لو كان للمشترك وزن في الشارع لحصد الأصوات في الانتخابات الرئاسية سنحاكم من رفعوا شعارات معادية للوحدة طبقاً للقانون الاشتراكي شريك أساسي في الوحدة لكن بعض قياداته خدعته أحزاب «اللقاء المشترك» انهزموا في الانتخابات الرئاسية وسينهزمون مرة أخرى نتيجة تحريضهم غير المسؤول للشارع اليمن مستقر وآمن وموحد ولا توجد هناك أية مشكلة الاحتقانات موجودة في رؤوس قيادات تأزمت نتيجة فقدان مصالحها عملنا مؤسسي.. والشعب صوّت بالأغلبية للمؤتمر والرئيس الوحدة محمية بإرادة الشعب وعُمّدت بدماء زكية في عام 94م إذا كانت أحزاب المعارضة متأكدة من استلام السلطة فلماذا يخافون التوريث؟ التعديلات الدستورية تضمنها برنامجي الانتخابي.. والجديد فيها تحويل النظام من (برلماني - رئاسي) إلى (رئاسي كامل) نحن ضد الاحتلال الإسرائيلي والجدار العازل وضد التدخل في الشأن الصومالي التشكيلات القبلية لن تؤثر لأن الشعب تأطر بالتعددية السياسية ولن نعترف بها مادامت خارج الدستور والقانونصنعاء/سبأ.. {.. أكد فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أن المقترحات التي أعلنها مؤخراً بشأن اجراء تعديلات دستورية جاءت ترجمة لما ورد بهذا الشأن في برنامجه الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة الشعب خلال الانتخابات الرئاسية في العشرين من سبتمبر من العام الماضي. وأوضح الأخ الرئيس في مقابلة مع قناة “الجزيرة” الفضائية بثتها مساء أمس أن الشيء الجديد الذي تضمنته هذه المبادرة هو تحويل شكل النظام السياسي من نظام برلماني - رئاسي إلى نظام رئاسي. وأكد فخامته أن هذه المقترحات مطروحة للحوار مع الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والسلطة المحلية والبرلمان. وقال: «في نهاية المطاف سنستشف رأي الأغلبية وسنجري التعديلات التي تشمل أكثر من مادة في الدستور، ليس فقط النظام الرئاسي أو نظام الغرفتين البرلمانية والشوروية.. بل أيضاً توسيع صلاحيات السلطة المحلية والانتقال إلى الحكم المحلي». وفي رده على سؤال بشأن موقف أحزاب المعارضة التي ترى في هذه المبادرة التفافاً على حوار قائم، قال فخامة رئيس الجمهورية: «هذا شأنهم، فهم يريدون إصلاح النظام الانتخابي، ويريدون نضاماً برلمانياً ونظام القائمة النسبية للبرلمان، ووجهة نظرهم هذه تضمنها برنامجهم الانتخابي، وقد طرحت للشعب خلال الانتخابات الرئاسية وحصلوا على 21 في المائة، فيما حصلنا ببرنامجنا الانتخابي على 77 بالمائة، ونحن مسئولون أمام الشعب، وعلينا أن نفي له بالتزاماتنا التي تضمنها برنامجنا الانتخابي». وأشار الأخ الرئيس إلى أن خطوات عدة أنجزت على صعيد ترجمة أهداف البرنامج الانتخابي، وفي مقدمة ذلك الأهداف ذات الصلة بمكافحة الفساد، سواء من خلال إحالة العديد من المخالفين إلى نيابة الأموال العامة، أو تعزيز استقلالية القضاء، وإنشاء هيئة مكافحة الفساد، وإنشاء لجنة عليا للمزايدات والمناقصات، والتي تعد من الأهداف الرئيسة في البرنامج.. أما