تتعالى هذه الأيام وبشدة أصوات الألعاب النارية «الطماش» في الحارات والازقة.. وفي الشوارع والطرقات الرئيسة.. هذا العام بدأت أصوات الطماش منذ وقت مبكر مع حلول رمضان بدأت الأصوات المدوية من أماكن متعددة، وبدأ الأطفال في الاقبال على شراء الأعيرة النارية وبكثافة غير مسبوقة. .يقول أحد بائعي «الطماش»: هذه السنة بدأ موسم بيع «الطماش» مبكراً فنحن لانبيع ذلك إلا في نهاية رمضان وبالأخص في العشر الأواخر.. إلا أننا تفاجأنا هذا العام ببدء الشراء منذ أول أيام شهر رمضان وبشكل غير مسبوق.أعيرة كبيرة!! الألعاب النارية سوق كبير يزدحم بالكثير من الوجوه المحدقة في أنواعها المختلفة.. شباب يقبلون على شراء أنواع ذات أصوات كبيرة وتتناسب مع كتلهم الجسمانية.. يقبلون على شراء ذلك بداعي الفرح والسرور وفي أحايين كثيرة لإزعاج الناس في منازلهم،، نهار النوم وليل اليقظة رمضان شهر نهاره نوم وليله يقظة.. ومع هذا يصر كثير من الأطفال على اللعب في نهار رمضان وأعني بذلك اللعب بالطماش،حيث نجد أصواتها تتعالى في صباحات رمضان غير آبهة لمن يجتر قليلاً من الراحة في منزله بعد سهر ليلي طويل..كثير من الشباب يفعلون ذلك، يمارسون كل طفولاتهم في صباحات رمضان.. لا شيء،ولكن ربما لأنهم وجدوا أنفسهم بلا نوم فما كان منهم إلا أن خرجوا ليوقظوا النيام.. باسم محمد «شاب» يقول: منذ الصغر وأنا أمارس اللعب بالطماش وقد أصحبت عادة من الصعب نسيانها أو التخلي عنها.. وعن ازعاجة للنائمين يقول ليس حراماً هم يناموا وأنا أجلس بدون نوم! أي منطق هذا الذي يحتم علينا الانتقام من الأبرياء بسبب أفعال تكون ناتجة عن تقصير منا.. باسم لم ينام وسعى لأن يوقظ النائمين في منازلهم.. باشعال فتائل الطماش والرمي بها أمام منازل أناس تكتظ بالصغار وليس بعيداً أنها لاتخلوا من الأمراض.. أهم شيء فرحتنا! نشوان محمد شاب آخر يقول: الطماش يعني الفرح والهيصة...لذا نحن نعبر عن فرحتنا الكبيرة بالعيد وبرمضان «بالقريح» ولايهمنا نزعج الناس أولا..أهم شيء نفرح نحن. حفلات فرح ويختلف معه في الرأي أحمد محمد علي قائلاً:ليس من الصح أن نعبر عن فرحتنا «بالقريح» الذي يزعج الناس ولا نجنى منه شيئاً ..وبالإمكان أن نعبر عن فرحتنا بأشياء أخرى..كإقامة الحفلات أو أي شيء آخر..مضيفاً بإن «الطماش» لايسبب سوى ازعاج الأمنين في منازلهم..وأيضاً إصابة من يلعب بها بجروح دامية.. سمن عام إلى آخر وأصوات الألعاب النارية تزداد انتشاراً في فضاءات واسعة..مخلفة وراءها الكثير من الضحايا..والكثير من الفرح. يتساءل شباب ماالذي تبقى لأن نعبر به عن فرحنا الذي لايتكرر إلا مرة أو مرتين في السنة؟ ..فرحة العيد ورمضان وهما فرحة كبيرة بالنسبة لنا يهدر الشباب الكثير من الوقت والكثير من المال في سبيل الشراء واللعب «بالطماش» وقد بسبب لهم ذلك الكثير من المتاعب. تعبير مغاير للفرح قديماً كان الأطفال والشباب يحتفون بحلول رمضان بفوانيس الفرح..متجولين بها في أزقة الحارات ،وفي أودية القرية ومنازلها العامرة بالحياة..باحثين عن الفرح ويتسع لقلوبهم الكبيرة..باحثين ومعلنين عن سعادتهم برمضان الذي يأتي حاملاً معه الكثير من الحياة الكثير من الحب. اليوم غدا الأمر مغايراً..أصبح كثير من الشباب والأطفال يحتفون برمضان بطريقة «أكثر عصرنة» وأكثر ازعاجاً..ينثرون ألعابهم النارية على كل مداخل الحارات..وفي وسطها..غدا الإزعاج دليل فرح اليوم الأمور تبدو سيئة كماهي أكثر وضوحاً وتجلياً الآن. الساعة السادسة صباحاً وبعض الأصوات تأتي معلنة بدء يوم فرح جديد..يوم رمضاني يضبح بأصوات الأعيرة النارية التي تدوي أصواتها في آذان الكثيرين.