بعد أن توقفنا في الحلقة الماضية عند أجمل الخصال العربية الأصيلة للصعايدة اليمنيين في قرية عرب بني واصل في سوهاج ومدى تمسكهم بكل مايحمل اسم اليمن من عسل وبن يمني لاينعدم من جلساتهم اليومية وحتى مركز الإنترنت الوحيد في قريتهم الكبيرة أسموه باسم ( اليمن نت ) وألصقوا صورة الرئيس/ علي عبدالله صالح في مدخل المحل .. تعالوا معي نختتم الحلقة الأخيرة في الاقصر وغلال النبي يوسف وقرية الشاعر عبدالرحمن الابنودي وما أمكن أن اختتم به هذه السلسلة :قرية يمنية بعد قضاء يوم جميل في حقول قرية عرب بني واصل بسوهاج والاختتام بسهرة أنعشها البن اليمني، غادرنا منضرة الشيخ مقبول كبير عشيرة عاشور وعدنا للمبيت في شقة الأخ/ محمد راشد عاشور الذي بات مع أسرته في شقة أخيه خالد المقابلة لشقته، وبمناسبة ذكر الشقق والمنازل دعوني أنقل الانطباع الذي خرجت به عن تصميم المنازل هناك وحيث أدهشني تمسك الأهالي بالطابع الريفي الأصيل فلايمكنك الصعود الى الطابق الثاني دون مشاهدة الغرف الموزعة بين الأبقار والجواميس والماعز والطيور تماماً كما كنت أشاهد المسلسلات المصرية عن الصعيد أو كما كانت عليه معظم منازل القرى في أريافنا قبل عشرين عاماً، أما الدور الثاني فغالبية المساكن لمتوسطي الدخل تتكون من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام أما الأسر الكبيرة فتزيد غرفها بزيادة عدد الأبناء . قضيت الليلة في منزل محمد عاشور بشيء من الخجل لكن الذي هون عليّ ذلك رفضهم بشدة أن أبيت في إحدى فنادق مركز ساقلتة الذي يفصله عنهم فقط 2 كيلو متر وفي تلك الليلة كان قد تكالب عليّ أرق البن اليمني والاحراج من مبيتي في غرفة نوم القبيلي والوقيص من المشي وقليل من صفط الرازم الثقيل وأثناء ذلك الأرق سألت نفسي : هل ياترى ماتزال بعض هذه الخصال الكريمة عند القرويين والقبائل في بلادنا إلى درجة أن يترك المرء سرير نومه الوحيد لقادمين من بلاد بعيدة لاتربطه بهم أواصر القرابة أو الصداقة من قبل فلو كان المنزل واسعاً للمبيت في غرفة الضيوف أو غرفة المسافرين كما يسمونها المصريين لكان الأمر مألوفاً لكن أن تترك فراشك الزوجي وشقتك الصغيرة لضيف وتبيت خارجها فهذا من النادر جداً فكم مرات تكلفنا الصحيفة في مهام إلى الأرياف فلا نحظى بالاستقبال اللائق من قبل مدير المديرية المستفيدة أصلاً من إبرازنا لنشاطها على الملأ مايضطرنا الى اختصار المهمة أو تحمل مشقة العودة الى المدينة للمبيت فقط . أتذكر كلام أحد زملاء الدراسة بعد أن عاد من أفغانستان مجاهداً قال: إن الأفغان ومعظم المسلمين في جنوب شرق آسيا يحتفون بعرب الجزيرة العربية وخاصة السعوديين ويعتبرونهم أحفاد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن جازت لي المقارنة هنا وأنا في الصعيد سأزعم أن قدراً عالياً من الحفاوة تتأهب بها هذه القبيلة بني واصل ليس لي فحسب بل لكل من يأتي من اليمن بلد الأجداد والعروبة ومنبع هذا الكرم الذي انتقل بحذافيره الى الصعيد وربما فاق أيضاً وأحياناً أغير رأيي