احتفل الشعب الصيني أمس الاثنين بالذكرى السنوية الثامنة والخمسين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية.. وبهذه المناسبة نستعرض مراحل تطور وتنامي علاقات التعاون الثنائي اليمنية الصينية. فقد ارتبطت اليمن والصين بعلاقات حضارية عريقة ووطيدة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث تميزت هذه العلاقات بالتقدم المضطرد واتساع مجالاتها بفعل المواقف المشتركة للبلدين الصديقين تجاه مختلف القضايا، وحرصهما على تعزيز وتنمية مستوى العلاقات الثنائية وعوامل الثقة المتبادلة والتنسيق المشترك حيال كافة القضايا في المحافل الدولية، والاحترام المتبادل وعدم تدخل أي منهما في شؤون الآخر. حيث كان اليمن من أوائل الدول العربية التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية منذ تأسيسها، وتُعد عرى الصداقة بين البلدين ضاربة بجذورها في قديم الزمان.. وقد ظل الجانبان يحافظان على علاقات الصداقة بينهما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1956وكذلك ينتهجان الآراء والمواقف المتطابقة والمتشابهة في كثير من القضايا الدولية المهمة.. وتعتز الصين بصداقتها التقليدية مع اليمن، ويعتبر الشعب اليمنى صديقاً حميماً للشعب الصيني على كل الأجواء. وفي العشر السنوات الأخيرة مثلت الزيارات المتتالية بين مسئولي البلدين على المستوى الرفيع نقلة نوعية في شتى المجالات والمستويات بلا انقطاع، وتطورت علاقات الصداقة والتعاون بين اليمن والصين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية والتعليمية تطوراً إيجابياً ومستقراً.. ودفعت زيارة فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح إلى الصين في أبريل 2006 إلى إثراء تلك العلاقات وتدعيم مداميكها والدفع بآفاقها إلى مراحل متقدمة.. ويواصل الجانبان اليمني والصيني المزيد من التشاور والتعاون والتأييد المتبادل في الشؤون الإقليمية والدولية لتحقيق أهدافهما المشتركة. أما الجوانب التي ستدعم الصين فيها اليمن في الوقت القريب فسينفذ الجانب الصيني مشروع المرحلة الأولى للربط الشبكي بين الجامعات اليمنية، حيث يجري الجانبان الآن دراسة لهذا الغرض، وتطبيق ثمار زيارة فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح إلى الصين، والبحث عن مشاريع المساعدة الجيدة لليمن.. ويرغب الجانب الصيني أن يقدم لليمن مساعدة أكثر حسب الاحتياجات الواقعية اليمنية مما ينفع لترجمة مستوى التعاون الثنائي بين البلدين ورفع الرفاهية الاجتماعية والمستوى المعيشي للشعب اليمني. وتقدر عدد الشركات الصينية العاملة في اليمن 20 شركة في الوقت الحاضر، وتتولى هذه الشركات تنفيذ عدد من المشاريع المختلفة، منها مطار صنعاء الدولي، ومصنع الاسمنت بالمكلا، واستكشاف النفط وإنتاجه، وترميم الطرق، والتعاون مع الجهات اليمنية لاستغلال الثروات المعدنية في اليمن، وتوفر هذه الشركات والمشاريع فرص التوظيف في اليمن، وتدفع التنمية الاقتصادية اليمنية بقوة، مثل شركة سونبيك التي تلعب دوراً مهماً للاستثمار في استكشاف النفط اليمني وخدمة المشاريع النفطية، وقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين واليمن ملياراً و15مليون دولار أمريكي من يناير إلى يونيو 2006م. وتراجع هذا الرقم نسبياً هذا العام عن العامين السابقين وذلك بسبب تقليل تصدير النفط اليمني إلى الصين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري حتى يوليو 2007م ملياراً و334 ألف دولار أمريكي.. كما بلغ حجم تجارة الصادرات الصينية إلى اليمن 551 مليون دولار أمريكي من يناير إلى يوليو من العام الجاري بزيادة قدرها 46، 44 بالمائة عن العام السابق، ومازالت المنتجات الصينية تغطي نسبة كبيرة من الأسواق اليمنية.. والعيب الموجود في التبادل التجاري بين الطرفين هو اقتصار التجارة التقليدية على الأنواع القليلة من البضائع المتمثلة في الغذاء والملابس الجاهزة والأدوات الخفيفة وقطع الغيار.