إن الله سبحانه وتعالى ، عندما كلف الإنسان وجعله محاسباً على أدائه في هذه الدنيا .. أجزل له العطاء وضاعف له الثواب ذلك لأننا لو اجتهدنا في عبادته سبحانه وتعالى ليل نهار خلال عمرنا المحدود ما استطعنا أن نوفي حق الله تعالى في أبسط نعمة أنعم بها علينا .. إضافة إلى ذلك فإن من حكمته ورحمته تعالى أن جعل لنا مواسم طاعة يضاعف فيها الثواب لمن اجتهد في طلب ذلك. وما شهر رمضان إلا رحمة منه تعالى ومحطة ننمي فيها إيماننا وفرصة نجدد بها نشاطنا ونهذب أرواحنا .. ويخاطبنا الله عز وجل حيث يقول : «يا ايها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون». البقرة 182 وتعني التقوى التي يجب أن نربي أنفسنا عليها في رمضان الخوف من الله تعالى ومراقبته وقصد رضاه في كل الأعمال والسلوكيات ، والعمل بالتنزيل الذي شرف أمتنا به وهو القرآن الكريم فنتدارسه في هذا الشهر الفضيل لنتذكر أوامره سبحانه فنعمل بها ونتجنب نواهيه والاستعداد للقائه سبحانه بقلب خال من المعصية ممتلئ بالطاعة والعمل الصالح، وما شهر رمضان إلا فرصة لكل مسلم للاجتهاد بالعمل الصالح، فكلنا يعلم أن الله تعالى يقول عن ذلك الاستعداد : «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم». هذه هي التقوى التي يجب أن نربي أنفسنا عليها دائماً وبالذات في رمضان وبهذه النية يجب أن نستقبل رمضان الفضيل.. وكثيراً منا إن لم نكن كلنا نستعد لشهر رمضان من قبل أكثر من خمسة أشهر أحياناً .. حيث نجد أنفسنا نرحل بعض الأعمال أو البرامج التي تحتاج منا إلى جو خاص إلى شهر رمضان فبعضنا يدخل إليه إجازته السنوية وآخر أعماله الاجتماعية أو العائلية والبعض برامجه العلمية أو الدراسية وكل ذلك لأننا جميعاً نعتقد أن في هذا الشهر وقتاً مباركاً ونستطيع أن نتحكم به .. وهذا من فضل الله علينا جميعاً. غير أن ما يجب علينا في هذا الأمر التالي : 1 أن نخطط لاستغلال هذا الوقت المبارك ولا نهمله. 2) أن نجعل برامجنا في هذا الشهر الفضيل مفيدة وشاملة ونستفيد منها في مجال الاستزادة من العلم والاجتهاد في الطاعة وترتيب بقية أعمالنا. 3) أن نستفيد من النظام والترتيب الذي سنمارسه في شهر رمضان الكريم ليكون سلوكنا في غير رمضان أيضاً.