بريطانيا تُفجر قنبلة: هل الأمم المتحدة تدعم الحوثيين سراً؟    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    متهم بقتل زوجته لتقديمها قربانا للجن يكشف مفاجأة أمام المحكمة حول سبب اعترافه (صورة)    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    إشاعات تُلاحق عدن.. لملس يُؤكد: "سنُواصل العمل رغم كل التحديات"    ما معنى الانفصال:    مقتل عنصر حوثي بمواجهات مع مواطنين في إب    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    البوم    الرئيس الزُبيدي يستقبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ونائبه    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    شهداء وجرحى جراء قصف جوي ومدفعي إسرائيلي على شمالي قطاع غزة    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    مباحثات يمنية - روسية لمناقشة المشاريع الروسية في اليمن وإعادة تشغيلها    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    احتجاز عشرات الشاحنات في منفذ مستحدث جنوب غربي اليمن وفرض جبايات خيالية    رشاد كلفوت العليمي: أزمة أخلاق وكهرباء في عدن    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    بناء مستشفى عالمي حديث في معاشيق خاص بالشرعية اليمنية    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    وكالة أنباء عالمية تلتقط موجة الغضب الشعبي في عدن    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    دموع ''صنعاء القديمة''    ماذا يحدث في عدن؟؟ اندلاع مظاهرات غاضبة وإغلاق شوارع ومداخل ومخارج المدينة.. وأعمدة الدخان تتصاعد في سماء المدينة (صور)    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    قيادي انتقالي: الشعب الجنوبي يعيش واحدة من أسوأ مراحل تاريخه    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    تعيين الفريق محمود الصبيحي مستشارا لرئيس مجلس القيادة لشؤون الدفاع والامن    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    رسالة صوتية حزينة لنجل الرئيس الراحل أحمد علي عبدالله صالح وهذا ما ورد فيها    تحرير وشيك وتضحيات جسام: أبطال العمالقة ودرع الوطن يُواصلون زحفهم نحو تحرير اليمن من براثن الحوثيين    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    بسمة ربانية تغادرنا    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة سبتمبر رسمت مستقبل اليمن وأخفت گل مظاهر الطغيان والحرمان
مناضلون يروون ذكرياتهم:

تبقى الذكريات خالدة وخصوصاً إذا كانت لأعمال خالدة وعظيمة، لهذا كان لذكريات ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ميزة يتداولها الأجيال بعد الأجيال وستظل متداولة.. كيف لا وهي الثورة التي اخرجت اليمن من الظلام إلى النور ومن الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد إلى النظام الجمهوري الديمقراطي العادل لأن ثورة 26 سبتمبر تختلف عن كل الثورات ، فهي ثورة انسانية قبل كل شيء قامت من أجل حقوق الانسان اليمني الذي كاد أن ينقرض من جور الظلم والطغيان والاغتراب، ولم تكن ثورة سبتمبر الثورة الأولى ولكنها كانت الأخيرة التي استطاع الشعب بها ان ينتصر على أعدائه.. الجمهورية ترصد ذكريات عدد من المناضلين اليمنيين ممن عاشوا وساهموا وناضلوا من أجل قيام الثورة ومن الذين مازالوا على قيد الحياة.
ذكريات مليئة بالصور والحقائق
الشيخ المناضل /درهم سعيد فارع المذحجي، أحد المناضلين الذين لازالوا على قيد الحياة أمد الله في عمره يتحدث عن ذكريات ثورة 26 سبتمبر والدور الذي قام به وأهمية قيام الثورة فقال : الذكريات عن واقع حياة شعبنا بالنسبة لمن كان في سني ممن كان عمره في العشرين خلال الفترة التي سبقت الثورة مليئة بالصور والحقائق وهي ذكريات مقرونة بحالتين تمثل المفتاح للتعبير عنها الأولى واقع ما كنا نعيشه في اليمن والثانية ما بدأنا نعرفه عن واقع حياة الآخرين من خلال أجهزة الراديو والتي كانت محظورة ومحرمة الامتلاك بالنسبة للمواطن وكذا من خلال الكتب التي بدأت في المتناول مع ظهور بعض المكتبات التي فتحت في تعز وغيرها من المدن اليمنية ومن خلال الأخبار التي كانت تصلنا من عدن والتي شكلت نافذة اليمن أو بتعبير أصح نافذة للجزيرة العربية باعتبارها المدينة الأكثر تحضراً ورقياً في تلك السنوات.
