دعت انتصار علي الرداعي مديرة مركز تأهيل الأطفال المشردين والعاملين في اليمن المنظمات والهيئات والصناديق المانحة لتقديم دعمها للمراكز الحكومية المعنية وتشديد الإجراءات الرقابية بدلاً من منحها لمنظمات خاصة وهمية لا يستفيد منها شريحة الأطفال و العاملون والمشردون. واتهمت الرداعي عدداً من المنظمات والجمعيات الخاصة بالاستحواذ على الدعم المالي من المانحين ولم يصل إلى فئات الأطفال العاملين والمشردون في اليمن المستهدفين من الدعم. وقالت في حديثها ل"أخبار اليوم "إن المنظمات والمشاريع الدولية أصبحت لاتهمتم بدعم المراكز الحكومية التي تهدف إلي تأهيل الأطفال العاملين وتعتقد بأنها تحظي بدعم من الحكومة لكن ما تحظى به هذه المراكز دعم بسيط من الحكومة لا يستحق الذكر ولا نعرف لماذا المنظمات والصناديق المانحة الدولية لا تفضل دعمها للمراكز الحكومية مباشره هل لعدم الثقة بالحكومة بينما نجد الكثير من المنظمات تمنح الدعم لمراكز خاصة وهمية ولا يقدمون أية خدمات للأطفال العاملين باليمن". حياة مليئة بالعنف شكاوي الأطفال العاملين تؤكد أنهم يواجهون حياة مليئة بالعنف يوميا في شوارع العاصمة صنعاء وفي العديد من المحافظات ومشردون من التعليم. ويروي كثير من هؤلاء الأطفال قصصا حقيقية مروعة عن ظروف حياتهم ويؤكدون بأنهم يعملون في الشوارع لإعالة أسرهم نتيجة حالات الفقر المدقع فهم يفقدون طفولتهم بالفعل. كثير من هؤلاء الأطفال المشردون يعتقدون بان المركز يتيح لهم فرصة للحصول على التعليم والالتحاق بالمدرسة ويأملون أن يجدوا فرصة لترك حياة الشارع وأن يعيشوا حياة منتجة وبان توفر لهم الدولة وبالتعاون مع المنظمات الدولية وسائل سكن لهم, إلا أن هذا لا يحدث بحسب مديرية مركز تأهيل الأطفال . وطالبت الرداعي المنظمات والصناديق الدولية المانحة بإعادة النظر في تقديم الدعم اللازم لمساندة أعمال المراكز الحكومية لتأهيل الأطفال العاملين والعمل على تشديد الإجراءات الرقابية عليها بدلا من منح دعمها لمراكز ومنضمات خاصة هدفها الربح والاستحواذ على وسائل الدعم بطرق المظاهر والخدع والتظليل وفي النهاية لا يستفيدون من ذلك الدعم شريحة الأطفال العاملين والمشردون بالشوارع في اليمن". وأوضحت انتصار أن مركز تأهيل الأطفال العاملين يهدف إلى تقديم دور الرعاية للأطفال العاملين والعمل على إعادتهم للمدارس التعليمية وإعادة إدماجهم ضمن برنامج التأهيل الذي يقدمه المركز لأسر الأطفال المستهدفين. وبينت إن المركز يحتضن أكثر من ستمائة وستين من الأطفال العاملين في الشوارع بالإضافة إلى ما يقدمه المركز من خدمات وبرامج تثقيفية وتعاليم التطريز والخياطة وممارسة الهويات الرياضية لشريحة كبيره من الأطفال العاملين في الشوارع. معوقات وصعوبات انتصار الرداعي أكدت بان كثيراً من المعوقات والصعوبات يوجهها المركز تبدأ من شحة الإمكانيات الغير كافية لتنفيذ الخطط والبرامج التي يسعى المركز لتنفيذها للأطفال العاملين في الشوارع. أما بالنسبة للبحث والعثور على الأطفال المشردين في الشوارع فلا يوجد صعوبة في ذلك لأن شوارع العاصمة صنعاء وشوارع بقية محافظات الجمهورية مزدحمة بهؤلاء الأطفال الذين قذفت بهم قسوة المعاملة داخل الأسرة إلى طريق الضياع وتركهم التعليم. وأكدت أن المشاكل التي تواجه الأطفال ودفعتهم لترك التعليم بالإضافة إلى مشكلة الفقر هي معاملة بعض المدارس التعليمية لهم, مما اضطرهم لترك التعليم نتيجة سوء المعاملة, مشيرة إلى تلقي المركز بلاغات كثيرة عن قيام مدارس بفرض متطلبات على هؤلاء الأطفال العاملين كشراء دفاتر ذات الألوان المتعددة وغيرها من الأشياء الأخرى والذي يتوجب التغاضي عنها نظرا لحالات الفقر الذي تعاني منه غالبية أسر هؤلاء الأطفال والذين أجبرتهم الظروف الصعبة على الالتحاق بالعمل بالشوارع, وكذلك معاملة هذه المدارس والمدرسين بلا احترام لمشاعرهم وتهديدهم بالطرد من المدارس. وانتقدت الرداعي إهمال وزارة الشئون الاجتماعية لمعاناة هؤلاء الأطفال العاملين والمشردين في الشوارع, مؤكدة أن الكوادر الموزعين من قبل الوزارة على المركز لا يحضرون ولا يقومون بوجباتهم العملية, وقالت" ورغم مطالباتنا للوزارة باتخاذ الإجراءات بحقهم أو استبدالهم بآخرين من المدرسين إلا أننا نفاجأ بتسيس القضية ورفض استئناف العمل, رغم ذلك نجدهم يستلمون رواتبهم الشهرية كبقية زملائهم العاملين بجد ونشاط في الميدان.