جولة إثر جولة في دوري النخبة تتجه البطولة هذا الموسم ناحية بير باشا بعد أن خدمت الصقر الحالمي تعثرات ملاحقيه ومنافسيه الأشداء التلال وأهلي صنعاء.. وأسهم أهلي تعز في تقوية صدارة الصقر وتشبثه بها حتى الأسبوع التاسع عشر.. ولكن القراءة المتأنية لما يعتمل وسيجري خلال الجولات السبع القادمة , تدفعنا إلى إعادة النظر في القول الحاسم بشأن البطولة وبما يتعلق بالهابطين.. إذ أن الحسابات «معكبشة» .. والاحتمالات تربك المراقبين.. و«مربشة» للحالمين باللقب أو بالبقاء.. لأن الأمور لاتزال خاضعة للمفاجآت السارة وغير السارة لهذا النادي أو ذاك.. ولهؤلاء الجماهير أو لذلكم المحبين والأنصار الذين تتشوق نفوسهم إلى رؤية فريقها بطلاً متوجاً أو منافساً حتى الرمق الأخير من أجل إحداث شقلبة أو عمل «حكولة» للفريق المنافس والإيقاع به في الفخ بالتعادل أو الخسارة غير المتوقعة فتحدث النكسة!! الصقر في محطة التلال في شأن لقب هذا الموسم فإن الصقر شمر عن ساعديه وأقدام لاعبيه منذ الجولة الأولى.. غير أنه مطالب بإحراز اللقب الثاني له ,وبخاصة أن الإدارة ضخت إمكاناتها المادية ودفعت الحوافز الخيالية للحصول على البطولة وأي تعثر قادم فهو سيشكل كارثة عليه خاصة وعلى رياضة تعز عامة.. والجولات السبع القادمة تعد أهم منعطفات الدوري ,ولايمكن التنبؤ بأن الأصفر الحالمي قادر على تجاوزها بسهولة.. لأن العلاقة بين تحقيقه الانتصارات في الأسابيع الحاسمة غير مؤكد , لأنه سيقابل أقوى الأندية المنافسة له.. ولن يتمكن من الحصول على لقب بطل الدوري ما لم يتجاوزها محطة تلو الأخرى ابتداءً من محطة التلال التي هي قمة أولى على طريق الوصول إلى اللقب.. ومن ثم الأهلي الحالمي الذي سيكون اللقاء فيه مفضياً إلى إحراز تعز للبطولة.. وستتبقى لقاءات الصقر مع شباب البيضاء السابق لديربي الحالمة.. وأمام هلال الحديدة وأهلي صنعاء فهما جولتان إما أن تأتيا وقد ابتعد الصقر باللقب أو انتكس وانقلب .. فإن كانت الأولى فلن تقابلهم صعوبة أو قلق.. وإن كانت الثانية فإن الاحتمالات والحسابات كلها سيعاد النظر فيها وسيمسك الصقور أيديهم على قلوبهم خوفاً من أن تكون النهاية بعد هذه الصدارة (يافرحة ماتمت) وهو ما لاترجوه جماهيرها .. إذ أن المنطق يقف إلى جوار الأصفر لكن الرياضة لها لغة لاتعترف بفلسفة بني آدم.. فلغتها ليست مادية , بل نتائج وكفاح وصولاً إلى ثمرة ناضجة. الأهلي في ديربي تعز ومايهمنا في هذه التناولة هو أن نشير إلى حظوظ أهلي تعز إلى جوار صقرها في إبقاء الرياضة الحالمية بالتوهج الدائم ,في إطار التنافس الشريف بعيداً عن المكايدات بين الفريقين لأنهما يمثلان محافظة تعز التي من الواجب على مسئوليها أن يسهموا في دعم الصقر والأهلي كممثلين لرياضة تعز في الدرجة الأولى ,وأن لايغضوا طرفهم عن دعم الرشيد والطليعة وانتشال الصحة من الحالة السريرية المزمنة. وعود على بدء.. فإن أهلي تعز أكد حضوره اللافت في الدور الثاني وسيسعى إلى احراز النقاط الثلاث في لقائه مع ضيفه شعلة البريقة للاطمئنان على البقاء موسماً آخر ضمن أندية الكبار.. كما أن الجولات السبع المقبلة باتت مرحلة جيدة للأهلي إن هو تجاوز محطة الشعلة.. فسيكون الأهلي الحالمي هو الرقم الأصعب لحسم اللقب للصقر وإن تعثر المتصدر فبمقدور الأهلي دعمه بإيقاف زحف التلال.. ضف إلى ذلك أن مباراة الديربي هي حاسمة للفريقين الحالميين وهي عنوان بطولة الدوري.. ونؤكد أن الأهلي والصقر جديران بالاحترام من جماهير الحالمة.. لكننا نؤكد أيضاً أن يتم الحسم في الملعب فقط بعيداً عن أية أمور أخرى.. وأن يكون ملعب الشهداء هو مسرح لقاء الديربي الكبير.. ومن يحرز الفوز فإنه سيحسم أمر اللقب.. ولابد أن يتعلم الجميع الروح الرياضية , وأن يبتعدوا عن السلبيات التي ظهرت في النسخة الأولى التي برزت فيها مشاحنات الجماهير الغوغائية المحسوبة على أحد الفريقين.. فالمسألة لاتعني أن يتنازل أهلاوية تعز لجارهم الصقراوية بالبطولة ,ويقدموها بالتواطؤ.. فهذا نحن ندينه .. ونستبعده.. ولايستطيع أي إداري أن يمليه على لاعب أهلاوي.. كما أنه بالمقابل لن يرتضي الأهلاوية بالتواطؤ ضد الصقر وتقديم التنازل للتلال بصورة خاصة ليعبروا بسلام لإحراز اللقب.. هذا هو المطلوب وهو مانسميه التنافس بروح رياضية, وفق القواعد الأخلاقية لكرة القدم.. إنما لاينفي هذا أن يسعى أهلي تعز إلى الفوز بأحد المراكز الأمامية ولو كان في ذلك مشقة عبور جارهم صقر تعز.. فالأول والأخير هي كرة قدم.. وليست تنافساً على اللقب.. بل هو ديربي بنكهة خاصة جداً.. يقدم فيه أهلاوية تعز وصقورها مباراة على ملعب الشهداء تعيد لهذا الديربي مكانته الكروية اللائقة.. وترفع منسوب التفاعل مع رياضة تعز.. وتوسع من القاعدة الجماهيرية العاشقة لأداء العميد..والأصفر. ونسجل في الختام ملاحظتنا المهمة بأن لايكون الديربي محطة لتصفية الحسابات أو لإعلان الحرب الباردة ,بل للإمتاع مع حق الفريقين في ترجمة طموحهما في ملعب الشهداء وليس في ملعب آخر كما يروج البعض!!.