حلم متناقض
وقال الشيخ/درهم : وذكريات أوضاع تلك الفترة شبيهة بحلم متناقض حين تعمد إلى المقارنة ما بين وضعنا وما كانت عليه بلادنا وبين ما كان عليه العالم حينها في فترة الخمسينيات والستينيات وما تكشفه المقارنة من بون شاسع بين الوضعين والحياتين ابتداءً من مشهد واقع الحياة في عدن التي هي جزء من اليمن فكانت فترة مزعجة ومريرة بالنسبة لنا ومظلمة بالنسبة لتاريخ شعبنا بكل ما يحمله الوصف من معنى.
شمس بعد ليل دامس
ووصف الشيخ/درهم سعيد فارع قيام الثورة المباركة في 26 سبتمبر 1962م كالشمس في إشراقها بعد ليل دامس الظلمة وحالك السواد وقال : فعلى سنا شعاع نورها تفتحت الرؤى للأعين والأذهان وانزاحت الغشاوة عن البصيرة والابصار لتنظر بعيداً وترسم مستقبلنا وبدأ الناس في ظلها مفعمين بالآمال بعد ان تحللت الصدور من ترسبات التخلف والعقول من قيود الخوف والجهل واختفت تدريجياً كل مظاهر العوز والحرمان التي سادت في المجتمع ، وظهر جلياً ان الناس قد ولدوا من جديد وهذا هو تصوير عام لحالة الوطن حين ذاك دونما تفاصيل والتي يشكل استرجاع الذاكرة عنها بعد مرور أكثر من خمسة وأربعين عاماً على حدوثها بهذا الوقت الضيق المتاح الذي فاجأتمونا فيه أمراً صعباً فلم نكن مستعدين لإجراء هذا الحديث وهو غير ممكن عملياً لكن سأحاول ان أورد ما استطيع استخراجه من الذاكرة.
مرحلة ظهور المكتبات
وسيكون انطلاقي في الحديث من المرحلة التي شهدت فيه بعض مدن اليمن ظهور مكتبات سمحت بتداول الكتب الثقافية والتاريخية والحضارية والتي على الرغم من قلتها ومحدودية تداولها إلا أنها اضافت إلى الرصيد الفكري لبعض أفراد الشعب إلى جانب ما اضافته وسيلة الراديو وتراكمات الاخبار عن الاحداث والمحاولات النضالية التي خاضها الأبطال والاوفياء المخلصون من أبناء اليمن في مسار ثورتهم علي الطغيان والحكم المستبد والتسلط للأمة مثل ثورة 48 و55 .
مفاهيم ودلالات عميقة
مفاهيم ودلالات اكثر عمقاً عن متطلبات الخلاص ومعاني النضال والثورة ضد الظلم والقهر وتمكنت من رسم صورة واضحة عن ما تعنيه الحياة الكريمة والحرية التي هي مشاعر تخلق وتورث مع الإنسان ويستمد افكارها من محيط أسرته وبيئته التي نشأ فيها..
وعي مثمر
والحقيقة انه قد اثمر الوعي والادراك بتلك المفاهيم والاستدلال إلى ايجابياتها في دفع العديد من الشباب والمثقفين إلى ان تنشط وتتحرك لتعريف الناس وتنويرهم بالحقائق والمآسي التي تعم المجتمع.
المكتبات جمعت الشباب
وذكر الشيخ درهم من تلك المكتبات مكتبة علي عبدالله، ومكتبة سعيد إبليس وقد كنت واحداً ممن جمعتهم اللقاءات بمجامع من الشبان والتي تحولت لقاءاتنا تلك من مناسبة تعارف إلى حلقات نقاش وتفكير في الوسائل المناسبة لنشر الوعي بين الناس وكانت مدينة تعز واماكن تلك المكتبات هي مركز للقائنا ونشاطنا الذي بدأناه في العام 1958م تقريباً وكانت مجاميعنا تمثل خليطاً من أبناء اليمن ومن مختلف مدنه وكانت تجمعنا وتزيد من تقاربنا مع بعضنا البعض طموحاتنا المشتركة في الخلاص والتغيير الذي ينشده كل الاحرار واذكر من أولئك عبدالكريم العنسي وهو ليس ذلك الذي اصبح وزيراً للأوقاف ويحيى الإرياني وفرد من اسرة دماج والسميط وواحد من اسرة أبو اصبع والاخ عبدالله من الحجرية من بني غازي وغيرهم من أبناء منطقتي امثال أمين هاشم وعبدالقادر واشخاص من ذبحان من أسرة نعمان وكذا محمد غالب فريخه.
مناقشة أوضاع الوطن
واستطرد الشيخ المناضل درهم المذجحي ذكرياته قائلاً: وكنا نلتقي ونتحدث معاً معبرين عن افكارنا وآمالنا وطموحاتنا ونبحث حال الوطن ومتطلبات حرية شعبنا ونسعى بعد ذلك بين الجموع من الناس كلما اتيحت لنا الفرصة وواتتنا ظروف الزمان والمكان ومع الحرص الذي كنا نبديه والتكتم في نشاطنا حتى لاينكشف أمرنا إلا ان مانقوم به تطلب شجاعة لكسر حاجز الخوف وكانت الثقة هي سلاحنا الوحيد بمن نستهدفهم بالحديث والتوعية وخاصة المجاميع التي تقاربت اعمارهم مع اعمارنا مع اننا لم نكن نستثني أياً من المعارف والاصدقاء من بقية الاعمار وكانت احاديثنا ومعلوماتنا التي نحاول نقلها إليهم تتركز في شرح معاني الحياة وتصوير الحالة الحضارية التي يعيشها العالم وكيف نعيش نحن وكيف يجب ان نكون ويكون عليه وطننا ودعوة الجميع للتكاتف والوقوف صفاً واحداً مهما بلغت الصعاب والمشاق.
دور توعوي ناجح
وقد ساهم الشيخ درهم كثيراً في التوعية كونه كان ذا مركز اجتماعي وواحداً من اعيان تعز بالإضافة إلى نشاطه التجاري الذي كان يمارسه آنذاك وقال: لقد ساهم مركزه الاجتماعي في تحقيق نجاح تأدية رسالة التوعية التي حملت مهمتها على عاتقي طوعاً مثلي في ذلك مثل البقية من الشباب الذين عملنا سوية في تقديم هذا الدور بوازع وطني فلم يكن يجمعهم أو يجمعى أي تنظيم سري أو علني ولم يكن لي علاقة مباشرة مع أي من اعضاء التنظيمات الأخرى فقد كنا تنظيماً سرياً مستقلاً بأنفسنا عن الأخرين ظهر منه فيما بعد كوكبة من المثقفين والمفكرين الذين اصبح لهم شأن وتأثير في المجتمع والحمد لله.
نشاط فكري كبير
وقد كان للنشاط الفكري دور كبير في كشف ادعاءات النظام في تلك المرحلة يقول الشيخ درهم.
في تلك المرحلة من فترة النشاط الفكري والتوعية الوطنية تطلب الأمر منا ان نكون اكثر قرباً من الاحداث لكشف الزيف في ادعاءات النظام ودحض تبريراته لممارسته القمعية وتوضيح الحقيقة التي قد تشوهها الابواق لتهدئة غضب الناس وضمان سكوتهم.
قصة مدرسة الأحمدية
ومن الاحداث التي شهدناها ولعبنا دوراً فيها الحركة الطلابية التي قام بها طلاب مدرسة الأحمدية وكنا لصيقين بمستجدات مجرياتها وكان لنا دورنا واسهاماتنا في كسب تعاطف الناس مع الطلبة ودفعهم لمساعدة الطلاب الذين حاصرتهم قوى النظام داخل المدرسة دون طعام أو ما يعيشونه من معاناة وحصار جائر وتجاوب مع نداءاتنا الكثيرون الذين هبوا للمساعدة والجود بما استطاعوا به للتخفيف على الطلاب المحتجزين داخل جدران اسوار المدرسة المحاصرة.
تلاحم قوي
وكان عطاءً جزيلاً انسانياً حمل عنوانه قوة التلاحم بين افراد الشعب واجماعهم على رفض الظلم والجبروت الذي كان ينتهجه سلطان الإمام احمد وكان لاسهامي المتواضع في تلك الفترة التي سبقت قيام الثورة اثره على نفسي في استمرار العمل الوطني وبما يحقق مصالح الجمهورية الفتية التي جاء خبر سماعي إعلانها ونجاح ابطالها من الثوار إحكام سيطرتهم على صنعاء وهروب البدر منها كاسعد الاخبار وقعاً على قلبي ومسمعي من أي شيء آخر.
فرحة لقاء الأحرار
واضاف الشيخ درهم: فمع سماعي لصوت المذيع في صبيحة ذلك اليوم المجيد وهو يردد إذاعة الجمهورية العربية اليمنية من صنعاء اخذتني الفرحة للاستعداد والتهيؤ للذهاب إلى عدن للقاء الاحرار فيها من أبناء الوطن وتهنئتهم بهذا النصر الذي تحقق للوطن وهناك تصافحنا وتعانقنا وتبادلنا التهاني بنجاح الثورة السبتمبرية وكنت ممن رافقهم خلال رحلة العودة إلى صنعاء بعد ذلك وواحد من ركاب الطائرة الخاصة التي نقلتهم إلى أرض الوطن الذي خرجوا منه هرباً من جحيم الاضطهاد والظلم.
