عشر محافظات على مستوى الجمهورية شهدت تأسيس مجالس داعمة لتعليم الفتاة تعنى بها ، وتشجع فتيات اليمن .. وقبلهن تشجع أولياء أ أمورهن على الزج ببناتهم إلى أروقة التعليم ورحاب العلم.. وفي الأسبوع الماضي شهدت محافظة تعز إنشاء مجلس تنسيقي لدعم تعليم الفتاة على غرار مجالس التنسيق السابقة في المحافظات .. لتكون المحافظة رقم إحدى عشر .. والبقية تأتي .. إن تعليم الفتاة في بلداننا يعاني كثيراً من دول العالم النامي .. وبالرغم من اهتمام الحكومات ومنها حكومة بلادنا وتشجيعها لتعليم الفتاة إلا أن الواقع هذا مازال يعاني القصور والخلل .. بسبب النظرة الدونية التي تنشر تارة للتعليم بنظرة تسقط عنه فوائده ومزاياه .. وتارة أخرى تنظر للفتاة وللمرأة على أنها لا تستحق التعليم لأن مصيرها ونهايتها معروفة مسبقاً .. «بيت الزوجية».. ومجالس التنسيق في تلك المحافظات مهمتها كسر تلك النظرة وإعادة تصحيح الفكر في المجتمع تجاه تعليم الفتاة تعز السباقة وكما قال عبدالوهاب الجنيد الوكيل المساعد لمحافظة تعز في كلمة افتتاح الورشة التأسيسية لمجلس تنسيق تعليم الفتاة: أن تعز سباقة في مجال التعليم .. وكان بالأحرى أن يتواجد هذا المجلس ويؤسس في تعز قبل أية محافظة أخرى .. خاصة وأن نسبة الإناث فيها أكثر من الذكور. وتحدث الجنيد عن أهمية التعليم لدى قيادة المحافظة قائلاً : إن تعليم الفتاة مثّل ضرورة من الضرورات التي تضعها المحافظة في أولويات اهتمامها .. وأضاف .. يجب ويتحتم علينا تعليم الرجل .. لابد من تعليم الفتاة فهما شريكان في الحياة وفي بناء المجتمع باستطاعتهما معاً بناء حياة فضلى .. مشيراً إلى ضرورة التركيز على الريف ونشر ودعم تعليم الفتاة هناك .. مذكراً بفوائد العلم والتعليم وانعكاسه على المجتمع حيث أنه يمنع مثلاً الزواج المبكر الذي يؤثر سلباً على صحة الفتاة .. كما يساهم التعليم في تربية الأبناء تربية نوعية.. مطالباً في ذات الوقت بالتوعية في هذا الجانب وتعاون وزارات الأوقاف والارشاد والصحة العامة والسكان .. وحث خطباء المساجد على تبيين وإظهار أهمية تعليم الفتاة .. وبيان دور المرأة في الإسلام .. فكل يجب أن يعمل من موقعه لتحقيق التعاون في هذا المجال لأننا نريد إنشاء مجتمع سليم على أسس صحيحة. كما تمنى من المجتمع تحقيق المشاركة المجتمعية في هذا المجال .. ومبدياً استعداده واستعداد المحافظة لتقديم الدعم الكامل بكل الامكانيات المتاحة لدعم تعليم الفتاة .. داعياً الجانب الصحفي والإعلامي تبني هذه القضية المهمة التي تهم المجتمع. شبكة وطنة من جانبها فسرت فوزية نعمان وكيلة وزارة التربية والتعليم لقطاع تعليم الفتاة الهدف من إنشاء مجالس التنسيق لدعم تعليم الفتاة حيث قالت : إن الورش التأسيسية تهدف إلى شبكة وطنية ترسم سياسات تربوية تؤدي واجبات تعليمية تدعم تعليم الفتاة والمشاركة الوطنية للمرأة .. وأشارت في كلمتها التي ألقتها في حفل افتتاح الورشة أن كل مكتب من مكاتب التربية والتعليم في المحافظات لديه برنامج عمل معين لتحقيق هذا الهدف.. ودعت في كلمتها مكاتب الوزارات المختلفة على التعاون مع مكتب التربية والتعليم وعوّلت عليها بتنفيذ خطة عمل قطاع تعليم الفتاة. وركزت فوزية نعمان على دور وزارة الأوقاف والارشاد في حث الخطباء والمرشدين على إبراز أدوار النساء في الإسلام وإظهار مناقب النساء المسلمات الأوائل ، وكيف كانت مواقفهن وأفعالهن في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعكسه على الواقع في أهمية دور المرأة المتعلمة.. مشيرة إلى أن السكرتارية المزمع انبثاقها من ورشة العمل التأسيسية ستسعى لمتابعة مكاتب الوزارات المعنية للتعاون في هذا الجانب ، وستكون السكرتارية بمثابة «دينمو» محرك لعمل مجلس تنسيق دعم تعليم الفتاة مع بقية الجهات. رؤية مشتركة كما ألقيت في الورشة كلمتان من عبده همدان رئيس شعبة المشاريع بمكتب التربية والتعليم بتعز ، ومن عبدالمولى محيي الدين ممثل البرنامج اليمني الألماني 3 دعت إلى ضرورة الخروج برؤية مشتركة للعمل بما يهدف تعليم الفتاة .. خاصة وأن هذا القطاع الهام يعاني كثيراً من القصور والاختلالات المختلفة. ما الذي تناولته الورشة في الجانب العملي من الورشة قدمت العديد من أوراق العمل الهادفة معالجة مكامن القصور ووضع حلول ومخارج ورؤى تساهم في النهوض بالواقع المعاش .. حيث تم عرض ورقتي عمل من قبل مدير إدارة تعليم الفتاة الأولى بعنوان «لماذا تعليم الفتاة ؟» .. والأخرى معنونة ب«أرقام ومؤشرات عن تعليم الفتاة في محافظة تعز». بينما قام مدير إدارة مشاركة المجتمع بعرض ورقتيه الأولى تتحدث عن «الجهود المبذولة لتحسين تعليم الفتاة» .. والأخرى عن «مبررات تشكيل المجلس». أما مدير عام مشاركة المجتمع فقد قدم ورقة بعنوان : «أهداف المجلس المهام والادوار الرئيسة مبادئ العمل في المجلس آلية عمل المجلس». كما تم مناقشة نتائج عمل مجاميع العمل التي تم تقسيمها في الورشة ، والتعرف على الأدوار المحتملة للجهات المشاركة في المجلس والأنشطة التي يمكن أن تساهم فيها، وكذا مناقشة وبلورة المعالم الأولية لمحاور خطة المجلس. بالإضافة إلى ذلك تم التطرق إلى مهام الجهات المشاركة في المجلس تجاه تنفيذ الخطة التي تم وضع مسودتها وعرضها ومناقشتها وتم الاتفاق عليها ، وكذا تحديد مهام وعمل الهيئة الإدارية والسكرتارية الفنية للمجلس .. والآلية المقرة حول متابعة تنفيذ أنشطة المجلس. التوصيات والنتائج وفي ختام أعمال الورشة أوصت بتفعيل الأنشطة المدرسية الصفية واللاصفية في مدارس البنات كعامل محفز للاقبال على التعليم .. وتحسين البيئة المدرسية .. ورفع الوعي بأهمية تعليم الفتاة ، وتحفيز المجتمعات المحلية للمشاركة الفاعلة بدفع الفتيات للتعليم وتفعيل دور مجالس الآباء والأمهات بهذا الخصوص. وأشاد الجميع بنتائج الورشة وتوصياتها ، مؤكدين أهمية التطبيق الميداني لهذه النتائج والتوصيات ، لما تضمنته من جوانب هامة في مجال تعليم الفتاة. رعاية محلية .. ودعم خارجي الورشة التي عقدت على مدى يومين 28-29 أغسطس الماضي ، كانت برعاية وزير التربية والتعليم د.عبدالسلام الجوفي وقطاع تعليم الفتاة بالوزارة ، وبمكتب التربية في تعز ، وبالتعاون وبدعم من منظمة اليونيسيف والبرنامج اليمني الألماني لتحسين التعليم الأساسي GTZ ومنظمة «جايكا» اليابانية لدعم تعليم الفتاة.