شعار ديربي تعز اليوم:الشغب ممنوع.. التنافس مشروع فوز الأهلي لن يحرم الأصفر البطولة.. وفوز الصقر لن يهبط بالأحمر للثانية يدرك جيداً الجمهور الحالمي حساسية الديربي، ويشعر أنصار فريقي الصقر والأهلي بتعز بأن المباراة التي ستجري أحداثها على ملعب الشهداء ذات مؤشر على التفاؤل.. فهي تكتسب أهميتها من نواحٍ عدة، وبشكل خاص أن الفريقين يحتاجان للنقاط الثلاث، أو الخروج بالتعادل والنقطة على أقل تقدير.. والطموح مشروع لكليهما كي ينالا مرادهما من الديربي الذي يجمع الفريقين في اسبوع حرج، ويحمل عنواناً للقادم. الصقر يسعى لمواصلة مسلسل انتصاراته أملاً في أن يكبو المتصدر الهلال أو يتعثر في الجولات المقبلة ليبلغ أصفر تعز قمة الدوري ويخطف اللقب الثاني لبطولة دوري الدرجة الأولى.. ويريد الصقراوية أن لاتكون هذه المباراة كابحةً لاندفاع الجوارح.. لكنهم يعلمون حق اليقين أن المنافس هو فريق صعب المراس، ويلعب بحماس منقطع النظير أمام الصقر بصورة خاصة، ويريد لاعبوه أن يؤكدوا استحقاقهم في البقاء ضمن أندية الأضواء، ولهذا فإن صعوبة الديربي مع الأهلاوية مضاعفة، وتزداد صعوبته أن العميد الحالمي هو الآخر يبحث عن التعويض لخسارته من نظيره الرشيد، والابقاء على أمله في امكانية العودة إلى عروضه ونتائجه الجيدة والمفاجئة التي فجرها مطلع الدوري بالفوز على الامبراطور الصنعاني، وهو ماسيدفع الجهاز الفني الصقراوي لاتخاذ الحذر من التهاون مع منافس جريح، ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في الحالمة.. ويلعب مع الصقر كأنه يخوض مباراة كأس بخروج المغلوب!! وبعيداً عن استعدادات الجهازين الإداريين والفنيين للصقر والأهلي، فإننا هنا نشير إلى المباراة الخاصة والرديفة لمباراتهما، والتي تقام في مدرجات الجماهير، وماينبغي أن تكون عليه الأجواء التنافسية في هذا الديربي حتى لايفقد معناه، واثارته الكروية، ومتعة الأداء، أو تنفلت معه الأعصاب، وتتأجج روح الكراهية المقيتة بين جماهير الحالمة. إننا لاندعو لأن يخفت أوار التشجيع النظيف ولاتتوقف أهازيج الأنصار للفريقين، كما لانحث على عدم الحضور، بل إننا من خلال قراءتنا نسخة الديربي الأول نتمنى أن تكون الجماهير الصفراء والحمراء حاضرة هذا اللقاء الخاص وأن تمنح شعاراتهم وألحانهم ومؤازراتهم الطاقة الايجابية للاعبيهم كي يخرجوا مالديهم، وأن ترتسم الفرحة على محيا كل الصقراوية وكل الأهلاوية دون إبداء الشماتة أو تكرار أحداث العام الفائت. نريد جمهوراً ينبذ التطرف في تشجيعه، ويتخلى عن الاستفزازات والشتائم لحكام اللقاء أو لبعضهما.. سواءً فاز فريقه أم تعادل أم خسر.. ونتطلع إلى أن تحقق جماهير الحالمة الانموذج الرائع للمؤازرة دون خروج عن آداب وقيم التنافس.. وندرك أننا قد نجد بعض الزائغين والخارجين عن الأخلاق والروح الرياضية، والواجب على الجماهير منعهم من تشويه الصورة أو زرع الفتنة، أو التسبب في صدور عقوبات من لجنة المسابقات على الفريقين وجماهيرهما ومنها حرمان الصقر أو الأهلي من اللعب على أرضهم وأمام محبيهم ومؤازريهم.. لكننا أيضاً نحذر من الهفوات الكبيرة للحكام الذين إن كانوا أكفاء فإنهم بلاشك سيوقفون أي غليان جماهيري قد يتحول إلى بركان شغب. السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا يكون الزخم الجماهيري في ديربي الصقر والأهلي ذا طابع خاص، من حيث الحضور الكبير، وسخونة الاجواء، والندية والتفاعل، والانفعال وانفلات الاعصاب،؟؟ ولماذا يظهر الطرفان في هذا اللقاء رغبتهم الجامحة للفوز؟! وهناك سؤال آخر: ما سر اهتزاز ثقة الفريقين وجماهيرهما بالأطقم التحكيمية التي قادت ديربيات سابقة بينهما في بطولتي الدوري والكأس؟ واجتهد فأجيب بإيجاز، أن معظم تلك التساؤلات تدخل ضمن إجابة واحدة، واتجاه واحد.. فالشحن العاطفي، وتأجيج المشاعر والحماس الهائج من الصقر والأهلي لجماهيرهما في أول لقاء جمعهما طبع في نفوس محبي الفريقين وأنصارهما تصورات ومنحتهما غطاءً إدارياً شجع على الصدام والمواجهات الكلامية والشعارات المرفوعة والمكتوبة والتي تتردد بالميكرفونان في الملعب.. وأسهمت بعض التصريحات والكتابات آنذاك في تهييج المشاعر العدائية المنبوذة.. فأخطأ الطرفان وأطفأ تلك النيران الداعم شوقي أحمد هائل، الذي طالب الجماهير بالمؤازرة والتشجيع الأنموذجي الذي يقود إلى إضفاء اجواء تنافسية نقية بين ممثلي الحالمة في الدوري الممتاز.. وأكد في كلمة له في حفل تكريم أهلي تعز أن واجب الإدارات الابتعاد عن بذر الشحناء والعداوة بين جماهير الحالمة التي طالبها خصوصاً الجماهير الأهلاوية كقاعدة كبرى أن تكون مساندة لممثلي تعز الثلاثة، وأن تسهم في نجاح الصقر والأهلي والرشيد وظهورهم المشرف لرياضة تعز.. وكل أمنياتنا أن يحسن طاقم التحكيم في قيادة المباراة دون ارتكاب مايشجع على شغب الجمهور أو ظلم الفريقين فالمباراة قد تنفجر أحداثها السيئة إذا ظهرت أخطاء الحكام وذلك مالانرجوه. واليوم.. النسخة الثانية لديربي الصقر الأهلي هي اختبار لمدى التزام الجماهير بقواعد التشجيع وآداب المؤازرة.. ونستطيع التأكيد في الختام أن الفائز سيكون أولاً وأخيراً رياضة تعز وجماهيرها، بغض النظر عن النتيجة لأن الفريقين من المدينة الحالمة، لكننا لن نتدخل في مراد وهدف كل فريق.. أما القول إنه لن تكون المباراة جميلة إلا إذا حدث شغب.. فهذا فهم خاطئ للديربي.. ولايعني فوز الأهلي نهاية المطاف للصقر ومنعاً لتحقيقه التتويج باللقب الثاني.. كما لايعني فوز الصقر أن الأهلي سيهبط للدرجة الثانية، إضافة إلى أن معايير الفوز والخسارة لاعلاقة لها بمقدار صراخ وشغب الجماهير، بل بما سيقدمه الفريقان في المستطيل الأخضر ويمتعان الجماهير بعروضهما وفنيات وإبداعات نجومهما.. والله المعين.