زملاء الدرب
وقال : وأتذكر ممن كان في تلك الرحلة علي عبدالعزيز نصر، وسعيد الحكيمي، ومحمد الربوعي، وعبدالقادر هاشم، وامين هاشم ، وبدت لنا صنعاء حين وصلنا أجمل من أي وقت مضى ودخلنا أرضها كبساط من سندس يتلألأ فرحاً بالانتصار والظفر ويشع بلونه الزاهي طرباً بعودة الحياة إلى ربوع الوطن.
وقد اقمنا في دار الضيافة (المتحف العسكري حالياً) ومن ثم انتقلنا إلى قصر صاجان لافساح المكان لإقامة وفود المهنئين الاجانب بنجاح الثورة.
وفي صنعاء استوعب الجميع ومنهم أنا حجم المهمة المقبلة في بناء الوطن وارساء دعائم اليمن الحديث وقد ادرك الكل مسئوليته الوطنية وشكل كل بحد ذاته فيلق عمل وعطاء من اجل الارتقاء بالوطن.
التعريف باليمن الجمهوري خارجياً
وكان دوري خلال مرحلة العطاء الأولى تشجيع شبابنا الالتحاق بصفوف المؤسسة العسكرية لحماية الجمهورية ومكتسباتها كواحد من واجبات مركزي الاجتماعي كما كنت واحداً من اعضاء وفدين يمنيين إلى الخارج سافر برئاسة الاخ/ علي محمد سعيد حاملين معنا مهمة التعريف باليمن الجمهوري وكسب الصداقات للنظام الجمهوري والوقوف على الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية في البلدان التي زرناها والاستفادة من كل مامن شأنه خدمة اليمن وتحقيق مصالحه.
وقد رشح في ذلك الوقت الشيخ درهم لشغل منصب بارز في وزارة الاقتصاد لكن ظروفه الشخصية وانشغاله بنشاطه الخاص حالت دون ذلك، رغم ابتعاده عن الاجواء والانشغال بالنشاط التجاري إلا ان العلاقة مع بقية الزملاء ظلت كما هي أساسها حب الوطن وتحري خدمته بعيداً عن اشكال المصالح الشخصية وهذا هو مصدر الاعتزاز والفخر والرضا الذي استمر في قلبه حين يعود بالذكرى لتلك اللحظات وخاصة في مثل هذه الأيام السعيدة التي يعيش فيها الوطن عامة مظاهر الاحتفالات البهيجة بالثورة اليمنية.
تعز الموقع والحصن المنبع للحركات الوطنية والنضالي بمختلف توجهاتها السياسية بحسب قول المناضل اللواء سالم عبدالله سالم ياسين الأمين العام المساعد لمنظمة مناضلي الثورة والدفاع عن الوحدة الفرع الثاني عدن حيث قال: لقد استقبلت تعز الثورة العديد من الاحرار والوطنيين واحتضنتهم وقامت برعايتهم وحمايتهم ومنهم على سبيل المثال السلطان الشهيد المناضل محمد عيدروس العفيفي والسلطان علي عبدالكريم العبدلي وغيرهم من الابطال الذين رفضوا وناهضوا الاستعمار مباشرة ولقد اسهمت عدن الثورة والصمود بنفس المكانة الصادقة وتعتبر تعز الثورة وعدن النضال والصمود وهما توأمان لبعضهما البعض من حيث الدور الوطني والدفاع عن الاحرار اليمنيين مثل النعمان والزبيري وسنان أبولحوم وغيرهم ومحسن العيني واحمد المروني وقاسم غالب.
غضب جماهيري في عدن
واضاف المناضل سالم عبدالله ياسين: وبحكم الغضب الجماهيري بعدن خرجت المسيرات والمظاهرات العارمة للطلاب والطالبات والعمال في نهاية عام 1961م والنصف الأول من عام 1962م وكان لنا دور وطني في الحركة الوطنية احتجاجاً على النهج الدراسي وطرد الطالبات اللاتي احتجن على مديرة كلية البنات الانجليزية مزيز وقيام الاعتصام للطلبة في بحيشة عدن وكذا اعتصام النساء في مسجد العسقلاني على عدم السماح لأبناء المحافظات الريفية الدخول في المدراس والسماح للهنود والصومال حينها واستهلت اسلوب العسف والعنف ضد أبناء الشمال والاعتقال وبالتزفير إلى خارج عدن وكنت احد الطلبة المحتجزين فيها لمشاركتي في الاعتصام وكان مطلع على ذلك الاستاذ القدير ومربي الصف الذي ادرس به بالمعهد العلمي الإسلامي وهو الشخصية التربوية والقيادية الاستاذ / احمد حسين المروني والذي كان يحظى بالاحترام والتقدير وكانت علاقتنا وطيدة معه وعندها قمت بالاتصال به إلى تعز الثورة بعد مرور عشرة أشهر واعطاء توجيهات إلى جهات متخصصة على ثورة 26سبتمبر 1962م وكان حينها اعطاء توجيهه بشأن حجز لي سكن وادخلني وانا في سن 10سنوات مع الشباب المتطوعين بفوج التطوع والتدريب على السلاح.. لمدرسة الثورة بتعز واستمررت لفترة بميدان شهرين وتقديراً لوعده الالتحاق بالدراسة ضمني إلى دفعة للدراسة مع الطلبة الاخرين إلى مصر وقام بإخراج جواز سفر خاص لي تحت رقم (366) من تعز بتاريخ 4/3/1383ه الموافق 25/7/1963م بأمر من مدير الداخلية وبضمانته الشخصية ونرفق صورة من الجواز حينها وفي نهاية اكتوبر 1963م عند سماع مرض والدي عدت إلى عدن في تلك الفترة بتعز كانت القوات المصرية وخريجو الطلبة الحربية الواصلين من مصر يقومون بعملية التدريب للمتطوعين المتوافدين إلى تعز من عدن ومن المحافظات الجنوبية بهدف الدفاع عن الثورة والجمهمورية.
