العمل الخيري يقتصر على رمضان والمطلوب استمرارية طول العام مادامت سنة الرسول الكريم نابضة بالحياة بيننا وقيم التكافل تزهر في حياتنا، فمن الطبيعي أن ينزع الطبيب عن المريض المعوز ثوب الألم وينفض عن بدنه غبار الفقر وعن نفسه لون القنوط عبر دور العيادات المجانية الرمضانية التي تنشط في رمضان وتحول بين المريض والذبول وربما الموت.. حول هذه الأعمال الخيرية تركزت لقاءاتنا مع عدد من المرضى المستفيدين، والأطباء المسؤولين لإيضاح أهمية التطبيب المجاني هذه الأيام وما تمليه مهنة الطب على ممارسها في عمله اليومي. بارقة الأمل { .. عدد من المرضى الذكور والإناث ، الصغار والكبار يقولون إن العيادات الرمضانية المجانية تمثل لهم الخلاص من آلام جسدية ونفسية هائلة بسبب الفقر والعوز ويقول بعضهم إنه لولا المساعدات التي حصلوا عليها لانطفأت بارقة الأمل وأنطفأت عيون وتعمقت جراح وغطى اليأس نساء أرامل وعجائز وأشخاص لا يمكن لهم الحصول على تكلفة المواصلات والانتقال من القرى البعيدة إلى المدينة ودفع تكلفة الاقامة في فتدق أو لوكندة . أو الاحتفاظ بماء الوجه بالبقاء عند قريب لم يعد يتذكر ملامح ضيفه. احتياج وتعفف ويثمن بعض هؤلاء المستفيدين للأطباء ، والكادر الصحي والسكرتارية في العيادات المجانية حسن التعامل والرفق بهم في نهارات شهر رمضان وثمن عدد من المرضى الذين التقيتهم في تعز أن يطول زمن هذه العيادات لأن من الناس من يحتاجون إلى خدماتهم ولكن يترددون عن المجيء تعففاً وحيرة بين الرجاء بثمرة الدعاء في رمضان والأمل بمن يشجعهم على الاستفادة من الخدمة المجانية والعمليات المخفضة. تفاوت في عمل الخير د/نبيل عباس العماد رئيس قسم الطوارئ بالجمهوري (الأمانة) : - أعتقد أن الأطباء الشباب في العيادات الخاصة يولون ظروف المرضى اهتماماً ولا نعتمد على المسألة المادية ونعرف كثيراً من هؤلاء وهذا سلوك ايجابي يعبر عن التمسك بقيم التكافل الاجتماعي فأن يحس الطبيب بمعاناة الإنسان الفقير فإن ذلك جزء من رسالته وتأكيد لحرصه على مراعاة الجوانب المهنية .. صحيح أن عمل الخير يتفاوت من شخص لآخر ومن وقت إلى آخر والأصل أن نحرص على العمل التطوعي الخيري والعيادات المجانية في رمضان وبقية شهور السنة فالعيادات الخاصة التي تتحصل ثلاثة آلاف ريال أو ألفين للكشف يمكن أن تأخذ أقل من ثلث المبلغ فمن الناس من يحتاجون أكثر من تخفيض. مراعاة الجوانب الإنسانية وقال د/نبيل: نتمنى أيضاً دعماً شعبياً لقطاع الصحة بما يساعد على تقديم خدمات أفضل فهناك عمليات مثلاً جراحة أوعية دموية تكلف في المشافي الخاصة مبالغ تتراوح بين 300 ألف 600 ألف ريال ولكننا نراعي المرضى والمأمول أن يكون ذلك على نطاق واسع مراعاة للجوانب الإنسانية ويبقي أجر البعض على الله ممن يقيم علاقات مع المريض فيعيد له حق المعاينة ويراعي تعفف المريض حتى في حالة المرض. أما العيادات الخاصة المتخصصة في الأصل حالات هادئة وغير طارئة بعكس المشافي التي ينبغي أن لا تنظر للجانب الخيري والتجاري من منظور دعائي في خدماتها المجانية، مخرج للمواطنين د.طاهر الشدادي نائب مدير الصحة (إب) : - التخفيف على المرضى المعوزين واجب إنساني في كل حين ونحن نشد على أيدي النشاط المجاني الذي يعطي مخارج لبعض المواطنين الفقراء ومحدودي الدخل والذين يعانون من عدة أمراض مرهقة بعضها تتطلب عمليات وإعادة تشخيص وفحوصات.. قبل ذلك الاحساس بألم المريض وضيق حالته الاقتصادية مسألة هامة وفي رمضان لاشك يرتقي الناس ويكونوا أكثر عطاء وجوداً اقتداء بالرسول الكريم ، ونعتقد أنه لايوجد أطباء يفرطون بقدسية المهنة ولا يتعاطفون مع مرضى يحتاجون المساعدة في أي وقت. عمل ليل ونهار د.