أعلن رئيس مركز القيادة والسيطرة في غرفة عمليات القيادة البحرية حسين عبدالرحمن علوي عن معاودة ثورة بركان جبل الطير قبالة سواحل اليمن بمدينة الحديدة لنشاطها مجدداً في الجانب الغربي من الجزيرة عند تمام الساعة السادسة من مساء أمس بعد أن كان قد أعلن عن بدء تلاشي الحمم من البركان وفي طريقها إلى الخمود بصورة نهائية ، وأكد رئيس الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الدكتور إسماعيل الجنيد في تصريح نقله موقع «سبتمبرنت» أن ثورة البركان الذي انفجر في جزيرة جبل الطير بدأت بالانخفاض تدريجياً وتلاشت الحمم البركانية من السماء وخفت أعمدة الدخان التي تصاعدت بعد الانفجار بصورة كبيرة في طريقها للانتهاء بشكل نهائي. وأشار إلى أنه يتواجد حالياً فريق فني متخصص من خبراء وأكاديميين في مجال الفيزياء والكيمياء البحرية والبيئية والأحياء والأسماك البحرية مع محطات حقلية للرصد الزلازلي في الجزر اليمنية القريبة من الجزيرة التي وقع فيها البركان بهدف مراقبة النشاط البركاني في جزيرة جبل الطير .. منوهاً بأن عمل الفريق الفني يهدف إلى تقييم الأثر البيئي والأضرار التي ألحقها بركان جبل الطير بالبيئة البحرية ودراسة التأثيرات الميتافيزيقية للحمم البركانية على الحياة البحرية. وكان التقرير الأولي للفريق الفني المشكل عقب الانفجار البركاني في جزيرة جبل الطير قد أشار إلى وجود بعض المؤشرات أن مثل هذا البركان قد يكشف عن احتمالات وجود ثروات طبيعية بالجزيرة والمياه المغمورة المجاورة لها. وأوضح التقرير الذي جاء عقب زيارة ميدانية للفريق الفني لموقع الانفجار البركاني من الجو في جبل الطير في البحر الأحمر والواقع على بعد 100 كيلو متر إلى الشمال الغربي من سواحل اليمن بمدينة الحديدة أنه تم رصد إشارات زلزالية ( بحسب تقارير مركز الرصد الزلزالي بذمار) بتاريخ 22 سبتمبر المنصرم ، وقد استمر هذا النشاط إلى يوم انطلاق النشاط البركاني ، ولم يكن متوقعاً أن يتزامن النشاطان في وقت واحد ، لاسيما أن منطقة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن تقعان ضمن الخط الزلزالي - والحزام البركاني الدوليين. وأشار التقرير إلى أن النشاط البركاني لجبل الطير تقدر مساحته بحوالي 10 كيلو مترات مربعة ، وتمثل بالمقذوفات البركانية الحية المتمثلة بالجسم البركاني ( تدفق حمم ومقذوفات بركانية ذات لون أسود رمادي) ، كما تنبثق الحمم البركانية من أعلى الجبل وبارتفاع يقدر ب 230 متراً تقريبًا وبانسياب يصل إلى البحر قاطعاً مسافة تقدر بحوالي كيلو متر واحد، فيما تنساب الحمم البركانية من الجزء الشمالي الشرقي للشق القاطع للجبل باتجاه شرق - شمال شرق ، غرب - جنوب غرب .. كما لوحظ وجود فوهات بركانية ( حمم بركانية نارية ممزوجة بصخور مكسرة) في الجزء الشمالي الغربي وفي الجزء الجنوبي من الشريط الساحلي للجزيرة. وقال التقرير إنه لوحظ وجود العديد من بؤر النشاط البركاني التي ما زالت تطلق أدخنة بيضاء والتي قد تمثل أبخرة حارة (الفوهة البركانية التي من خلالها تخرج الغازات والأبخرة البيضاء المصحوبة بغاز ثاني أكسيد الكربون ) بينما تتصاعد أبخرة من جوارها ، وهي ذات لون رمادي إلى بني ، والتي تدل على أنها غنية بغاز ثاني أكسيد الكربون.. وأَضاف : إن الفرق بين النشاط البركاني الحالي وما سبقه من أنشطة في الأزمنة الجيولوجية هو أن النشاط الحالي يتمثل بانسياب الحمم البركانية التي لم تصاحبها انفجارات شديدة ، والتي يتكون على إثرها صخور الفتات البركاني بفعل وجود الغازات المحبوسة ، حيث تمثلت الحمم الحالية بحمم صخور البازلت ذات اللون الداكن.. كما أظهر التقرير الأولي أن آخر نشاط لهذا الجبل كان في القرن التاسع عشر، متزامناً مع بركان كارا كاتو العظيم في إندونيسيا ، كما اتضح أن النشاط البركاني الحالي لجبل الطير يمثل واحداً من أنشطة خاصرة جنوب وسط البحر الأحمر. وأشار التقرير إلى أن النشاط البركاني الحالي لجبل الطير ينبعث من شقوق ذات اتجاه شرق - شمال شرق ، غرب - جنوب غرب ، والذي يمثل تقريباً محوراً عمودياً لخاصرة المحيط المصغرة ذات اتجاه شمال - شمال غرب ، فيما تبين أن التركيب الصخري لجزيرة جبل الطير بالإضافة إلى الانبثاقات المتعاقبة والتي كان آخرها النشاط الحالي جميعها تدل على أن هذه الجبل هو واحد من أحدث براكين اليمن. وأكد أن جزيرة جبل الطير والمقدر قطرها بحوالي 3 كيلومترات قد أحيطت من جراء النشاط البركاني الحالي بدائرة من المياه المتغيرة قطرها حوالي 6 كيلومترات.