عمل وحدوي مبكر
وقال الامين العام المساعد لمنظمة مناضلي الثورة: وهنا نؤكد ذلك العمل الوحدوي المبكر لواحدية الثورة وتحذيرها من خلال مشاهدتي لميدان التدريب والحماس المتأجج بالشعور الوطني لجميع المتطوعين والدعم السخي من تجار تعز للثورة وأبنائها المواطنين وهي التي أمنت للسلطة الوطنية شرعيتها وحافظت على بقاء مختلف القيادات الوطنية بحكم الصراعات السياسية ظلت في كنفها ومحيطها.
ثورة سبتمبر فتحت آفاقاً واسعة
قائد جبهة حالمين اثناء فترة الكفاح المسلح الشيخ المناضل عبدالله مطلق صالح قال:
ان الحديث عن تاريخ الثورة حديث ذو شجون وبحاجة إلى مزيد من الاغناء والتدقيق والتمحيص، حتى نتمكن من تقديم وتدوين حقائق وتضحيات وبطولات شعبنا العظيم من اجل الإطاحة بالحكم الإمامي المتخلف في الشمال وطرد الاستعمار البريطاني البغيض من الجنوب.
خلفية قوية لثورة اكتوبر
وقال المناضل عبدالله مطلق : مامن شك في ان انتصار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م قد فتحت آفاقاً واسعة ومثلت خلفية قوية وراسخة لاندلاع ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م، وهذه مسألة مفروغ منها وتؤكدها حقائق الأحداث والواقع والتاريخ.
تعز مقر لقيادة الثورة
إلا ان الحقائق الجغرافية قد جعلت من مدينة تعز الحالمة والوديعة والعزيزة على قلوب كل المناضلين الحضن الدافئ والمضياف والقاعدة الخلفية للتنظيم والتدريب والتسليح والانطلاق لمناضلي ثورة الرابع عشر من اكتوبر الخالدة.
وقال قائد جبهة حالمين : لقد كانت مدينة تعز شاهدة على تأسيس وإعلان الجبهة القومية في اغسطس 1962م وجبهة التحرير عام 1965م وإعلان الدمج بين الجبهتين عام 1966م وكانت تعز مقراً رئيسياً لقيادة الثورة بمختلف اتجاهاتها ومقراً لمكتب الجهاز العربي المصري الذي انشئ لدعم الثورة وفي مدينة تعز الباسلة أيضاً كان معسكر صالة البيت الدافئ والميدان الذي تعلم فيه المناضلون فنون وأساليب القتال والعمل الفدائي وتزودوا منه بالسلاح والذخيرة والمعدات التي مثلت ينبوع عطاء متدفق عمقت ترابط الثورة اليمنية وواحدية الأرض والانسان اليمني ورسخت روابط الدم والاخاء العربي مع اشقائنا المصريين.
تعز أرعبت الاستعمار
ومن تعز الباسلة أطلق الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر عبارته الشهيرة وصرخته المجلجلة «بان على بريطانيا العجوز ان تحمل عصاها وترحل من جنوب اليمن» والتي مثلت دعوة ودعماً صريحاً لأبناء الجنوب اليمني للتحرك وتفجير الثورة ضد الاستعمار البريطاني وشكلت كابوساً مرعباً للاستعمار وعملائه وأعوانه.
ولا ننسى أيضاً كرم وشهامة أبناء مدينة تعز الجميلة الذين فتحوا لمناضلي الثورة بيوتهم وقلوبهم واحاطوهم بالحب والاخاء والسخاء ووفروا لهم الأمن والدعم اللامحدود.