عبدالله مرشد الأهدل رئيس مجلس تنسيق النقابات الطبية تعز : 0 كثير من الأطباء يقدمون على العمل الخيري لاسيما في رضمان فتفتح مستوصفات وعيادات ومستشفيات لكن الإعلان عن ذلك غالباً ما يكون في رمضان لأن الجميع يكون مهيئاً لعمل الخير والسعي إليه سواء صاحب المرفق الصحي والمرضى وقد بدأ يترسخ نشاط العيادات المجانية الرمضانية كتقليد يبدأ من نصف شهر شعبان مجانية وفحوصات واجراء عمليات بنصف التكلفة ونلحظ اقبالاً متزايداً وجهود الطبيب ليلاً ونهاراً تطلعاً إلى مرضاة الخالق ومد جسور الخير مع من تعوزهم أوضاعهم الحصول على الخدمة وغالباً ما يكون المستفيدون من العيادات الرمضانية مرضى يستحقون المساعدة وبما أننا في الثلث الأخير من شهر رمضان نتمنى من كل قادر على مساعدة مريض أو فقير ألاّ يتأخر عن تقديم ما يستطيع لأن هناك أناساً يتألمون ولا يجدون في العيادة الرمضانية ما يخفف آلامهم لأنهم ليسوا مرضى بل محتاجين لاقتطاف ثمار التكافل ومجالاته كثيرة وثوابها عظيم عند الله. تخفيض حقيقي سالم الخزرجي مسئول العلاقات العامة في إحدى المستشفيات الخاصة بتعز يقول : - هناك ماهو أكثر من المعاينة والفحوصات المجانية والعمليات ب50% في رمضان وتتصل بمعاناة المرضى والمهم أن تكلفة العمليات هي ذاتها في العام الماضي أي لازيادة فالمريض يحصل فعلاً على تخفيض 50% ونجد من المرضى من ينتظر شهر رمضان بفارغ الصبر ويتابعون ويسجلون اسماءهم وتعد لهم ملفات ويحصلون على الخدمة المجانية والعمليات المخفضة ومن لايستطيع إجراء العملية واسمه مدرج في الكشف يمكنه ذلك بعد رمضان واستطيع القول إن هناك أناساً لامال لديهم ولامدخرات ولا تأمين صحي فيلجأون إلى المستشفيات الخاصة قبل الإعلان عن العيادة المجانية ، هذه التوقعات من الناس المعوزين تلقى استجابة في رمضان أكثر من غيره من الشهور فشهر الصيام كله خير وبركات. العيادة الرمضانية في عدن د.عبدالباري الدغيش، عضو لجنة الصحة والسكان في البرلمان يقول : - الخير كامن في قلوب اليمنيين والأطباء أفراداً ومؤسسات ينتمون إلى بلدهم ويعتزون بثقافته وقيمه وتكافله ونحن هنا في عدن وخاصة في مديرية دار سعد افتتحنا عيادة رمضانية مجانية بقوام عشرة أطباء وعلى مدى عشرة أيام وأهمية العيادة تظهر في كون المنطقة ذات ميزة بالنسبة لمعظم السكان فهم فقراء بل إن دار سعد لا هي منطقة ريفية ولا هي حضرية فالأكثرية فيها أوضاعهم صعبة فهم فقراء وقد عانوا كثيراً في الماضي سواء على اثر الصراعات أو الحرب في صيف عام 1994م أو قبل ذلك بفعل أزمة الخليج، وبالتالي فإن حصول المرضى على خدمات مجانية في هذه المنطقة لها أهمية كبيرة ، كما أن العمل الخيري هو باستمرار يجسد حرص الإنسان اليمني على التكافل، وأود الإشارة هنا إلى أن مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية والنواب مطالبون بأن يكون لهم حضور فاعل في مثل هذه الأعمال الخيرية لاسيما في شهر رمضان حيث كل شخص يسعى إلى تقديم ما يستطيعه لخدمة الفقراء والمحتاجين ، كما أننا جميعاً نحرص في رمضان على التقرب إلى الله فليس عيباً أن يزيد العمل الطبي الخيري في هذا الشهر المبارك ولاشك أن المجال مفتوح لمساعدة المحتاجين من الأطباء طوال السنة ، وهذا ما نلمسه من خلال القوافل والمخيمات الطبية العلاجية في كثير من المجالات