صنعاء عمران/سبأ .. أكد وزير الكهرباء والطاقة الدكتور/مصطفى يحيى بهران أنه سيتم ربط بقية سكان الجمهورية اليمنية في المناطق النائية بالشكبة الموحدة خلال زمن قياسي من خمس إلى عشر سنوات ضمن استراتيجية الوزارة في هذا الجانب. وأوضح بهران لدى افتتاحه أمس ورشة العمل الخاصة باستراتيجية الطاقة المتجددة لكهربة الريف “المنظومة المستقلة” وآليات التمويل الأصغر أن الإشكالية التي تواجه الوزارة حالياً هي تسارع معدلات التنمية خلال السنوات القادمة، وهو ما يتطلب استهلاك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية. وقال: من ضمن الإشكاليات التي تواجهها الوزارة أن معدلات التنمية ستكون كبيرة، الأمر الذي سيتطلب توفير قدر كبير من الطاقة الكهربائية، لذلك نحن نفكر بطريقة مختلفة عن الماضي لوضع حل استراتيجي وليس باتباع الحلول الترقيعية الموقتة، كما في الماضي. وأضاف: فترة إنجاز استراتجية كهرباء الريف التي وضعها البنك الدولي، المحددة ب 1520 عاماً، تعتبر فترة غير سليمة من الناحية العملية نظراً لتضاعف عدد السكان كل 23 عاماً، فلو تم ربط السكان البالغين قرابة 60 بالمائة وغير المرتبطين بشبكة الكهرباء في هذه الفترة فإن الرقم سيتضاعف خلال العشرين عاماً القادمة. ولفت وزير الكهرباء إلى اهتمام الوزارة بإيجاد مصادر نظيفة وبديلة لتوليد الطاقة الكهربائية، والمتمثلة بطاقة الرياح والشمس والطاقة المائية والنووية. وقال: هذه المصادر من الناحية البيئية لا ينتج عنها شيء يذكر من الكربون في أغلفة الجو، أما من الناحية الاقتصادية فإن سعر الكيلووات/ساعة من مشتقات النفط يتراوح بين 2040 ريالاً، فيما لا يزيد سعر الكيلو المنتج باستخدام الغاز عن أربعة ريالات فقط، في حين تصل تكلفة الكيلووات/ساعة بالرياح قرابة 20 ريالاً، و40 ريالاً للطاقة الشمسية. وفي هذا الصدد أكد بهران أنه رغم إشكالية ارتفاع تكاليف مكونات أجزاء المراوح المستخدمة لتوليد الطاقة من الرياح، إلا أن استراتيجية الكهرباء في اليمن خلال العشر السنوات القادمة تعتمد على الطاقة المتجددة على أمل أن تنخفض أسعارها، كونها مصدراً نظيفاً لتوليد الكهرباء، وتتناسب مع طبيعة المناطق الريفية النائية.. مبيناً أن الكهرباء المنتجة باستخدام الوقود الأحفوري (الديزل، المازوت) أكثر كلفة من حيث السعر، وذات أضرار بيئية كبيرة. وقال: ما يتم إنتاجه من الفحم ينتج عنه قرابة نفس الكمية من الكربون الملوث للبيئة، مقارنة بإنتاج قرابة النصف من مشتقات الديزل والمازوت. من جانبة أوضح مدير وحدة تنفيذ مشروع كهرباء الريف وتطوير مصادر الطاقة المتجددة بوزارة الكهرباء والطاقة المهندس/أسعد الأشول أن هذه الورشة التي تستمر يومين تأتي ضمن مشروع كهرباء الريف وتطوير الطاقة الكهربائية المتجددة والممول من الحكومة اليمنية وصندوق البيئة العالمي ومنظمة التعاون الفني الألمانية (جي. تي. زد).. وأشار إلى أن هذا المشروع يعد المرحلة الأولى لإعداد الدارسات لبرنامج وطني يهدف للبناء المؤسسي وكهربة الريف، كما يهدف إلى البدء بالاعتماد على استخدام مصادر الطاقة المحلية ورفع نسبة التوليد بالطاقة المتجددة، سواء للشبكة الموحدة العامة أم المستقلة في المناطق الريفية ضمن الاستراتجية العامة للوزارة المتضمنة الاعتماد