لإدارة الأهلي .. لم تقوموا بخدمة النادي المؤسسة الرياضية الكبيرة ، لا ننكر تحملكم تلك التركة المُرهقة ولكنكم لازلتم مراهقون وليس لديكم النضج للعمل في المجال الرياضي ، كنتم حتى اللحظات الأخيرة تبحثون عن كبش فداء ليتحمل أمام الجميع كل سلبياتكم فكان المدرب الوطني «عبدالعزيز مجذور» في حين أن منظومة الأهلي الرباعية كانت معه متكاملة كمدرب ولاعبين وجمهور ومنقوصة من إدارة كانت هي الحلقة الأضعف حتى من بيت العنكبوت. فيما يبدو أن دوري أندية النخبة في قسمه الثاني سينطلق خلال أيام قليلة بعد قرار ،اتحاد الملياردير، «العيسي» إيقاف أية حركة نشطة للمجنونة المستديرة بعد «غرق» اتحاده ببحر الديون !! في خطوة كانت أشبه بسياسة «لي» الذراع ليس إلا .. فرئيس الاتحاد الذي باستطاعته الصرف على جميع الأندية في جميع الدرجات وعلى البطولة المحلية قرر بارتجالية شل حركة الكرة تماماً في تصرف كان غبياً من رجل فقد في الزحام لقب داعم بمقدوره الصرف على دوري أبطال أوروبا وليس بطولة طفي لصي، في وقت يستغرب فيه الجميع كيف فكر «العيسي» أو من فكر له؟ لاتخاذ هذه الفكرة دون طرق باب الوزارة بطرق أكثر تحضراً وقانونية. في الأخير فرغ زعيم الفيفا اليمني من هذا الأمر ونال ما يريد بعد لقائه بالوزير الإرياني والتفاهم عن كيفية دعم الاتحاد مستقبلاً والأهم إعادة ملايين السيد «جوزيف العيسي»!!. في ذات اللحظة لم تتوقف أندية النخبة عن التفكير الجدي بالمرحلة الهامة بالنسبة لها وتطلعاتها في الفترة القادمة التي تحمل خلالها شعار «أكون أو لا أكون» وهي تسعى لتدارك ما فاتها في مشهد يتكرر كثيراً في الدوري اليمني .. أندية تحاول التقاط الأنفاس وتبيض ما سودته الجولات السابقة أما البقاء الحلم أو السقوط المريع فيما الأخرى تطمح للقمة المشروعة للجميع. في تعز بدأت جماهير الأهلي تشعر بالقلق حيال الصمت الذي طال كثيراً لما يحدث وربما قد يرمي بالشياطين الحمر إلى جهنم «الثانية» لتعود من جديد بعدها معاناة البحث عن الذات وعن أبطال الأزمات والأوقات الصعبة !! وكلنا يعرف أن كل أوقات الأهلي تتعقد وتزداد صعوبة والأبطال يظلون «وهم» نتغزل به. الفريق الكروي الذي تناوب على تدريبه ثلاثة مدربين حتى نهاية دور الذهاب لم يعرف طعم الانضباط مع «فيصل» أولاً و«نجاد» أخيراً ومن بعده ربما يأتي «مكيش» حسب ما يتردد ، وقبل نجاد شهدنا عودة قليل من الوهج الأحمر في أسابيع «مجذور» الوسط و«القليلة» التي وأن انتهت بغرابة لكنها كانت قصة غريبة جداً والأغرب كيف تخلت ما نطلق عليها جزافاً إدارة الأهلي عن خدمات الكابتن عبدالعزيز مجذور في وقت أعتقد أن الرجل أعتذر والاعتذار كما نعرف ليس النهاية بل متروك للقيادة لتتدارس الأمر وتقر في الأخير بعد اجتماعها مع المدرب ومناقشة كل صغيرة وكبيرة خلال الفترة الماضية أما البقاء أو الرحيل ولكن أين الإدارة؟!. في حقيقة الأمر ما زاد مشاكل فريق كرة القدم الذي يدافع عن سمعة الأهلي المختصر باللعبة الأكثر شعبية هو الطريقة التي تعالج فيها الإدارة تلك الإشكالات .. فمسألة اللاعبين الستة صنعها الصمت السخيف لقيادة النادي وليست جدية «مجذور» الذي أعطى