«توطئة» حبنا للأهلي ينمو ويكبر وبه ننتشي ونزهو ونفخر إن يكن قد كبا فهاهو يعلو كالصواريخ في السماء تتبختر الشاعر/ محمد الفتيح - ليس إنجازاً أو اعجازاً عودة «الأهلي» إلى دوري النخبة ولكنه إحقاق لحق تأخر موعد سداده لأربع عشر عاماً فعاد لأخذه ولإثبات وجوده. -.. من أين نبدأ سرد القصة.. أحلى قصة.. معنونة ب«الأهلي» كمايجب أن يكون.. الصرح الرياضي الكبير الذي عاد متوجاً بأكاليل الغار.. قصة «الأهلي» صاحب الثروة الطائلة من البطولات والابطال ومن الحب الممزوج بالإخلاص والوفاء من محبيه في كل مكان وزمان.. قصة ذلك المنكسر الذي عاد قوياً منشداً وبصوت مسموع «سأعود ياأنشودتي لاتعجلي.. ساعود ياحلم الفؤاد ويارؤى مستقبلي.. سأعود فالحلم المؤمل يامناي لاح لي».. قصة العملاق الذي عاش وسيظل في وجدان الجميع هنا في تعز وخارجها باختلاف أطيافهم الرياضية لأنه الأشهر والأكثر امتاعاً وقوة وعزماً.. قصة شياطين القلعة الحمراء الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً ولم يقدر عليهم أحد في مختلف الملاعب كانوا مرعبين ولكنها الأيام تعز الذليل وتذل العزيز.. كبا الجواد ولكنه لملم أشتاته وعرف جيداً طريق العودة إلى مكانه الطبيعي دون مساعدة أو اتصال بصديق. -.. كثيرون تفاءلوا منذ البداية أن عودة الالة العملاقة الحمراء وشيكة بسعي الإدارة الملموس لتحقيق الحلم والتعاقد مع الكابتن/ نبيل مكرم كان أول الغيث ومن ثم المحترفين الجدد.. المحبون الاصلاء لم تخذلهم النتائج المخيبة بل ازداد إيمانهم بقدرة «الأهلي» على الصمود في وجه الطوفان الذي اعترضه بداية من النيران الصديقة ونهاية بالخصوم.. ومن يزرع الورد لايحصد إلا الورد وكان «الأهلي» إدارة ولاعبين وجهاز فني عند حسن الظن. -.. الكابتن/عبدالعزيز مجذور قبل «15» عاماً من الآن وفي نفس الشهر أكد وهو يقود «الأهلي» للصعود للممتاز قال «أريد أن أقول إن اللاعبين أنفسهم يعرفون من خلال كلامي معهم أن مثل هذه المباراة ليس للمدربين السطو عليها وإنماهم أصحاب السطوة الكاملة داخل الملعب وهذا ليس نقصاً في حق المدربين ولكنها الحقيقة» صعد مجذور ب«الأهلي» بعد عبور بوابة الزرانيق في موقعة لاتنسى.. وبعد عقد ونصف وقبل لقاء فحمان الحاسم أكد المكرم أن «اللاعبين في مهمة إثبات الذات : أكون أو لا أكون وأنا على ثقة أن مجهود العام سيكلل بالنجاح وهم أهل ليس لثقتي بل لثقة الملايين» المكرم التلميذ النجيب أعاد هيبة «الأهلي» مثلما أعادها من قبل استاذه القدير مجذور.. عشت الفرحتين واستخلصت عبرة لايمكن أن تجدها بسهولة في أي نادٍ آخر وهي الحب والولاء للفانلة الحمراء.. فالصعود العام «92» كان عبر أبناء النادي الخولاني - عيدروس - ناصر - عبدالعظيم - نجاد ووووو والأخير كان فيه الولاء واضحاً موسى عبدالجليل - عبدالله موسى -عمر جمال - نزيه الصالحي - ياسر الشرجبي - علي الخولاني - عمر خالد - شاكر بخيت- رحمتو الشفاء - حسين جميع - محمد النهاري - سامي الشبوطي - فكري الآنسي، حتى وإن كان اغلب اللاعبين من خارج أسوار النادي والمحافظة ولكن من يرتدي غلالة «الأهلي» يحس بشعور لايشابهه إلا شعور الجندي في معركة يذود فيها عن وطنه وهكذا هو «الأهلي» توليفة نادرة من العشق والحب والولاء ووطن لايعرف إلا الحب.. حتى الجماهير صبرت وانتظرت لم يعترها اليأس بل كانت متفائلة دوماً، فغنت أنشودة النصر ورقصت على إيقاع «الأهلي كمان وكمان». -.. عودة مظفرة للجيش الأحمر.. عودة أفرحت القاصي والداني.. عودة نجومها إدارة وفية بقيادة الاستاذ/ جميل الصريمي رئيس النادي ولاعبين وجهاز فني.. استطعت اكتشاف معنى الحب الحقيقي ل«الأهلي» في لحظة مباركة الإدارة واللاعبين والمدرب.. معنى أن تكون ناجحاً وأنت تسير وسط ضجيج وعواء ووفود رافعا لواء النصر. -.. «الأهلي» بنكهة الأرض المباركة وعبق التاريخ.. بنجومه وبكباره الذين ما عرفوا اليأس وصغاره الذين كبروا وهم يرددون اسمه في كل محفل هو فارس وسيظل فارساً من فرسان الزمن الجميل والكامل الدسم وليس الناقص والمنحط.. عاد كبيراً منتصراً كما عهدناه وسيخوض مرحلة هامة ستبين معدن الرجال ومن هو الأهلاوي العاشق أو المندس.. علينا الآن ان نفرح في تعز ومن ثم سنتحدث عن القادم. -.. «الأهلي» وصل.. بس خلاص -همسات : -.. الحاج القصوص.. جميل الصريمي لم يعرف الأهلاوية الفرحة إلا معهما.. فهما صرحان شامخان شموخ جبل صبر. -.. للاستاذ/ عبدالكريم المقبلي وللكابتن/ نبيل الآنسي وبقية الجنود المجهولين انتم خير وبركة النادي وبوجودكم عادت الفرحة الكبرى. -.. للبعض من الذين فطنوا مؤخراً أن الأهلي لايمتلك فريقاً أو مدرباً ولاحتى إدارة في غمرة منافسته على الصعود هل تتذكرون دموعكم فرحاً على البقاء فقط في الثانية أكثر من مرة أو الصعود من الثالثة.. الآن وللعاشقين «تهمة» صعد الأهلي فهل تريدون أن نصدق فرحتكم. آخر الكلام : -.. من راقب الناس مات هماً.. وفاز باللذة الجسور.