مشاركة سياسية فاعلة
ولم يقتصر دور تعز على تقديم العون والدعم وغيره بل تعدى ذلك إلى المشاركة السياسية الفاعلة من خلال العمل النقابي عبر المؤتمر العمالي واتحاد طلبة اليمن الذين كانوا انصاراً حقيقيين لثورة 14 اكتوبر .
لقد كان لأبناء تعز دور بارز في قيادة العمل النقابي سواءً أكان ذلك في تعز أم في عدن أم غيرهما من المدن الأخرى ومن الاسماء التي لمعت في فضاءات العمل النقابي والسياسي من أبناء تعز أمثال عبدالقادر أمين ، علي سيف مقبل، محمد اسماعيل ، عبدالقادر سعيد ، عبدالرحمن محمد سعيد ،وغيرهم وقد تبوأ عدد من أبناء هذه المحافظة المعطاءة مواقع مهمة في المؤتمر العمالي للنقابات منهم علي الاسودي نائب رئيس المؤتمر العمالي لاتحاد النقابات في عدن وأحمد حيدر، والزريقي وكثيرون غيرهم.
ومن القيادات البارزة لثورة 14 اكتوبر من أبناء محافظة تعز عبدالفتاح اسماعيل، سلطان أحمد عمر، محمد سعيد عبدالله ، راشد محمد ثابت ، سعيد أحمد الجناحي وغيرهم.
ومنذ اندلاع ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م ومن قمم جبال ردفان الأبية بواسطة قبائل ردفان بقيادة المناضل السبتمبري والاكتوبري البطل الشهيد الشيخ/راجح بن غالب لبوزه، وبداية تأسيس وفتح جبهات القتال المختلفة للنضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني كانت مدينة تعز قبلة لكل المناضلين وقد ارتبطت بدايات العمل المسلح لمعظمهم ان لم يكن جميعهم بمدينة تعز ومعسكر صالة.
قعطبة قاعدة للثوار
ومن أبناء محافظة الضالع مديرية قعطبة كان لنا لقاء مع الأخ العقيد/محسن محمد الحلالي أحد المناضلين والذين اسهموا في قيام ثورتي سبتمبر واكتوبر والدفاع عنهما وكان له دور في المساهمة في قيام الوحدة اليمنية والحفاظ عليها والذي تحدث عن دوره والوضع المعاش أيام التشطير وأهمية منجز الوحدة حيث قال : كان عملي قائداً لحرس الحدود في قعطبة لما كان يسمى بالشطر الشمالي سابقاً وكانت الحدود وهمية صنعتها الظروف التي حاولت تفريق الشعب اليمني الواحد وساعد في تهيئة تلك الظروف نتيجة الحكم الامامي المستبد والاستعمار البريطاني البغيض في شطري الوطن سابقاً وعلى كل حال فقد كان الوضع المعاش في قعطبة أيام التشطير وضعاً صعباً لا يمكن تصوره وكانت قعطبة القاعدة للثوار والجسر الذي انطلقت منه ثورتا سبتمبر واكتوبر والجميع يعرف أن أول مؤتمر للجبهة الوطنية عقد في قعطبة وأول لقاء بين رئيسي الشطرين آنذاك خلال السبعينيات عقد أيضاً في قعطبة والذي يقع بدلاً عنه اليوم مستوصف لتقديم الخدمات الصحية وأول مدرسة مشتركة بين الشطرين كانت في قعطبة سميت بمدرسة الوحدة درس فيها كل من من حالمين وقعطبة ودمت والضالع وإب وتعز وبعض المناطق من شطري اليمن سابقاً وأتذكر جيداً كيف تصدت هذه المديرية لهجوم الطائرات والمدفعية البريطانية وكنت فيها وانا أشاهد الجرحى والشهداء ،وانه لابد من ان يأتي يوم لينقشع منه الظلام وتقوم الثورة وفعلاً تفجرت الثورة السبتمبرية واعقبتها ثورة ال14 من اكتوبر والاستقلال العظيم وبقى الهم المنغص لنا الحدود بين الشطرين وعينت في عهد الجمهورية قائداً للواء النصر فيما كان يسمى باليمن الشمالي سابقاً وأثناء ما توليت هذا المنصب كنت أتألم ومعي الكثيرون من المناضلين لما كان يحدث في قعطبة حيث هذه المنطقة باعتبارها إحدى نقاط التماس كان أبناؤها وانا واحد منهم ضحية للحروب والصراعات والتشطير وأية توترات بين الشطرين كانت تنعكس اضرارها على قرى وعزل مديرية قعطبة التي قدمت العديد من الثوار والمناضلين في سبيل الثورة والوحدة.
