ديربي الحالمة ذو صورة جديدة.. وخصوصية تنافسية تحمل طابع الندية، وتتسم مبارياته بالمتعة والاثارة للكرة الحالمية التي تصيغها روح الرياضة المتدفقة في مكونات اللاعبين، ومكنونات الاداريين، بعيداً عن التوترات والتصادمات وتراكمات الديربي السابق الذي كاد أن يودي بالفريقين ومايربط الناديين من تاريخ وعراقة وارتباط رياضي، لولا أن الحكمة اليمانية قالت كلمتها الأخيرة.. وبثت الحياة من جديد في كيانين أوشكا على الانهيار والتفتت والاندثار. الأهلي يلعب الجمعة الثالثة من الدوري على ملعبه.. وسيخوض لقاءً تنافسياً هذه المرة مع جاره الصقر، وقد صار عضواً في أندية الأضواء.. وسيلعب مباراة ديربي الثانية أمام أصفر تعز، وهو يمتلك عناصر جديدة من التفوق والتناسبية في القوة الهجومية وروح الشباب، وحماساً متوقداً ناتجاً عن نجاحه في الجولتين الأولى والثانية وحصاده أربع نقاط وهدفين نظيفين وثمينين، وهو يحتل المركز الرابع في الترتيب العام فيما يأتي خلفه كثير من أندية كانت لها صولات وجولات، ومع ذلك تعثرت وتبعثرت جهودها وأوراقها الرابحة، ومحترفوها ومخضرموها. صاحب الأرض والجمهور بحسب جدول الدوري هو أهلي تعز في الجولة الثالثة، مايعني أن الأهلاوية سيسعون بامكاناتهم وشبابية لاعبيهم، وحماستهم ومعنوياتهم المرتفعة إلى ايقاف زحف التقدم الصقراوي ميدانياً معتمدين على خبرة وحنكة مدربهم عبدالعزيز مجذور الذي استطاع رغم الفترة القصيرة له معهم أن يحدث الانسجام في خطوط الفريق الأحمر، ويضخ في نفوسهم مايحتاجونه من طاقة وقوة معنوية وروح قتالية في الملعب، أمكنتهم من تقديم مباراتين أمام حسان أبين ورشيد تعز بكفاءة واقتدار رفع رصيدهم في تقديم مباراة جميلة ومتكافئة أمام الصقر الجمعة. أما الصقر فإنه يراهن على ترسانته من المحترفين الأفارقة والنجوم من اللاعبين الوطنيين ممن لديهم سجل حافل من المباريات التي خاضوها خلال المواسم المنصرمة.. ولايمكن التغاضي عن القول والتأكيد بأن الصقر حصل على المراكز الثلاثة الأولى في الترتيب العام للدوري فقد تحصل على درع الدوري، ووصيف البطل ونال الميدالية البرونزية، ويستمد قوته من الدعم الدائم من رئىس النادي شوقي أحمد هائل.. صاحب الفضل الأكبر فيما وصل إليه الأصفر الحالمي، ويتطلعون إلى تجاوز محطة الأهلي بسلام.. ولعل المدرب العراقي فيصل عزيز يدرك أنها أصعب الجولات على فريقه باعتبار أنه سيلاقي منافساً كان في الثانية وخاض منافساتها وتربع على عرش بطولتها بناشئيه وليس بمحترفيه، وهو مايعني أن مايحمله الديربي سيكون مهماً للفريقين، خصوصاً أن تنافس الجارين عادة مايكون له خصوصية في سخونته ومفاجآته التي قد تتحقق حتى في اللحظات الأخيرة للقاء المرتقب. الجاران الأهلي الصقر يحلمان بأن يجمعهما الديربي بمودة وهدوء بعيداً عن المنغصات وخالياً من المفرقعات، ومنعدماً من مثيري الشغب والفتن.. فمن المرجح أن يزدحم ملعب الشهداء بالجماهير الحمراء وهي الأكثر والجماهير الصفراء المتحمسة لمؤازرة الفريقين.. وستتخطى هذه الجماهير عائق المائة الريال قيمة التذكرة الباهظة.. ونتمنى أن يسود التشجيع النظيف، وتغيب الاستفزازات، وأن تكون الجماهير قوة داعمة للاعبين كي يمتعوا الجميع بالالعاب والمهارات والفنيات التي تجعل الديربي ممتعاً دون منغصات.. وبغض النظر عمن ستكون له الكلمة العليا، والنهاية السعيدة، وعمن ستؤول إليه نقاط المباراة، فإن المطلوب أولاً وأخيراً أن ترسم الجماهير لوحة الإخاء والتشجيع الجميل الذي سيشد من ازر الفريقين ويدفع اللاعبين إلى تقديم مباراة رائعة. ودعوة أخيرة.. فلنتفاءل بأن يكون الأهلي اضافة ممتازة لدوري النخبة وليكن الصقر منافساً نزيهاً، وليكن الرشيد أملاً محمولاً في هم الجماهير الحالمية كي تبلغ الكرة في تعز أفضل المراتب، وتحصد أغلى الألقاب، وتنتعش الرياضة.. ولكل جماهير المدينة الحالمة أنتم موعودون مع ديربي استعادة الثقة فلتباركوا هذا التلاقي وتمدوا أيدي التآخي.. وليكن التنافس في الملعب هو الفيصل ولتضفوا ياجماهير الرياضة الحالمية على هذا الديربي جمالاً، ولتضيفوا إليه محبة وإخاءً وروعة، فالرابح في كل الاحتمالات رياضة وأندية تعز.. والله المعين.