حتى لا أصاب بالغرور وأقول لنفسي : هذه هي طباع الصعايدة واستقبال الضيوف على النحو الذي لمسته يشمل كل من يصل إليهم من بعيد، حسناً فما أنا في هذه الاستضافة إذاً إلاّ كغيري وما دمت كذلك فالسهاد في هذه الليلة قد أوشك الفجر ولابد من سويعات النوم . في التاسعة صباحاً كانت وجبة الفطور غاية في البساطة والفائدة معاً إبريق معدني مليء بالحليب الطازج وخبز صعيدي سمين ك (الكُبن) وعسل البرسيم في الحقيقة ناسب ذلك الفطور معدتي التي لاتستكين من الحموضة . إلى الأقصر عرف أبناء عاشور عزيمتي في السفر إلى الأقصرالتي تحتاج الى سفر ثلاث ساعات بالقطار باتجاه الجنوب وإن كانت سوهاج هذه التي مازلنا فيها تبعد عن القاهرة بمقدار ( 747 ) كم فإن الأقصر تبعد عن القاهرة ب (671) كم قال خالد عاشور : تصدق يا أخ جلال أني لم أعرف الأقصر بتاتاً أسمع عنها فقط وأعرف أن السفر اليها لايكفيه يوم واحد وأنا كما تعرف واصل من السعودية لأقضي الإجازة مع أسرتي لكني لن أتركك تغادر بمفردك أعرف أن الأستاذ حسن مصطفى عاشور ابن عمي وصهر سيد علي سبق وأن درس في الأقصر ويعرف كل شبر فيها سنتصل به الآن حسن مصطفى لبّى الدعوة ورحب مرافقتنا الى الأقصر وقال: إنه سيعود منها مباشرة الى القاهرة حيث لديه محل عطارة هناك . غادرنا قرية بني واصل ومركز ساقلتة واستقلينا قطار الثانية عشرة ظهراً من محطة السكة الحديد في مركز محافظة سوهاج استهلكت الرحلة ثلاث ساعات تماماً وصلنا مدينة الأقصروتركت حقائبي وأطفالي بفندق يجاور محطة السكة الحديد للمدينة التي تعد أغنى المدن وأرفدها دخلاً سياحياً فقد أولتها الحكومة المصرية حكماً مستقلاً عن محافظة قنا التي تشملها يقال أن نابليون بونابرت هو أول من أدرك أن نصيب الأسد في آثار مصر يكمن في مدينة الأقصر فمضى يرسل الباحثين للتنقيب فيها وتوالى من بعده الاهتمام والتنقيب حتى أضحت الاقصر أغنى مدينة أثرية في العالم ، وللأقصر خصوصية فريدة عن باقي المدن المصرية القوانين فيها صارمة خاصة تلك التي تمس من قريب أم من بعيد الجانب الأثري والسياحة ، طلاء التاكسيات جميل أبيض وسماوي وأجرة المشوار في التكس لاتزيد على ثلاثة جنيهات للمصريين أما العرب والأجانب فالأجرة تزيد أضعافاً ثلاثة وأربعة، التصميم المعماري للمحلات التجارية الجديدة في المدينة والبنايات يأخذ شكلاً شبه موحد ويطلى باللون البني الفاتح لون التماثيل والمواقع الاثرية عامة حتى اللوحات الإعلانية في واجهة المحلات لزاماً عليها توحيد المقاس 3م*1م ولابد أن يحتوي تصميم اللوحة الإعلانية على معلم أثري بارز الحناطير الجميلة في المدينة تضاهي عدد التاكسيات لكن السياح يميلون على الحناطير أكثر لأنها تجذبهم أكثر للاستمتاع بأجواء الطابع الشرقي الأصيل وتأخذهم نحو الماضي العربي ببساطة وبشيء يسير من الجنيهات بالنسبة لهم وكثير بالنسبة لسائسي الحناطير الغلابى ، قال صاحبي من حسن حظنا زيارة الأقصر في الصيف فالسياحة رخيصة في هذه الايام مقارنة بالشتاء الذي يحول مناخها الحار إلى معتدل