وقال المناضل محسن الحلالي : واليوم قعطبة تعيش الأمن والاستقرار والطمأنينة وتنعم بخيرات الوحدة المباركة ولم يحس بطعم الوحدة وعظمتها مثل الذين ذاقوا مرارة التشطير ومنهم أبناء قعطبة.
مرارة التشطير اظهرتها الوحدة
وتابع المناضل الحلالي حديثه قائلاً : وعندما اجتمعنا بفخامة الأخ الرئىس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي اجتمع بالمناضلين والثوار في صنعاء قلت له : هذا العبارة «ما يعرف مرارة التشطير الا من ذاق حلاوة الوحدة ».وكيف كنا في قعطبة نعاني من وجود الألغام في النقطة الحدودية وكذلك القلق المستمر الذي كان بسبب الحروب وباعتبار المنطقة حدودية وكانت مواسير الدبابات وفوهات المدافع توجه صوب منازلنا دون أي ذنب من الجهتين في الشطرين الشمالي والجنوبي سابقاً.. واليوم ولله الحمد وفي ظل فخامته استبدلت بدلاً عن ذلك مواسير المياه لكل منزل في قعطبة.
المناضل: صالح سالم يقول: عند قيام ثورة 26 سبتمبر كنا مجموعة شباب كان معي الإخوة / علي محضار ومحمد يحيى جابر وعلي مقبل حسين ومحمد سرور وعدد من الإخوة الشرفاء، وقد أزداد عندنا الحماس بعد قيام ثورة سبتمبر العظيمة ولكننا كنا نفتقر إلى القيادة السياسية الموجهة التي توجهنا وتمدنا بالسلاح، وعند قيام ثورة (14 أكتوبر) قمنا بتقسيم أنفسنا إلى خلايا تحت تنظيم واحد، أسسناه أنا ومن معي أطلقنا عليه «اسم الضباط الأحرار».
والحقيقة كانت هناك الكثير من الخلايا الأخرى لكن لم يسمح لنا الوقت لنتعارف، واستمر العمل التنظيمي عبرما كنا ندفعه من اشتراكات شهرية وعندما تم الدمج رفضناه ورفضته جميع قواعد الجبهة القومية في الداخل وعندما فرض علينا الحصار كنا نجمع التبرعات والاشتراكات ونرسلها إلى الإخوة في تعز لشراء السلاح من أجل الكفاح المسلح.
المناضل: قاسم أحمد يقول: في البداية نشكر صحيفة (الجمهورية) على اتاحتها هذه الفرصة لكي أعبر عن هذا اليوم الخاص بالذكرى ال (45) لثورة (26 سبتمبر)، وأنني أجدها فرصة أولاً لكي أحيي جماهير شعبنا بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، وأخص بالذكر أولئك الأبطال الذين كان لهم شرف الاستبسال والشهادة وقدموا أرواحهم الغالية رخيصة في سبيل انتصار الثورة ولولا تلك الدماء الطاهرة التي قدمت لانتصار الثورة لما تحققت الثورة، في هذه المناسبة وفي هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك ندعو الله العلي القدير أن يسكن شهداءنا فسيح جناته ويلحقهم بالأنبياء والصالحين والصديقين والشهداء.. وهناك أيضاً من هم على قيد الحياة مثلي وناضلوا معنا بكل شجاعة مما نلنا وسام شرف على المساهمة والنضال من أجل تحقيق تلك الأهداف الوطنية.. وقد حملنا السلاح وحاربنا في كل منطقة وجبل وشارع في شمال الوطن.. وبالنسبة للذين مازالوا على قيد الحياة هم صناع النصر وشاهدون على هذا الحدث العظيم وأخص هنا كل من يحاول طمس تاريخ المناضلين ويعيش على دماء وتاريخ الآخرين دون أن يقدم شيئاً غير تزييف التاريخ.
ومن تلك الأهداف التي حققتها الثورة في جنوب الوطن.
1 - تحرير الأرض من الاحتلال وإعادة توحيد جنوب الوطن الذي كان مكوناً من (22) مشيخة وسلطنة وإمارة في دولة واحدة تستند إلى النظام والقانون.
2 - القضاء على الجهل والمرض والأمية من خلال فتح المدارس والكليات والمعاهد.
3 - القضاء على كافة أشكال التعصف والقبلية والتخلف والثأر وأهم ماحققته الثورة الأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون والنظام.
المناضل / سعيد نعمان يقول: قامت ثورة 26 سبتمبر ضد الظلم وكانت عبارة عن إنقلاب للضباط الأحرار وتحولت بعد ذلك إلى ثورة بحكم التفاف الشعب حولها، فقد واجهنا الملكيين لمدة (4) سنوات في الشطر الشمالي (سابقاً) وكانت تسمى القوى المدافعة عن صنعاء بالقوى الشعبية التي جاءت من كل مناطق اليمن وبالذات إب والمحافظات الجنوبية وأن الوحدة اليمنية كانت هدفاً استراتيجياً للقوى الوطنية في الساحة اليمنية.