الجميع فرصة للعب كأعضاء في الفريق أو لاتخاذ قرار إداري بحقهم وهو مالم يحدث. اللاعبون من حقهم تسلم مستحقاتهم أولاً بأول دون تأخير كحق ثابت ومتفق عليه وثابت بعقود ، كما أن عليهم حقوق لقاء ذلك ، في حين أن الإدارة التي اتفقت معهم مطالبة بتوفير كل مخصصات الفريق كاملة الجهاز الفني والإداري وما إلى ذلك من صرفيات ، فكان أن تعارض الطرفان ف«الستة» فضلوا أخذ حقهم الذي لم يعارضهم عليه مدربهم «مجذور» وصارحهم بذلك كما وصلني من أكثر من لاعب وطالب في وقتها الإدارة بالسعي الجدي من اجل تسليم المستحقات ولكن الكرة كانت في ملعب القيادة التي فضلت الهروب تماماً تاركة الأمر كاملاً على كاهل المدرب. كان ما كان غاب اللاعبون عن لقاء الأهلي في صنعاء وقبلها خاضوا مباراة البيضاء على مضض وانتصروا فيها بالثلاثة وسقطوا بالتعادل المخيف الذي يشبه الهزيمة في مواجهة الشعلة قبل الخسارة بالشباب دون «الستة» أمام الأهلي الصنعاني وهي القشة التي قسمت ظهر البعير قبل لقاء الديربي أمام الطليعة وأنهت العلاقة إدارياً وبغرابة إن جاز التعبير مع «مجذور» الذي أعتذر فقط ولم ينسحب أو يستقيل بل معيداً الكرة من جديد إلى ملعب الإدارة. في كرة القدم نعرف أن الهرم النموذجي يتكون من أربعة أقسام إدارة – مدرب – لاعبين – جمهور والأخطاء أو الثمن يدفعه في الأخير المدرب ، وفي الأهلي نؤمن أن كل العناصر كانت متوفرة ومنقوصة من الإدارة في الفترة الأخيرة. «مجذور» الذي لا أدافع عنه في السطور السابقة أو التالية ولكني أدافع عن الفكرة التي كان يتمنى جعلها المهمة غير المستحيلة على إدارة غابت تماماً عندما اضطربت الأمور .. كان يدافع عما نسميه أخلاقيات يجب أن تتوفر في العمل الرياضي الذي لم تتفطن له قيادة النادي وهي عاجزة تماماً عن إيجاد حل للمشكلة. «مجذور» لم يعاقب اللاعبين ولم يزرع أي انقسام بينهم بل جعلهم يقررون من تلقاء أنفسهم ما يريدون ، فهم ناضجون ، ولم ينكر عليهم حقوقهم بل دعا الإدارة للتعامل مع هذه الأزمة التي يمكن أن تعكر صفو المرحلة التي استفاق فيها الأهلي بعد رباعية الاتحاد ، «مجذور» فكر في مصلحة الفريق مع الستة أو دونهم ولكنه كان ينتظر حركة ذكية من قبل الإدارة التي بدأ فتيل المشكلة بالاشتغال بعد قضية نصف الراتب وليس الراتب كاملاً فكان أن أخفقت القيادة في توفير ذلك في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعتريها. الإدارة كان يجب أن تعقد اجتماعاً باللاعبين لشرح أسباب القصور المالي المعروف وتلمس أراء أبناء النادي الذين يرفعون رايته بقوة دون تخاذل ، كان عليها الاقتراب أكثر فأكثر وليس التهرب وتحميل المدرب لمواجهات كثرت كان ممكناً تلافيها ولكن أي من ذلك لم يحدث. علمت أن هذه الإدارة التقت بالمدرب وشرح لها بالتفصيل وبالتقارير مشكلة الفريق من أين تبدأ وكان واضحاً وصريحاً عندما حدثهم بما ينقص الفريق ومن يجب أن يغادر ،لأن وجوده مثل عدمه، واعطاء الفرصة للشباب الذين اثبتوا جدارتهم وباتوا مطلباً للجماهير بعد ذلك والتي طالبت أن يلعب الفريق بالشباب أمام الطليعة دون المحتجين والمتغيبين خاصة بعد أدائهم الملفت أمام الأهلي. الحديث بين