وتصبح (مشتى ) لسياح العالم . الشاعر الأبنودي لايجدر بي الخروج من محافظة قنا التي تحوي الأقصر دون الإشارة إلى ذلك الشاعر الشعبي الذي غير طعم الأغنية المصرية الى العامية البسيطة بصوت العندليب الراحل عبدالحليم حافظ ، إنه الشاعر الصعيدي عبدالرحمن الأبنودي ، من مواليد 1938 في قرية أبنود التابعة لمحافظة قنا بكسر القاف ، الأبنودي زار اليمن قبل عامين تقريباً وتحدث للفضائية اليمنية ولبعض وسائل الاعلام عن المعزة التي يكنها لليمن التي هاجر منها أجداده واستقروا في صعيد مصر وقال: إن الوجوه اليمنية والمنازل الطينية في معظم أرياف اليمن تذكره تماماً بأبنود وكثير من قرى الصعيد . قرية الصوامعة قبل أن أسافر الى الصعيد كنت قد التقيت أحد أبناء سوهاج المنتميين الى أصول يمنية أثناء زيارتي للاسكندرية وتناول القهوة في الكافتيريا التابعة له قال بأن اسمه أحمد علي وقريته ( الصوامعة) غرب مركز طهطا محافظة سوهاج يقول احمد: إن قريته الصوامعة تعد من القبائل العربية التي تنتمي الى الإمام أحمد الأصمعي اليمني وسكانه يزيد على خمسين ألف نسمة وأضاف أحمد علي: إن من أبناء عمومتهم الكثير من سكان قرى محافظة قنا وخاصة قرى مركز ( قملة) ومن بينهم الشاعر عبدالرحمن الابنودي . وادي الملوك وعودة لاستكمال الرحلة الى الأقصر كان الوقت هو الثانية عشرة من ظهيرة اليوم التالي وكنا متأهبين للوصول الى البر الغربي من مدينة الأقصر وإلى هناك علينا عبور النيل فوق احدى العبارات الى الجانب الآخر من جهة الغرب استأجرنا سيارة بيجوت لثلاث ساعات فقط بأربعين جنيه لأن صيف التكاسي ( بوار ) عكس الشتاء في الأقصر ذهبنا في البدء الى وادي الملوك، الذي يحتوى على 64 قبراً اكتشفت بالتتابع من توحتمس الثّالث، أمينحوتب الثّاني، توت عنخ آمون، هوريمبيب، رمسيس الثّالث، الرّابع، و، سيتي.. نزلنا ثلاثاً من تلك المقابر الغائرة بعمق يصل الى 30 متراً في بطن الجبال والجدران والاسطح مكسية بالزخارف والرسوم والنقوش التي تحكي حياة وملاحم ساكنيها الفراعنة الملوك ' يقف السائحون الاجانب حيال هذه المقابر الاسطورية مذهولين . ومن وادي الملوك كان لابد من زيارة معبد حاتشبسوت. بالمنطقة المعروفة بالدير البحري. حيث يظهر المعبد من سفح التل كأنّه مقطوعة منه. ولولا أن تذاكر دخولي الى الدير الغربي ومعابد الاقصر والكرنة كان حسن يقطعها باعتبار ثلاثتنا مصريين لكنت بحاجة الى ميزانية مكلفة لايقدر عليها الاّ السياح الأجانب والعرب الخليجيين مثلاً تذكرة دخول مقابر الدير الغربي فقط خمسة جنيه للمصريين أما غير المصريين فقد تزيد على مائة جنيه ومعبد الكرنك هذا الذي سندخله لغير المصري بتسعين جنيه وللمصريين بعشرة جنيه لذا التزمت بنصيحة صاحبي حسن وبلعت لساني اليمني أثناء الدخول أو أسكت وادعمم بعد أصحابي . معبد الكرنك ومسرح الصوت و الضوء يعتبر من علامات الأقصر المميزة حيث كان كل ملك من الملوك المتعاقبين،يحاول جعل معبده الأكثر روعة. ليتميز به عن سلفه لذلك تحولت معابد الكرنك الى دليل كامل