(7) فردينان ماجيلّان (نحو 1480-1521):امّا أتجه فردينان ماجيلّان غربًا عبر المحيط الأطلسي سنة 1519م، كان الناس قد عرفوا أن الأرض مستديرة، غير أن مغامرته التي تميزت بقيادته الشجاعة، وفّرت الدليل على ذلك. فقد أبحر القبطان البرتغالي من أسبانيا، واكتشف أن المضيق في عرض طرف أميركا الجنوبية خطر وغدّار في طرفه الأقصى، ولكنه نجح في اجتيازه. وبفضل نجاته من العصيان، وفرار بعض بحّارته، وغرق بعض سفنه، واجه ماجيلّان وطاقمه الجوع وهم يتوغّلون في المحيط الهادىء (الباسيفيكي). وكانت وفاة ماجيلّان، أول من حاول الدوران حول الكرة الأرضية، في جزر الفلبين، غير أن حفنة من رجاله استطاعت، في نهاية المطاف، العودة إلى الوطن بعد أن طافوا حول العالم، فكانوا أول من قام بهذه المأثرة البحرية. ويعود الفضل إلى ماجيلّان، فضلًا عن اقامة الدليل على أن الأرض مستديرة، في القول ان أميركا قارة في حد ذاتها، وليست مجموعة جزر أو شبه جزيرة تمتد جنوبًا من آسيا، كما كان يُعتقد. أبحر ماجيلّان، وهو من أسرة تنتمي الى طبقة النبلاء في البرتغال تحت علميّ كل من البرتغال (1505-1512) وأسبانيا (1519- 1521). فمن أسبانيا أبحر حول أميركا الجنوبية، مكتشفًا ما عُرف في ما بعد بإسم "مضايق ماجيلّان" وعبر المحيط الهادىء. وهي قناة تربط بين المحيطين الأطلسي والباسيفيكي، ما بين طرف البرّ الرئيس لأميركا الجنوبية وأرض النار، في الارجنتين، طولها 560 كيلومترًا وعرضها يراوح ما بين 3-12 كيلومترًا. ومع أن المضايق هذه تتبع مجرى متعرجًا نوعًا ما، فقد كانت طريقًا بحرية مهمة بين عدد من الجزر والقنوات - وهي ذات مناخ بارد، ومُضبّ- قبل انشاء قناة بناما (أُنجزت في سنة 1914م). وقد قصّرت مسافة العبور ما بين المحيطين المذكورين بضعة آلاف الأميال.. سيظل ما جيلّان ذو الطبع المعقد جدًا، وذو التناقضات المتطرفة كثيرًا، معضلة ولغزًا مطبقًا. سيكولوجيًا، لم يكن من الممكن أن يكون متصالحًا مع نفسه، وقد دانه كتّاب كثيرون لتحويل ولائه، علمًا بأنه في عصره كان الولاء للعاهل البرتغالي يأتي في المقام الثاني بعد الولاء لله تعالى. وقد أشار آخرون إلى أنه بتقديم خدماته لحاكم آخر، قام ماجيلّان بما قام به آخرون أمثال كريستوف كولومبوس، وسيباستيان كابوت، واميريغو فسبوتشي، وأن