على توليد الكهرباء بالغاز، كونه مصدراً رخيصاً ونظيفاً وبديلاً للمازوت والديزل، يليه الاعتماد على الطاقة المتجددة والنووية. وأكد الأشول أن الدراسات التي نفذتها الشركة الاستشارية أكدت أن هناك إمكانية كبيرة لتوليد الطاقة الكهربائية بالرياح في منطقة المخا والشريط الساحلي الممتد حتى مدينة عدن، حيث أثبتت الدراسة إمكانية توليد ما يقارب ألف ميجاوات. موضحاً أنه يجرى التواصل مع البنك الدولي حالياً للإعداد للمرحلة الثانية من مشروع تنفيذ كهربة الريف، وتنفيذ التوصيات الخاصة بالبناء المؤسسي للمشروع وضمان استمرارية التشغيل والصيانة بالشكل المدروس الصحيح. وكان مدير الطاقة المتجددة بوزارة الكهرباء والطاقة المهندس/محمد حميد الشعبي قد قدم عرضاً لأهداف ومكونات استراتيجية كهرباء الريف المعتمدة على الشبكة.. موضحاً أن الأهداف الرئيسة للاستراتيجية تتمثل في زيادة رفع نسبة إدخال خدمات الكهرباء إلى الريف اليمني من خلال الربط عبر الشبكات القائمة وإنشاء منظومات مستقلة للمناطق الريفية النائية، إضافة إلى التسريع بالتنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر والتحسين النوعي لحياة سكان الريف اليمني الذين يمثلون 70 في المائة من عدد السكان. وأوضح الشعبي أن برنامج كهرباء الريف المعتمد على الربط من الشبكة الوطنية سيتم من خلاله كهربة 944 ألف مسكن ريفي في 12 محافظة خلال العشر السنوات القادمة.. مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية أثمرت في مرحلتها الأولى في الحصول على تمويل يقدر ب 93 مليون دولار لكهربة 175 ألف مسكن ريفي خلال الأعوام من 20082012م.. وقال: هناك بالتوازي مع هذا المشروع مشروع كهرباء المناطق الريفية والممول من القرض السلعي السعودي والحكومة اليمنية بإجمالي 369 مليون دولار لكهربة 461 ألف مسكن ريفي في ذات الفترة. ولفت مدير الطاقة المتجددة إلى أن المناطق الريفية التي حددت من قبل الشركة الاستشارية الأمريكية سيستفيد منها حوالي 500 ألف مسكن ريفي، وستخضع لمعايير وشروط الاستراتيجية.. حضر افتتاح الورشة وكيل وزارة الكهرباء المساعد المهندس/عادل ذمران، وعضو مجلس الشورى/سعيد يافعي، ونائب مدير المؤسسة العامة للكهرباء للشؤون المالية والإدارية المهندس/شوقي الهبوب، ونائب مدير المؤسسة لقطاع كهرباء الريف/أحمد الصبر. إلى ذلك دُشّن بمديرية حوث محافظة عمران أمس بدء الربط العام للطاقة الكهربائية للشبكة العامة الموحدة في الجمهورية.. حيث تم إدخال خدمة الكهرباء لأكثر من 4 آلاف منزل ومشترك كمرحلة أولى، ويتكون المشروع من محطة تحويل بقوة 5 ميجاوات وشبكات نقل لخطوط الضغط العالي والمنخفض وشبكة التوزيع الداخلية لجميع القرى والمناطق والعزل بالعصيمات مديرية حوث.. ويأتي الربط ضمن مشروع الطاقة الرابع (أ) للكهرباء الذي تم تنفيذه في عدد من مديريات المحافظة، وتستفيد منه 90 قرية، بتكلفة إجمالية للمشروع في المحافظة 18 مليون دولار، بتمويل من الحكومة الأسبانية.. وأوضح محافظ عمران/نعمان أحمد دويد أن المرحلة الثانية ستغطي 200 قرية، ومنها مديريات بني صريم وحرف سفيان والعشة وعدد من المديريات الأخرى ذات الأولوية في إدخال خدمة الطاقة الكهربائية، وتبلغ تكلفة المرحلة الثانية 21 مليون دولار..