الإداريين و«مجذور» كان فيها الأخير يخبرهم عن محاولته الحفاظ على أخلاقيات الرياضة ومحاولته الاقتراب من اللاعبين وليس البعد عنهم كما يعتقد الكثيرون وطارحاً أمامهم مسألة الاعتذار. الاعتذار في لغة الكثير ليس إغلاق الباب نهائياً بل حركة للتفكير بالقادم وهو الأمر الذي جعل قياديي العميد يعتقدونها ما يشبه الاستقالة فكان أن تم الاستعانة بالكابتن محمد نجاد لإكمال المهمة كثالث المدربين في دور الذهاب. عندما ترك «مجذور» الأهلي كان قوياً كالعادة بالشباب وأثبت ذلك أمام جماهير الإمبراطور التي أمتعها ذلك المشهد من صغار قارعوا وأحرجوا فريقهم .. بعدها بأيام وقبل الديربي أمام الطليعة قال «يحيى عطية» وهو مشجع أهلاوي معروف بحبه الخرافي درجة الجنون : إذا لعب أهلي تعز بالشباب فإن الجمهور سيفرح وإذا لعب الأهلي بلاعبيه الكبار «مااركنكمش» بتحقيق الفوز،فأنا متفائل بلاعبينا الشباب بأنهم الأجدر باللعب والأقدر على تحقيق الفوز. الجماهير لم تعد جاهلة بل باتت تعرف من بمقدوره منحهم الأمل بالقادم من يعطي ويكد ويستحق ارتداء الفانلة الحمراء وتعرف أن الذي صنع النجم «س» باستطاعته إيجاد «ص» فالأهلي معروف أنه «فقاسة» نجوم لا تنتهي ومن العاصمة كانت الانطلاقة التي لم تدم مع بداية المواجهة بين الجارين التي انتهت لمصلحة الليث الأبيض وسقوط الشياطين الذين لم يتمناهم «عطية». حتى اللحظة لم تجتمع عمومية الأهلي لمناقشة كل الهموم التي تؤرقهم وتنخر بقوة في البيت الأحمر بجدية وحرص فيما تحاول الإدارة المماطلة حتى موعد الانتخابات هروباً من المُسألة أو تلقى سيل الاتهامات وهو ما نقرأه يوماً بعد أخر. بالنسبة للاعبين أعود لأذكر أنهم كبار في نظرناً أي كان الاسم نحبهم ونقدر ما يقدمونه ولكنهم اختاروا التوقيت الخطأ والطريقة التي لم نعهدها أبداً في تاريخ الأهلي الذي مر بأزمات أسوء من هذه التي يعاني. ول«مجذور» أنت لم تخطئ ولكنك لم تجد مع من تتفاهم ويتقبل كل أرائك بعقلانية وهدوء أو ربما جئت في الوقت الخطأ. وللجماهير أنتم روح الأهلي الذي فقد روحه ، أنتم المتعة الحقيقية التي تشبهون معالم التاريخ الخالدة التي يبحث عنها كل من يدخل ملعب «الشهداء» فقط ليشرب جزءاً قليلاً من شجاعة تمنحوها للاعبين. وللإدارة في الختام .. لم تقوموا بخدمة النادي الأهلي المؤسسة الرياضية الكبيرة لا ننكر تحملكم تلك التركة المرهقة ولكنكم ومن وجهة نظري مراهقون وليس لديكم النضج للعمل في المجال الرياضي ، كنتم في اللحظات الأخيرة تبحثون عن كبش فداء ليتحمل أمام الجميع كل سلبياتكم فكان المدرب الوطني القدير «عبدالعزيز مجذور» في حين أن منظومة الأهلي الرباعية كانت معه متكاملة كمدرب ولاعبين وجمهور ومنقوصة من إدارة كانت هي الحلقة الأضعف حتى من بيت العنكبوت. في الأخير الأهلي عاش أزمات أخذت منه الكثير أرهقته نعم ولكنه عاد كبيراً حتى وهو يصارع فرق الثالثة كان شامخاً ويثبت وجوده في العاب أخرى .. فعلى الجمعية العمومية سرعة التحرك لإعادة الروح المفقودة بالعقل أولاً دون القلب لان العاطفة قد تعطل مواطن التفكير فالحب في بعض الأحيان لا يكفى للبقاء على قيد الحياة .. عاش الأهلي.