلون عن هذا الطفل، ومعظم اطفال الشوارع شردوا نتيجة هذه المشاكل ، أيضاً العنف الأسري ضد الطفل سبب آخر في هذه المشكلة ، خاصة أن معظم الآباء يمارسون العنف ضد أبنائهم باستمرار فيلجأ الطفل إلى الشارع هروباً وتجنباً للعنف المستخدم ضده في المنزل. ايضاً هناك مشكلة الفقر والبطالة التي تولد إحباطاً لدى بعض الآباء مما يضطرهم إلى ترك ابنائهم حيثما يريدون دون حماية أو رعاية. ليس من حقنا أن نفرض علهيم ماذا عن جانب التدريب والتأهيل للأطفال المتواجدين في المركز ؟ غالباً هؤلاء الاطفال المتواجدون في المركز هم في سن الدراسة ومن حق الطفل أن يدرس ويلاقي حقه في التعليم الأساسي وبحكم أن سن الأطفال صغير فليس من حقنا أن نفرض عليهم التدريب المهني وهم في سن الدراسة ، أما بالنسبة للأطفال الكبار في السن فنحن الحقنا مجموعة منهم بمعهد التدريب المهني ومنهم من استمر ومنهم لا. المصانع والسلك العسكري ترى ما مصير هؤلاء الأطفال بعد خروجهم من المركز خاصة الذين تتخلى عنهم أسرهم ؟ صراحة تبذل إدارة مركز الطفولة الآمنة جهوداً كبيرة في هذا الموضوع وقد بدأنا الآن خطوة من شأنها ايجاد فرص عمل أو أماكن عمل للأطفال الكبار خاصة أنه لدينا مجموعة من الأطفال يصعب بقاؤهم في المركز وهم كبار السن ، وقد تم التواصل مع بعض الجهات وبعض المصانع ، وقمنا باستخراج بطائق شخصية لمجموعة من هؤلاء المتوقع أن يعملوا خلال الفترة القادمة وتقريباً خمسة من هؤلاء الأطفال سوف يشتغلون في احد المصانع هذا بعد أن تم التنسيق مع إدارة المصنع من قبل إدارة المركز ، علماً أن اثنين يعملان في شركة سياحية وهؤلاء تخرجوا من المركز .. ايضاً لدينا مجموعة من الأطفال نحاول الحاقهم بالسلك العسكري وأثناء زيارة الدكتور رشاد العليمي وزير الداخلية للمركز ابدى استعداده للمساعدة بصورة مباشرة حتى إنه كان من المتابعين لهذا الموضوع .. ونحن طالبنا الوزارة بمساعدتنا لأنه لدينا أطفال تجاوزوا سن 18 وكانوا في رعاية المركز ومن حقهم علينا أن نقوم بمتابعتهم وقد وجه وزير الداخلية بتجنيدهم ، ونحن في إطار متابعة الموضوع ، ونوضح هنا أن إدارة المركز تعمل جاهدة لكي لايعود الأطفال إلى الشارع فنحن ننسق لهم ونتابع بقدر استطاعتنا مع من بإمكانهم استيعابهم في أماكن العمل. حل لتلافي أوجه القصور ما الجهة المسئولة عن المركز ؟ طبعاً المركز تابع لوزارة الشئون الاجتماعية والعمل ومؤسسة الصالح الاجتماعية للتنمية واسند إليها في مايو 2004م كحل لتلافي وجه القصور الإداري في الجانب الحكومي أو كإشراف وتوفير للدعم فمؤسسة الصالح وفرت الدعم الخاص بالأطفال ومن جانبنا اطمأننا وأحسسنا بالأمان في استمرارية الدعم لأننا كنا نتخوف من انقطاع الدعم في فترة من الفترات ..مثلاً كانت «جمعية الشارقة» تقدم لنا الدعم وما زال موجوداً هذا الدعم ولكن كان همنا الخوف أن ينقطع هذا الدعم ، وعندما أسند المركز لمؤسسة الصالح اعتبر حلاً للرؤية المستقبلية ووفرت المؤسسة الدعم المتواصل للمركز وتعتبر المؤسسة داعمة اساسية للمركز مادياً واشرافياً وإدارياً. إشكالية هل أنتم راضون بالمستوى الذي يعيشه الأطفال في المركز ؟ نحن نحاول أن نوفر لهم مستوى معيشة فوق العادي والمقرر لهم حتى إننا أحياناً نواجه مشكلة في هذا الموضوع لأن الطفل ينظر إلى نفسه أنه عايش في مستوى رفاهية فنواجه اشكالية في إعادتهم لأسرهم نظراً لأن الوضع يختلف بالمركز عن الأسرة فيجد الطفل نفسه غير متكيف مع الوضع الجديد في الأسرة بحكم أن المركز يوفر لهم كل شيء ، وهذه المسألة كما قلت فيها اشكالية .. فالبعض من الناس من ذوي الخبرة بالأطفال يقولون إن هذا الطفل كان محروماً فإعطاؤه أو ترفيهه على وضعه يساعده في التكيف مع الأسرة ، والبعض الآخر يقول إن هذه هي المشكلة فالطفل عندما ينتقل من المركز إلى الأسرة تحدث له صدمة والسبب الفرق في الوضع الذي كان يعيشه في المركز ووضعه بين الأسرة بعد خروجه من المركز. وعود بالتوظيف لاتنفذ ما أبرز المشاكل التي يعاني منها الكادر العامل في المركز ؟ بصراحة هناك العديد من المشاكل والقصور من الجانب الحكومي بالنسبة للكادر فالمعاناة كبيرة جدا،ً أبرز هذه المعاناة الوضع المادي صعب جداً لهؤلاء المتعاقدين العاملين داخل المركز ، ومنذ شهر ديسمبر 2001م لم يتم توظيف أي شخص داخل المركز، دائماً نحصل على وعود بتثبيت الكادر الموجود ولكن هذه الوعود تتبخر في السماء فالأجور التعاقدية التي يتسلمها الكادر تعتبر رمزية وهذا يؤثر في أحايين كثيرة على نفسياتهم. وقبل فترة خرج مجموعة من المتعاقدين القدامى لأنهم وصلوا إلى مرحلة نفذ الصبر منهم بسبب الرواتب الرمزية التي لاتناسبهم والوعود لهم بالتوظيف لا تنفذ. أتمنى من كل إعلامي كيف تنظرون إلى وضع الإعلام ومناقشته لقضايا الطفولة ؟ أعتقد أن هناك ضعفاً أو قصوراً أو تهميشاً لقضايا الطفولة من قبل وسائل الإعلام ليس الجميع طبعاً فهناك من يتلمس مثل هذه القضايا وهذا مهم جداً ، ايضاً وضع الإعلام بشكل عام أعتقد أنه إعلام يأخذ الجانب السيء فدائماً بعض الصحف أو المنظمات الإعلامية تبحث عن السبق الصحفي في الجانب السيء أما بالنسبة للايجابيات فالعديد من الصحف ووسائل الإعلام لاتبحث عنه وغالباً ما يبحثون عن السيء قبل النظر في صحته ، أو خطئه حتى إن البعض لايحاول التحقق من أي موضوع من جميع الاطراف .. فهم يأخذون الطرف الذي يثير الناس أو يثير ضجة ويتجاهلون الطرف الآخر الذي هو أصل الحقيقة .. لهذا أتمنى من كل إعلامي أن يبحث عن الحقيقة وعن الجوانب المضيئة وأتمنى أيضاً من الإعلام أن يمارس مهمته بشكل صحيح فليس التهويل واعطاء الأمور أكثر مما تستحق مهمة من مهام الإعلام كما نرجو الابتعاد عن الكذب والتزييف كما هو حاصل في كثير من الأمور. طموحات ما طموحاتكم المستقبلية ؟ طموحاتنا المستقبلية كثيرة، منها حل المشاكل التي تعيق العمل داخل المركز بما فيها مشاكل كادر المتعاقدين ، أيضاً مشاكل الدعم الحكومي فحل هذه المشاكل هو الرؤية المستقبلية وأول هدف نسعى لتحقيقه ، لو استقر الوضع بالمركز إن شاء الله سوف تفتح لنا آفاقاً جديدة للعمل. صعوبات ما الصعوبات التي توجهكم في المركز ؟ من ابرز الصعوبات التي تواجهنا والتي سبق وأن اشرت إليها عدم تثبيت العاملين الموظفين داخل المركز واعتماد رواتب تعاقدية كحل مؤقت لهم إلى حين تثبيتهم .. أيضاً الدعم الحكومي الخاص بالمركز قليل جداً ولايغطي إلا النزر اليسير من احتياجات المركز وهذه تشكل عقبة أساسية حيث إننا إذا أردنا التوسع في الأنشطة والتوسع في العمل قدرنا هذه الامكانات .. صحيح أن مؤسسة الصالح تقدم الدعم لكن الجانب الحكومي كان ملتزماً بتقديم دعم كاف لهذه المراكز التي انشأها فالمفروض أن الدعم الحكومي يغطي نصف احتياجات المركز. مشاكل مع الأسر وهناك بعض المشاكل تواجهنا مع الأسر، أحياناً بعض الأسر ترفض التجاوب معنا بشأن طفلها خاصة عندما يكون الأبوان منفصلين «طلاق» وأحياناً الأب هو من يدفع بالطفل إلى الشارع للعمل .... الخ والطفل هنا يرفض العودة إلى المنزل ، واحياناً يكون وضع الأسرة الاقتصادي سبباً في المشكلة، وتوفير الدعم للأسرة هو الحل أو الحافز لاستقبال الأسرة للطفل فنواجه صعوبة في هذه النقطة بحكم أن امكاناتنا لاتسمح لنا أن نقدم الدعم المتواصل لهذه الأسرة ، صحيح أننا نظل ندعم الأطفال بعد خروجهم من المركز سواءً بالزي المدرسي «الحقيبة المدرسية ملابس العيد» فنحن والأطفال نبقى على تواصل ولكن كدعم قائم للأسرة هذا صعب.