يكاد يكون هناك إجماع على أن الشهر في رمضان ، بل وفي غير شهور السنة مدعاة لإضاعة أداء الصلوات في أوقاتها ، إضافة إلى الكثير من السلبيات الأخرى والتي من أبرزها التغيب عن المدرسة.. هذا ما خرجنا به من استطلاعنا لآراء عدد من الشباب حول ظاهرة السهر خلال ليالي رمضان والتي يرافقها بالضرورة نوم بالنهار بطوله مما يجلب الكثير من السلبيات الدينية والصحية على هؤلاء الشباب .. السطور التالية توضح هذه القضية :ظاهرة سيئة * الشاب/ إياد محمد يؤكد أن ظاهرة السهر ليلاً في ليالي رمضان، وخصوصاً في العشر الأواخر تعد ظاهرة سيئة جداً ، فالذين اعتادوا النوم نهاراً والسهر ليلاً من الشباب يضيعون العبادة ويضيعون أوقات الصلاة وتلاوة القرآن الكريم .. وأردف قائلاً.. بأنه يمكن لأي شاب التخلص من هذه الممارسة خلال الشهر الفضيل بالانضباط الكامل في أوقات الصلاة والنوم الباكر في الليل من أجل الاستيقاظ المبكر نهاراً والذهاب إلى المدرسة ومن ثم العودة لأداء الفرائض في أوقاتها وتخصيص وقت لتلاوة القرآن الكريم والتدبر في تفاسيره ومعانيه. فراغ وقلة وعي * ويعزو الشاب / يوسف محمد أحمد بأن هناك ظاهرة غير محمودة وتسيئ تصرفاتها المجتمع وهي تجمع بعض الشباب في الحواري للسهر خلال شهر رمضان هذا من فراغ أولاًِ ، ثم قلة الوعي بأهمية الشهر الكريم ولاسيما بتلك الممارسات لتخزين وشرب الشيشة إلى التصرفات المزعجة التي لا تحترم الكبير والصغير. انشغال الأهل * وأضاف الشاب / يزن رشاد حمود إلى أسباب هذه الظاهرة قائلاً : - إن هناك أسباباً أخرى تتمثل في انشغال الأهل عن أبنائهم الشباب ، فالأب قد يكون أيضاً من المنغمسين في الشهر مع تعاطي القات بعيداً عن أبنائه.. فتنعدم التربية، إلى جانب أن عقال الحارات أهملوا واجباتهم تجاه مثل هذه السلوكيات والتصرفات ويجتنبون في كثير من الأحيان مثل هذه المجاميع الشبابية الفوضوية في الحارات. بينما يرى الطالب /يوسف محمد أحمد، من الآثار التي تترتب على هذه الظاهرة إزعاج الناس بالشوارع والحارات والأزقة والأسواق وقبل ذلك التغيب عن المدارس والتفريط في أداء الصلوات في أوقاتها. السهر يمتد إلى بقية الشهور * ويقر الشاب / سعيد أحمد، وزملاؤه مبارك عمر ، وأحمد العاطفي وفضل محسن بأن السهر أصبح ممارسة ملحوظة في رمضان لكنهم يضيفون أن هذه الظاهرة ليست مقصورة على الشهر الفضيل فحسب بل تمتد جذورها إلى بقية شهور السنة. ويعدد الطالب أحمد العاطفي آثاراً أخرى لهذه الظاهرة والتي منها إهدار الوقت، والإصابة بالتعب والإرهاق والخمول ، وتشتيت الأفكار ، والضعف ، وربما الإصابة بترهل الجسم والصداع. ضعف الوازع الديني * أما الطالب محمد حسين الماطري فيقول : إن ظاهرة سهر الشباب بالحواري تعود إلى عدم وجود برنامج زمني محدد للطالب أو الشاب وضعف الوازع الديني لدى الذين يمارسون هذه العادة خلال الشهر الكريم وأردف الماطري قائلاً : إن الدليل على ذلك أن الكثيرين من الذين يسهرون ليلهم يقضون أوقات سهرهم فيما لايفيد ، وينصح للتخلص من هذه الظاهرة بالابتعاد عن رفاق السوء والتعود على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر. رأي تربوي * ولاستقصاء رأي التربويين شارك معنا المعلم / سامي سعيد الأديمي معلم التربية الإسلامية في مدرسة عقبة بن نافع الأساسية والثانوية بمديرية صالة والذي قال : - إن ظاهرة النوم في النهار والسهر في الليل التي يلجأ إليها كثير من الطلاب والشباب خلال شهر رمضان تعد ظاهرة سيئة ومزعجة جداً وهي تمتد إلى ما بعد الدراسة والعشر الأواخر من رمضان ، ويترتب عليها كثير من الأضرار الصحية والاجتماعية وقبلها الدينية. ولعل من أسباب هذه الظاهرة حسب اعتقادي والله أعلم : 1) تغيير نظام الدوام في رمضان يشجع على السهر ليلاً. 2) عدم تنظيم الأوقات لدى بعض الطلاب، 3) عدم استشعار قيمة الوقت وأهميته لدى بعض الطلاب. 4) وجود كثير من الملهيات في المنزل وغيره مما يشجع على السهر. 5) ارتباط كثير من الأسر في ليالي رمضان وسهرهم وزياراتهم المتكررة للأسواق. 6) ضعف الرقابة الذاتية والأسرية. السلبيات * ثم عقب المعلم / سامي سعيد الأديمي بقوله : - يترتب على السهر ليلاً والنوم نهاراً عدداً من السلبيات منها : 1) تأثيره على صحة الطالب والنمو السليم للجسم. 2)تدني المستوى الدراسي والتحصيل العلمي للطلاب. 3) الضعف الإيماني للطالب وفوات الكثير من الطاعات والسنن المؤكدة في رمضان. 4) اكتساب عادات وأخلاق سيئة من رفاق السوء. 5) إيذاء الآخرين في المنازل والشوارع والأسواق. العلاج *ويرى الأديمي أن علاج الظاهرة يكون بعدة خطوات منها: 1) التوعية الجادة للطلاب من قبل الآباء والمعلمين في هذا الشأن. 2) تنظيم الوقت وبيان أهميته. 3) التعود على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر للطلاب. 4) الرقابة المستمرة للطلاب من قبل أسرهم. حلول ميدانية * ونخلص بعد استعراض آراء الشباب والطلاب ورأي المعلم / سامي سعيد الأديمي إلى أنه : - على المهتمين والمسئولين أن يتنبهوا إلى الوضع وأن يضعوا حداً له وذلك باعداد البرامج بعد دراسة مستوفية كأن تقام المعارض والندوات للتوعية عن مخاطر السهر ونشر ثقافة الصحو في البكور والنوم ليلاً للحد من هذه الظاهرة المزعجة والسيئة والتي باتت تنتشر بشكل مخيف.