افتتح السفير اليمني في باريس/أمير العيدروس بصالة "غاليري فيالار" بمبنى السفارة معرضاً للفنانة التشكيلية اليمنية/فاطمة باعظيم، واحتوى المعرض الذي يحمل تسمية (سنتيمتر) عدداً من الأعمال التشكيلية الحديثة التي تحكي تفاصيل الحياة اليومية عن المجتمع والطبيعة والحضارة اليمنية من خلال النقوش والخطوط بألوانها الزاهية. وتأتي تسمية المعرض من فكرة الفنانة التي تعتقد أن كل شيء في الحياة له قياس كالفرح والحزن والذكرى، هذا المعرض هو الشخصي التاسع لفاطمة باعظيم، وقدمت فيه خمساً وأربعين لوحة متنوعة من خاماتها ما بين كولاج 'قصاصات الورق' واكريليك، وأجادت في التعبير عن أفكارها باستخدام هذه الخامات؛ ولكن الهاجس المسيطر والكامن في وعيها هو القياس، لذا كان اختيار اسم 'سنتيمتر' ودلالة القياس عند باعظيم لا تقف عند المفهوم الرياضي الهندسي التقليدي؛ بل أخذت في هذا المعرض شكلاً آخر جديداً وفريداً فامتد القياس ليشمل كل شيء كالتراث والعادات والتقاليد والأفراح والأحزان وغيرها من الأنشطة الإنسانية العديدة .. والفكرة أو الرسالة التي تحاول باعظيم تقديمها من خلال معرضها التاسع هو أن كل شيء قابل للقياس، وأن ال'سنتيمتر' هو مقياس للحياة وليس مقياساً هندسياً فقط بكل أنشطتها ومجالاتها الإنسانية منها وغير الإنسانية، لذا كان اختيار الكولاج عاملاً حاسماً في توصيل رسالة القياس في لوحاتها.. وللتراث حال في لوحات باعظيم وله حضوره المتميز، ولا تنسى باعظيم أن تشتبك مع قضايا المرأة في المجتمع البدوي عموماً.. هذه القضايا الساكنة في وعي باعظيم لذا كان الاهتمام بالزي النسوي والنقوش والخطوط.. وللصمت حضوره أيضاً في لوحات الفنانة، لكن هذا الصمت إحدى آليات الكشف عن الجمال في لوحة باعظيم، وللصمت أيضاً أهمية في مقاربة وملامسة الفكرة الساكنة في اللوحة.. ولإيقاع الألوان أحد الجوانب التي تتميز بها لوحات باعظيم كاشفة عن جوانب جمالية.