ويواصل المناضل /سعيد نعمان: إنَّ أهم العمليات التي شاركت فيها وضع لغم في مطار الهيلوكبتر في مدينة الشعب وذلك ليلة عيد الاتحاد وضعناها للطائرة التي تقل المندوب السامي ووزير الدفاع «فضل بن علي» ولكن لسوء الحظ لم تنفجر العبوة بسبب عطل فيها وقد اكتشفت ذلك في اليوم التالي بعد تفتيش دقيق، ورغم فشل الخطة إلا أن هذا ترك ضجة عالية ورعب في قلوب الإنجليز والسلاطين.
ومن المهام التي كلفت بها أيضاً هي مراقبة ضباط المخابرات الانجليز ومنهم مستر (كندش) الذي تم اغتياله بعد ذلك، إضافة إلى ماتحملته من مخاطر تخزين الأسلحة والتدريب فيه بسرية تامة، كما كلفت باستطلاع أخبار الإخوة/ فيصل عبداللطيف وعدد من الإخوة في التنظيم كانوا قد اختطفوا وتم أخذهم إلى تعز، فكلفت بالذهاب إلى المسيمير وإلى الملاح لاستطلاع هذه الأخبار.. وفي الطريق أنفجر لغم بالسيارة التي كنا فيها وقتل السائق وشخص آخر، ومشيت سيراً على الأقدام إلى المسيمير واجتمعت هناك ببعض الإخوة في التنظيم وحاولنا تشجيعهم وتثبيتهم على البقاء ومن ثم ذهبت إلى الملاح، ومن هناك استقليت سيارة إلى لحج والتقيت بدورية من تنظيم الجبهة القومية... فيهم الأخ/ محمد الجفة الذي طلب مني البقاء معهم وحذرني من خطر الطريق ولكنني كنت مصر على العودة إلى عدن وموافاة الإخوة هناك بما حصلت عليه من أخبار وفي الطريق أُطلق علينا الرصاص، واصبت بالجانب الأيسر من رأسي وفقدت الوعي، وأعادني السائق إلى لحج، وعرفني الأخ/ محمد، واتصل بالنقيب حيدرة وجهز لي سيارة لتقلني إلى المستشفى وقد أدت الإصابة إلى شلل نصفي، والطلقة استقرت في الدماخ وقد ارسلت للعلاج في مصر ولكن لم يتمكن الأطباء من إخراج الرصاصة.
المناضل/ خالد أحمد، يقول: بدأت الحركات الطلابية، كحركة عام 1952م التي كان للأستاذ المناضل / عبدالسلام صبرة والحلبي وعلي عقبات، الدور الرئيس فيها، وبعدها المظاهرات الطلابية عام 1956م، التي استمرت ثلاثة أيام، كان أبرز الطلاب في هذه الحركات والمظاهرات والشهداء علي عبدالمغني، وأحمد بن أحمد الكبسي، ومحمد مطهر، وغيرهم من الشهداء.. وفي عام 1958م قامت مظاهرات طلابية في صنعاء والتي تعد الأولى من نوعها، حيث هزّت النظام الملكي حين داس فيها الطلاب على صورة الإمام أحمد بأقدامهم، تلت ذلك تمردات القبائل الأحرار عام 1959م التي قادها الشيخ/ حسين الأحمر، وابنه حميد وقد واجهها الجيش الإمامي بعنف واستشهد خلالها الشيخ حسين الأحمر وولده حميد، واعتقل ولده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، وكان لانخراط الثوار في الكليات الحربية وكلية الشرطة وكلية الطيران ومدرسة المشاة آنذاك الأثر العميق في رفع الوعي الوطني الثوري والمعارف العسكرية لدى الأحرار، بحيث كان لذلك أمتداد مهم في طريق نضالاتهم التحريرية، فكانت أهم عملية انتحارية فدائية التي نفذها الشهداء الأبطال: عبدالله اللقية، والعلفي، والهندوانة.
ويواصل المناضل/ خالد أحمد حديثه: بإغتيال الإمام أحمد عام 1961م، التي كانت سبب وفاته، وبعد تغلغل العمل الثوري الوطني بين أوساط الجيش النظامي وخصوصاً الكليات والمدارس العسكرية بدأ الضباط الأحرار التحضير للثورة بشراء الأسلحة وتجميعها، واختيار قائد للثورة من قبل الأحرار، الذين اجمعوا فيه على المناضل المشير الفقيد/ عبدالله السلال ومن ثم تحديد ساعة الصفر يوم 26 سبتمبر 1962م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.