و تشكيلة تظهر مراحل تطور الفنّ المصري القديم والهندسة المعمارية الفرعونية . وأكثر ما أدهشني في المعبد مسلتي الملكة حتشبسوت وهي عبارة عن قطعة واحدة من صخور الرخام الصلب مربع الشكل ومقاسه من الأسفل حوالى متر في متر يضيق نحو الأعلى ليصل ارتفاعه حوالى خمسة عشر متراً وواجهاته الأربع منقوسة بالكتابات والرسوم الفرعونية.. استغربت كيف استطاع الفراعنة نقل هذا العمود الرخامي قطعة واحدة من صلب أحد جبال سيناء بدون أن ينكسر ويقال إن الملكة حتشبسوت أمرت بنصبه على ذلك النحو الشبيه باصبع اليد المشيرة الى السماء تقرباً منها الى الإله آمون إله الشمس . وفي الثامنة مساءً كنا على موعد مع عرض صوتي بمكبرات الصوت المختفية في جدرا ن معبد الكرنك التي تسلط منها الأنوار على تماثيل الملوك الفراعنة لنمضي نحن مع بقية الجمهور في الظلام تباعاً وراء تلك الأضواء المصاحبة لسماعنا خلاصة سيرة الملوك الفراعنة خلال ساعة فقط . وهكذا يتكرر العرض في كل ليلة أربع مرات تقريباً بمختلف اللغات حسب السياح الواصلين يومياً بالمئات الى معبد الكرنك . في الأقصر معابد أخرى غير الكرنك، أشهرها الأقصر ومعالم عديدة. طوفان نوح أكثر ماشدني في معبد الكرنك أعمدته الاسطوانية الشكل المكسية بالنقوش الفرعونية الغائرة البالغ ارتفاعها حوالي عشرين متراً وقطرها حوالي مترين وأثناء طوافنا تحت الأعمدة العملاقة سألت صديقي الاستاذ حسن مصطفى متعجباً .. كيف قاومت أعمدة هذا القصر خمسة ألف سنة من الزلازل والحروب والكوارث ووو.. ؟ قال : قرأت في كتاب وقائع الزهور في بدائع الدهور لابن كثير قالوا ما أوقف طوفان نوح ؟ قال ثلاث : البيت المعمور الكعبة وسور الصين العظيم وقصور الأقصر.. في اليوم التالي شرعنا السفر الى أسوان . غلال النبي يوسف خرجنا من الأقصر الواقعة ضمن محافظة قنا ودخلنا مناطق محافظة أسوان عند السادسة مساءً ووصلنا أخيراً مركز السباعية ترجلنا لدقائق قرب الأشجار الكثيفة في وادي السباعية واقتربنا قليلاً من غلال نبي الله يوسف عليه السلام والتي لم يتبق منها إلاّ أطلالاً حتى بعض الأهالي لايعرفون عنها شيئاً أما صديقنا حسن مصطفى فقد أكد لنا أن تلك المنطقة هي التي كانت مليئة بالحبوب التي جمعها نبي الله يوسف لتكفي أهل مصر في السبع سنوات العجاف وهنا لامانع من الاشارة الى أن ثمة باحثاً ومؤرخاً غربياً قال بأن غلال النبي يوسف ليست هذه التي في أسوان بل تلك الواقعة في جبال نجران بالسعودية وبالتحديد في جبال أبها في إطار دراسة مطولة يحاول فيها إخراج النبي يوسف وغلاله وبئره ومملكة سليمان أيضاً من مصر إلى مناطق نجران وجازان كما يسخر الباحث من اليهود الباحثين عن هيكل سليمان في القدس لأنه على حد زعمه متأكد أن الهيكل في جبال وسط الجزيرة العربية من ضمن أراضي المملكة العربية السعودية ولاداعي من نقل أكثر من هذا حتى لايسمعنا اليهود ونودف بعد الفلسطينيين . بئر يوسف في القرية المقابلة لغلال النبي يوسف دخلنا قرية تبعد عن محطة السكة الحديد في منطقة السباعية بحوالى 2 كيلو متر قبل الوصول الى بئر النبي يوسف كان علينا المرور بقرية مستوية التضاريس بيوتها طينية، غالبيتها قديمة من دور واحد، الشوارع بين المنازل عرضها لايزيد على ثلاثة أمتار، الطريق ترابية من لون المنازل نسأل الوجوه السمراء : أين الطريق الى الوادي ؟ فيشار الينا بحماس واهتمام يمين .. شمال.. وهنا بدأنا الجد كادت عيناي تلتهم الوجوه السمراء التي خلتها تماماً من موزع والمنازل الطينية كالتي مررت عبرها في قرية بئرعلي التي يسكنها الصيادون بشبوة، ولولا أن مسجلة السيارة النقل التي استأجرنا كانت تطرب السائق بجانبي بأغان نوبية لخلت نفسي في مدينة معبر القديمة .. وها نحن نصل البئر البعيد عن القرية بحوالي نصف كيلو وصبايا ثلاث يجلسن على البئر لغسل الثياب لباس الصبايا ريفي متواضع كلباس بنات العدين قبل عشرين سنة أخذنا الإذن منهن لدقائق فتنحين جانباً فوقفت على البئر والتفتُ الى صديقنا حسن بعد أن وجدت البئر مجرد حفرة بين الصخور الرسوبية بعمق 80 سم وقطر 50 سم والمياه الكبريتية الباردة تخرج من جوانبه وتملأه كلما تناقص قلت لحسن : هذا عين ماء ياحسن مش بئر قال : قبل سنتين خرجنا في رحلة طلابية الى هنا وقالوا لنا في مكتب التربية بأن هذه المياه مباركة ويقصدها الكثيرون للاستشفاء من مياهها المعدنية لأن مثلها نادر للغاية ضحكت وقلت له : بلادكم غنية بمياه النيل وبلادنا غنية بآلاف الينابيع الكبريتية شربنا من مغرف مغرف ماء ومشينا من البئر.. أسأل حسن : هل من بئر آخر غير هذا للنبي يوسف في مصر ؟ قال : والله لا أعلم عن بئر سواه قد يكون على مقربة منا يقصد منطقة غلال النبي يوسف أو في مكان بعيد وقد تكون السنين والحروب والفيضانات دفنته، ولعل مياه هذا البئر الذي تركناه نابعة من ذات المصدر المائي لبئر سيدنا يوسف عليه السلام ! . تدرج الوجوه والمفرات الأشجار منعدمة في هذه السباعية التي نغادرها والحيرة خيمت عليّ المكان الحقيقي لبئر النبي يوسف ومخازن غلاه ايضاً هل ياترى مارأيته أما أنها أحجية ومثار جدل كمسجد أهل الكهف عندنا في جبل صبر الذي تنازعنا عليه تركيا والاردن ودول أخرى حسناً .. لاداعي إذاً لأشغل نفسي والقارئ بهذا الأمر فما رحلتي إلى الصعيد أصلاً إلا لألتقي بمن سمعت عن يمنيتهم هنا وأبحث عن أصولهم ونسبهم المنتمي الى الأجداد اليمانيين المهجرين من جنوب الجزيرة العربية الى أرض الكنانة خلال الفتح الاسلامي وما سلفه من هجرات وقد كان لي ما سعيت له ونشر في الحلقات الثلاث السابقة وإن كنت على يقين بأن من كتبت عنهم والتقيتهم من غرب بني واصل في سوهاج ماهم إلا جزء يسير من مجمل القبائل اليمنية التي استوطنت مصر والصعيد على وجه الخصوص، ولكن حسبي ما اتيح لي من امكانات ووقت، فها أنا أعود الى الأقصر والساعة هي السابعة مساءً والسباعية قريبة من النوبة ومن الحدود السودانية واللهجات المصرية والسودانية تذوب في هذه الأمكنة وتتداخل فيما بينها وألون الوجوه تتدرج من البني الفاتح الى الغامق الى السواد الحالك بعكس اتجاه النيل .