بقية الأهداف فهي الآن في طريقها للتنفيذ سواء توسيع صلاحيات السلطة المحلية وإنشاء حكم محلي، أو إنشاء غرفتين لمجلسي النواب والشورى، بالتساوي بين كل المحافظات. وبشأن الجديد في جهود إنهاء فتنة التمرد في صعدة .. قال الأخ الرئيس: «نحن علقنا العمليات العسكرية من أجل إتاحة فرصة لمساعي الإخوة في قطر لإقناع الحوثيين للتسليم بالنقاط، وتطبيق الاتفاق الذي تم بحثه بيننا وبين قطر، وإذا التزموا به فلن تعود العمليات العسكرية أو تستأنف، ولن يكون هناك أي حوار مع المتمردين، وليس أمامهم إلا الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين الإخوة في قطر». ولفت إلى أن علاقات اليمن مع كل من ليبيا وإيران استؤنفت؛ وعاد سفيرا اليمن إلى كل من طرابلس وطهران، وقال: «كان هناك نوع من العتب في إطار معلومات كانت لدينا عبّرنا عن وجهة نظرنا وأخبرناهم بالطرق الدبلوماسية، وتم التواصل معهم، وتم حل تلك الإشكالات، وإن شاء الله لن تعود مرة أخرى». ونفى الأخ الرئيس ما ادعته بعض وسائل الإعلام عن وجود أزمة في العلاقات اليمنية - السعودية.. مشيراً إلى أن تأجيل اجتماع مجلس التنسيق اليمني السعودي الذي كان مقرراً انعقاده في جدة أواخر شهر رمضان الكريم، يرجع إلى ظروف الإخوة في المملكة في رمضان، والتي لم تسمح لهم بأن يستقبلوا الوافدين.. نظراً لأدائهم مناسك العمرة، فطلبوا تأجيل الاجتماع إلى الثامن من شهر شوال القادم. نص المقابلة: .. الجزيرة : سيدي الرئيس.. لو بدأنا بالمبادرة التي طرحتموها مؤخراً من أجل نظام سياسي جديد في البلد وإجراء تعديلات دستورية وخطوطها العامة التي تمثلت في نظام رئاسي في البلاد مع غرفتين للسلطة التشريعية مع تخفيض مدة الرئاسة من سبع سنوات إلى خمس سنوات، وغير ذلك من التفاصيل.. لماذا هذه المبادرة؟ {.. الرئيس : أولاً هي ليست مبادرة، هذه تضمنها البرنامج الانتخابي للانتخابات الرئاسية في ال20 من سبتمبر من العام الماضي.. الشيء الجديد هو تحويل شكل النظام من نظام برلماني - رئاسي إلى نظام رئاسي، هذا هو الشيء الجديد.. وتخفيض مدة الرئاسة من سبع سنوات إلى خمس سنوات، لأنني كنت متمسكاً بهذا الرأي عندما مددنا لمجلس النواب ست سنوات من أجل تخفيض النفقات.. ومجلس النواب قام بالتمديد للرئيس سبع سنوات، أنا كنت ضد هذا المبدأ، الآن نعيدها مرة أخرى إلى خمس سنوات.. إنما الشيء الجديد هو النظام الرئاسي بدلاً من النظام الرئاسي - البرلماني. .. الجزيرة : عفواً سيدي الرئيس.. حتى النظام البرلماني - الرئاسي كانت الأولوية للرئيس أصلاً.. اليمن كأغلب الدول العربية الكلمة الأولى للرئيس.. فما بالك بالنظام الرئاسي..؟ {.. الرئيس : يصبح (الخط) مطلقاً، وبعض الصلاحيات أوسع.. لأنه حتى الآن الشعب اليمني لا يعفي الرئيس من كل صغيرة وكبيرة، يُحمّل الرئيس كل المسئولية، فهو يتحملها، وهو المسئول أمام الشعب، وهو مسئول أمام مؤسسات الدولة، بدلاً من ضياع الوقت ما بين النظام الرئاسي - البرلماني.. نحن كنا موافقين على النظام البرلماني - الرئاسي وهو شكل جيد وممتاز، وهذا موجود في فرنسا وكثير من الدول أخذت بهذا الخيار، لكن طبيعة الحال المعارضة عندنا وغير المعارضة كل صغيرة وكبيرة يتحملها الرئيس، إذا ارتفعت أسعار الطماطم، أو إذا ارتفع سعر القمح، وارتفع سعر السكر، كل ذلك يحمّلون الرئيس مسؤوليته ولا يخاطبون الحكومة، وإذا أخذنا بهذه المبادرة، فالشيء الجديد فيها هو النظام الرئاسي، وهذه مسألة مطروحة للحوار.. هي مطروحة للحوار مع الأحزاب السياسية والتنظيمات ومنظمات المجتمع المدني، وإلى البرلمان وإلى السلطة المحلية، ويجرى عليها حوار وفي نهاية المطاف سنستشف رأي الأغلبية، وبالتالي سنجري التعديلات أكثر من نقطة أو أكثر من محطة ليس هي النظام الرئاسي أو الغرفتين البرلمانية والشوروية، بل أيضاً توسيع صلاحيات السلطة المحلية والانتقال إلى حكم محلي، وهذه جاءت كلها في البرنامج الانتخابي، أما الشيء الجديد فهو تحويل النظام من نظام برلماني - رئاسي إلى رئاسي. .. الجزيرة : المعارضة تعتبر أن هذه المبادرة أو المشروع هو نوع من الالتفاف على حوار أصلاً قائم الآن، وقطع خطوات بين اللقاء المشترك والحزب الحاكم، وكأنما في هذه المبادرة تجهضوا حواراً أصلا تقدم خطوات؟ {.. الرئيس : أولاً نحن الذين نحاور.. لن نتحاور معهم حول ما يريدون هم، فهذه وجهة نظرهم تضمنها برنامجهم الانتخابي، فهم يريدون إصلاح النظام الانتخابي، ويريدون نظاماً برلمانياً ونظام القائمة النسبية للبرلمان، هذا شأنهم وقد طرحت للشعب خلال الانتخابات الرئاسية وحصلوا هم على 21 في المائة وحصلنا على 77 في المائة، ونحن مسئولون أمام الشعب لابد أن نوفي بالتزاماتنا في البرنامج الانتخابي.. وتلك وجهة نظرهم، أنت لا تستطيع تفرض وجهة نظرك عليّ ولا أقدر أفرض وجهة نظري على الآخر إلا في إطار وفاق واتفاق، إذا تحاور الناس يصلون إلى نقاط اتفاق، وبعض نقط الاتفاق موجودة.. الخلاف يأتي في التفاصيل، والشيطان يأتي هنا، الشيطان يأتي عندما يدخل الناس بالتفاصيل.. هناك نقاط متفق عليها.. نحن دعوناهم لحوار، تعالوا اجلسوا معنا، اسمعوا منا.. هم ارتكبوا خطأً فادحاً عندما لم يحضروا اللقاء وكانوا يعتقدون أن الشارع في أيديهم، وهذا يسبب لهم مشاكل، لقد دخلوا واهمين في الانتخابات الرئاسية معتقدين بأنهم سيكسبون الشارع، وأن الشارع معهم، وكانت هزيمة كبيرة بالنسبة لهم.. كذلك اليوم سينهزمون مرة أخرى نتيجة تحريضهم غير المسؤول للشارع واستغلال بعض الظروف، مثلاً استغلال ارتفاع أسعار القمح في العالم.. والشارع يدرك حقيقة هذا الأمر ويعرف أن أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية محلياً يرجع إلى ارتفاعها في الأسواق العالمية.. ورغم ذلك تلك القيادات ركبت موجة المتقاعدين لتحصل مشكلة، مع أنه قد تم معالجة أوضاع المتقاعدين، وإذا بقي هناك أي أشخاص من الذين ينادون بتسوية أوضاعهم من المتقاعدين يتم معالجة أوضاعهم، والآن أصبحت المسألة سياسية. .. الجزيرة : تعتبرها حُلّت؟ {.. الرئيس : طبعاً. .. الجزيرة : لأننا هناك الآن في حديث أن ما جرى هو عملية ترقيع وليست عملية معالجة نهائية؟ {.. الرئيس : نحن احتسبنا للعناصر التي تقاعدت بعد حرب صيف 94م حسبنا لهم فترة الانقطاع من 1994م إلى 2007م وجاءت لهم فترة الانقطاع ما يسمى باستحقاقاتهم للترقيات، احتسبناها لهم، حلّينا مشكلة الذين تقاعدوا بناءً على طلب منهم، هم فكروا أنه على ما كان يجرى في الماضي التشطيري أنه بعد الحرب يمكن يكون هناك في تصفيات فحبذوا أن يتقاعدوا بناءً على طلبهم فتقاعدوا بحسب طلبهم واستمرت الفترة 13 سنة. .. الجزيرة : ولكن لماذا لم تعالجوها من قبل حتى لا تصل إلى الشارع أو إلى المظاهرات ورفع الشعارات؟ {.. الرئيس : أتحدث لك بأنه لم تكن هناك مشكلة، كثير منهم تقاعدوا بناءً على طلب منهم بعد حرب 94 خوفاً من التصفيات الجسدية كما تعودوا في جنوب الوطن بعد كل صدام أو خلاف أو حروب أو خلاف، داخل الحزب تحصل تصفيات أيام قحطان وأيام سالم ربيع علي، أيام علي ناصر وعبدالفتاح إسماعيل، يعني كانت تحصل تصفيات بالبطائق، فكثير منهم حبذوا أن يذهبوا للتقاعد، والبعض منهم انقطعوا.. شاهدوا الأمور هدأت والأمور مستتبة بدأوا يتراجعون.. إننا تقاعدنا بطريقة غير قانونية.. قلنا: الذين تقاعدوا بطريقة غير قانونية على الرغم من وجود طلب مكتوب منه ارجعوه إلى الخدمة، ومن انقطع يعود.. احتسبوا لهم فترة الانقطاع من 94 بناءً على طلبهم.. الآن انتهت القضية تقريباً.. ولكن البعض أراد أن يسيّس تلك القضايا. .. الجزيرة : إذاً لماذا لم يعالجوها من عام 94م؟ {.. الرئيس : هي كانت معالجة من خرج خرج عن قناعة، فالآن عالجنا قضية المتقاعدين، يبقى أشخاص لهم اتصالات.. وهناك بعض عناصر في الخارج يؤججوا الشارع باسم تضجيج مناطقي غير مقبول، ويعتقدون أنهم يحركون الشارع في المحافظات الجنوبية.. الشارع ليس معهم. .. الجزيرة : سيدي الرئيس ولكن المظاهرات الكبيرة؟ {.. الرئيس : هم يختارون الأسواق. .. الجزيرة : لا يمكن أن تؤجج شيئاً إذا لم تكن هناك أرضية؟ {.. الرئيس : هم يتحركون في الأسواق محل التجمعات السكانية في الأسواق يختارونها تماماً، يكون معهم 400 أو 500 أو 300 شخص، من دون شك أن لديهم عناصر موتورة، عناصر مأزومة بطبيعة الحال، وعناصر حزبية من اللقاء المشترك التي تركب الموجة، ما من شك هؤلاء الذين يركبون الموجة والذين تتحدث عنهم مستغلين غلاء الأسعار. .. الجزيرة : هناك مشكلة المتقاعدين ومشكلة الأراضي، هل هناك عناصر وراءها؟ {.. الرئيس : لا.. هناك أفراد من الجيش الذين كانوا مع الوحدة، وأفراد كانوا ضد الوحدة، فحصل أن منحت أراضٍ بعد حرب 1994م، نتجت المشكلة عندما منحت أراضٍ لمن وقفوا مع الوحدة، فحصل نزاع حول بعضها، ولكننا عالجنا مشكلة الأراضي، وقلنا: إنه يجب أن كل الناس تعطى لهم أراضٍ، الذين كانوا ضد الوحدة والذين وقفوا في صف الوحدة في حرب 94م ووقفوا مع الشرعية الدستورية، وعالجنا المشكلة، ونزلت لجان برئاسة نائب الرئيس وعدد من الوزراء لمعالجة هذا الأمر، وتعتبر المشكلة منتهية. .. الجزيرة : بغض النظر عن التفاصيل؟ {.. الرئيس : هذه التفاصيل ضرورية من أجل أن نوضح للمستمع والمشاهد، ونخرس ألسنة المتسببين والراكبين للموجة بهدف إيجاد تصدع داخل الوحدة وإظهار اليمن أمام العالم، كأن هناك شيئاً سيحدث فيها.. والواقع أن اليمن مستقر وآمن وموحد ولا توجد هناك أية مشكلة. .. الجزيرة : بغض النظر عن هذه التفاصيل، الأحداث التي جاءت على خلفية يصفها الكثير من اليمنيين بأنها أجواء احتقان.. نتيجة قضايا الغلاء والفساد وعدم الديمقراطية؟ {.. الرئيس : أسألك سؤالاً كصحفي.. كيف تقول ذلك، وهذا الذي تتابعه هو قمة الديمقراطية أم أنها غير ديمقراطية.. الاعتصامات قمة الديمقراطية، والمقالات الصحفية قمة الديمقراطية، هل تريد معرفة أين تكمن الاحتقانات، ولماذا؟ الاحتقانات لدى الحزب الاشتراكي الذي خرج من السلطة بعد أن كان شريكاً ووقّع على الوحدة، ثم أعلن الحرب في 94م، وأقصي من السلطة، لذا هو يعاني من الاحتقان.. أما الاحتقان في الإصلاح فيعود إلى أن الإصلاح كان معنا في الائتلاف الحكومي ثم خرج منه نتيجة هزيمته في الانتخابات البرلمانية والمحلية والرئاسية، وكذا لضم المعاهد العلمية إلى الدولة، بعد أن كان هناك تعليم عام يتبع التربية والتعليم؛ وتعليم المعاهد العلمية بطريقة المعاهد العلمية.. إذاً هذا احتقان في رؤوس قيادات تأزّمت نتيجة فقدان مصالحها وخروجها من السلطة سواء من الاشتراكيين أم من الإصلاح. والمحطة الثالثة احتقان الناصريين.. لماذا دخلوا في هذه الموجة؟ هم قاموا بمحاولة انقلابية فاشلة في عام 78م.. أما بالنسبة لاتحاد القوى الشعبية فهو اسم بلا جسم، وهم مجموعة أشخاص، دون ذكر أسمائهم، عارضوا الثورة منذ بدايتها، وعارضوا النظام الجمهوري، وكانوا حتى معارضين لما يسمى بالنظام الإمامي الملكي، وهم يريدون ركوب الموجة، فقالوا: نحن نشكل القوى الثالثة، ننشئ دولة إسلامية لا جمهورية ولا ملكية، وكل هذه الأحزاب تشكل تكتل اللقاء المشترك.. وأزماتهم أزمة واحدة.. وهي فقدان السلطة.. الإصلاح فقد السلطة والمعاهد.. الاشتراكي خرج بسبب تصرفات بعض قياداته التي استلمت ثمن شهداء وجرحى الحرب والإضرار بالاقتصاد الوطني وخرج من السلطة.. إذاً من حقهم يشكلون هذه المعارضة فقط.. والشعب في حقيقة الأمر يدرك أهدافهم، فالشعب اليمني الذي يصل عدد أبنائه إلى 22 مليون شخص، يحلّل ويقرأ ويعرف أين تكمن مصلحته، ولو كان لدى تلك الأحزاب برنامج وفيهم خير للوطن، لكان الشعب صوّت لهم في ال20 من سبتمبر من العام الماضي في الانتخابات الرئاسية والمحلية، في الوقت الذي كنتُ أنا لا أريد دخول الانتخابات الرئاسية.. لكن لظروف عدم تهيؤ القيادات البديلة لا في المشترك ولا في المؤتمر، المؤتمر لم يصدق، والمشترك لم يصدق.. واضطرينا أن ندخل الانتخابات. .. الجزيرة : اسمح لي فخامة الرئيس.. منذ البداية تتحدث كأن كل ما يجرى في البلد نتيجته سوء تصرف هذه الجهة أو بعض الأطراف؟ {.. الرئيس : نتيجة لاحتقان المحتقنين لخروجهم من السلطة. .. الجزيرة : سيدي الرئيس.. سأعطيك بعض الأمثلة داخل الحزب الحاكم نفسه، عندما يأتي نائب وقيادي من الحزب الحاكم نفسه مثل ياسر العواضي ويطالب تسليم السلطة للمؤتمر الشعبي، ويعتبر أن السلطة ليست بيد المؤتمر، وأن هناك حزباً غير معلن يقوده الرئيس، وكذا الميسري.. فهل هناك أزمة حتى...؟ {.. الرئيس : الذين سمعت أصواتهم من المؤتمر وغيرهم هم يعتقدون أن الخلاف بيننا والمشترك، وعلى وجه الخصوص الإصلاح، بأنه مناورة وأن هناك أجندة مع الإصلاح، لكن هذا انتهى بخروج الإصلاح، في حين مازال المؤتمر بالسلطة، فهؤلاء يعتقدون أن الإصلاح مازال له تأثير ومازال له وجود في المؤتمر، هذا على ما أعتقد، وإذا افترضنا هكذا. .. الجزيرة : ولكنهم يقولون إن المؤتمر مهمش، وأن الرئيس مع مجموعة مقربة هي التي تحكم..؟ {.. الرئيس : عملنا عمل مؤسسي.. لدينا البرلمان وفيه أغلبية للمؤتمر، والسلطة المحلية كذلك، والشعب صوّت بأغلبية للمؤتمر، وصوّت للرئيس. .. الجزيرة : الشعب صوّت للرئيس بناءً على مشروع انتخابي يقال إنه لم يمضِ به قدماً.. الرئيس تحدث في آخر مقابلة مع صحيفة الوسط عن الفساد ومقارعته، وقلتم: لن أكون مظلة للفاسدين.. وتحدثت عن إنشاء هيئة لمكافحة الفساد، وقد التقيت بأعضاء الهيئة، وقلت لهم بأن يتحروا من قمة هرم السلطة إلى الأدنى.. إذاً الحديث عن محاربة الفساد واضح، لكن لم يحاكم فاسد بل العكس، تبدو الأمور وكأن شيئاً لم يكن؟ {.. الرئيس : أولاً: نحن نعتبر أن البلد ديمقراطي وشمعة مضيئة في المنطقة، وأي بلد ديمقراطي الحديث فيه عن الفساد أكثر مما هو في الواقع حقيقة.. لأن هناك ديمقراطية.. ففي البلدان غير الديمقراطية لا أحد يستطيع أن يتحدث عن الفساد.. وجهودنا متواصلة لمكافحة الفساد، فقد تم إحالة العديد من المخالفين إلى نيابة الأموال العامة.. ولا يمكن إدانتهم إلا في ضوء ما يقرره القضاء.. رغم أن هناك العديد من مرتكبي المخالفات بالعشرات والعشرينات من مختلف مؤسسات الدولة أُحيلوا للمحاكمة، وباستطاعتك أن تأخذ هذه المعلومات من نيابة الأموال العامة. أما القول إن البرنامج الانتخابي للرئيس لم ينفذ.. فهذا كلام غير صحيح، فقد قطعنا خطوات مهمة؛ لتعزيز استقلالية القضاء، وإنشاء هيئة مكافحة الفساد، وإنشاء لجنة عليا للمزايدات والمناقصات، وهي كانت من الأهداف الرئيسة التي تضمنها البرنامج الانتخابي.. أما البقية فهي الآن في طريقها للتنفيذ سواء توسيع صلاحيات السلطة المحلية، وإنشاء حكم محلي، وإنشاء غرفتين لمجلس النواب والشورى بالتساوي بين كل المحافظات، كل هذه كانت ضمن الوعود، هناك ما تحقق والبقية في طريقه للتنفيذ.. ولكن لا أستطيع أن أقول: هذا فاسد إلا بناءً على أدلة، وهيئة مكافحة الفساد هي من تدين وليس أنا. .. الجزيرة : بعض القضايا خرجت إلى البرلمان ولم يحكم عليها، مثلاً محمد عبدالإله القاضي هو عضو مجلس نواب، وهو قريب من السلطة، حمّلكم عدم محاسبة الفاسدين؟ {.. الرئيس : هو الولد صرّح لمصالحه الخاصة.. وهو إذا كان حمّل الرئيس، صح هو كان أصله من الأشخاص الذين كانوا في لجنة التنمية والنفط، ومن الذين كانوا يسعون لأخذ وكالات لبعض الشركات، طبعاً عنده خبره، فهو ولد مثالي، ودفعوا به بأن يتكلم، دفعوا به لأنه محسوب على السلطة، وهو يريد أن يتنصل لأنه لم يحصل على جزء من الكعكة، وعلى كل حال إذا كان لديه شيء يطرحه في مجلس النواب ويقدم الأدلة، ونحن نأخذ برأيه. .. الجزيرة : مسألة أخرى سيدي الرئيس.. الكل مثلما ذكرتم يحمّلون الرئيس مسؤولية ارتفاع الأسعار رغم أنها ظاهرة عالمية، لكن هناك من يرى أن القمح زاد بنسبة 100 في المائة، ولولا بعض الطبقة من التجار القريبين من السلطة لما حصلت هذه الموجة من الغلاء؟ {.. الرئيس : حتى أنت تقول بأنهم من التجار القريبين من السلطة، يعني كل الناس قريبون من السلطة، واحد فاسد قريب من السلطة، تاجر قريب من السلطة، أي فاسد قريب من السلطة، إذاً من يقود البلاد؟.. ما شاء الله، إن الفساد والغلاء وغيره كله مسؤولة عنه السلطة.. نحن بلد مؤسسي ديمقراطي لا أحد يقدر يحكم وحده.. وهناك سلطات رقابية تتمثل بمجلس النواب والسلطة المحلية وغيرها من المؤسسات. .. الجزيرة : هناك أصوات ترتفع خوفاً على الوحدة، والبعض يقول: سنلجأ إلى السلاح لحماية الوحدة.. هل هناك خطر يحدق بالوحدة؟ {.. الرئيس : أولاً: الوحدة محميّة بإرادة الشعب اليمني، والوحدة تحققت بإرادة الشعب، وعُمّدت بدماء زكية في عام 94م عندما حاول البعض الانفصال واستلموا ثمن دماء الشهداء.. فالوحدة لا خوف عليها، فإذا طرأت مؤامرة خارجية أو لعبة دولية في المنطقة.. فالمنطقة تغلي وكل واحد عنده تصفية حسابات هنا أو هناك.. ونحن ليس لدينا خلافات مع جيراننا ولا مع الآخرين، ولكن إذا فيه لعبة دولية في العراق وإيران وفلسطين، نحن في اليمن لنا موقف حول ضرورة قيام دولة فلسطينية، نحن ضد الاحتلال، ضد الجدار العازل، ومع عودة الفلسطينيين المهجّرين، وهذا موقف يبدو أن كثيراً من الدول لا يعجبها. .. الجزيرة : بعض الدول ربما تذكي خلافات، أو شيء من هذا القبيل، وربما أن منها ما يجرى في المحافظات الجنوبية؟ {.. الرئيس : دعني أكمل لك.. نحن نقول: إن صوت اليمن مرفوع، نحن ضد الجدار العازل، وضد الخلاف بين حماس وفتح، ومع قيام الدولة الفلسطينية على أراضي 67م، وهذا الصوت اليمني لا يعجب ربما كثير من الدول، نحن ضد احتلال العراق من أول وهلة، ونحن ضد إيجاد بؤر توتر جديدة بين الأسرة الدولية وإيران، إيران دولة إسلامية، وقد تحدثنا في هذا الأمر، وقلنا: إيران من حقها أن تمتلك التكنولوجيا النووية السلمية، ولكن ليس من حقها امتلاك السلاح النووي، ويجب أن تكون المنطقة خالية من جميع الأسلحة النووية، وهذا الصوت لا يعجب البعض، وربما تحصل مثل هذه التصرفات وتغذية لبعض الأفكار، ولكن لكل حدث حديث. .. الجزيرة : سيادة الرئيس.. هناك قضية تُطرح باستمرار في اليمن، السؤال معروف والإجابة معروفة ومع ذلك يستمر، وهو قضية التوريث، لماذا السؤال يتكرر وإجاباتكم تتكرر ومع ذلك القضية تستمر.. ما القصة؟ {.. الرئيس : طيب إذا كانوا الآن يؤججون الشارع، ويقولون: إنهم سوف يستلمون الحكم عن طريق النظام البرلماني والرئاسي، فكيف يخافون أن يكون هناك توريث، ومن أية زاوية سيأتي التوريث؟ إذا كانوا هم مهيئين لاستلام السلطة مثلما قالوا فكيف سيأتي التوريث؟ .. الجزيرة : هم يتحدثون على حساباتكم وليس عن حساباتهم، إذا قالوا بأنهم مستعدون لتسليم السلطة مسألة أخرى، لكنهم يتحدثون عن نية لدى الرئيس؟ {.. الرئيس : دعنا نبقى عند هذه المحطة، إذا كانوا جاهزين لاستلام السلطة فلماذا إذاً نتحدث عن توريث السلطة؟ خلاص انتهى الموقف. .. الجزيرة : بالنسبة لموضوع (التوريث) أشرنا في بداية اللقاء عن المدتين الرئاسيتين، المدة الرئاسية صارت 5 سنوات، البعض يتحدث الآن أن القضية في اليمن الآن ليست التوريث وإنما التمديد، وأن الرئيس/علي عبدالله صالح ما زال أمامه ست سنوات، ومع ذلك المشروع الذي قدمه لتخفيض المدة الرئاسية أنه ما مضى قد مضى وعلينا أن نبدأ من جديد، وبالتالي الرئيس نفسه 5 و5 ؟ {.. الرئيس : جميل، هذا رئيس ذكي لأنه يستطيع أن يمرر هذه الأشياء بكاملها، ما شاء الله. .. الجزيرة : يعني ليس هذا الغرض على الإطلاق؟ {.. الرئيس : لا .. طبعاً.. أنا ليس لدي هذا الغرض.. لكن ما دام قالوا هذا الكلام سيتم.. يتم إذا أرادوا. .. الجزيرة : سيدي الرئيس.. في فترة من الفترات قلتَ جملة شهيرة ولم يقلها أي رئيس دولة عربية؟ {.. الرئيس : وهي؟ .. الجزيرة : لقد سئمتُ الناس وسئموني، أو بهذا المعنى عندما أعلنتم أنكم لن تترشحوا.. هل تعتقدون أن جزءاً كبيراً من الحالة العامة في اليمن، جزء منها صحيح، شيء صحي كنقاش وجدل سياسي، ولكن جزءاً منه أيضاً تعبير عن أزمة، ألا تعتبر « سيدي الرئيس » الحكم لنفس الشخص لمدة طويلة الآن ما شاء الله قارب ال30 عاماً، والبعض يتهمكم أنكم ما زلتم ناويين إن شاء الله.. ألا تعتقدون أن هذا أيضاً جزء من المشكلة؟ {.. الرئيس : لماذا هذه الظاهرة في اليمن، ونتحدث عنها في اليمن؟ .. الجزيرة : اليمن وغير اليمن. {.. الرئيس : لماذا.. لماذا اليمن؟ أنا لا أريد أتحدث عن أي نظام عربي.. لماذا هذا الحقد والتركيز على اليمن؟ لأنه بلد ديمقراطي. .. الجزيرة : صحيح. {.. الرئيس : جميل.. هذا بلد ديمقراطي، إذاً نتحدث عنه كظاهرة إيجابية ونعمة من نعم الله. .. الجزيرة : ولكنك قلت بأن الناس ربما يكونون قد سئموك أو أنك سئمت الناس، خاصة وقد مضى على وجودك في السلطة ما يقارب 30 سنة؟ {.. الرئيس : أنا لم أسأم الناس، بل سئمت من يشاغلون الوطن.. أنا لم أسأم المواطنين ولن أسأمهم، أنا أعتز بشعبنا، لكن واحد يسأم المترددين والمتنفذين والمتمصلحين، والوجوه نفس الوجوه التي تكرر نفسها على السلطة، طيب أنا بالنسبة لي إذا كان الشعب يكرهني كان ما منحني ثقته، أنا تقدمت ببرنامج ولم أصعد على ظهر دبابة سعياً نحو الفوز بانقلاب عسكري، ولم ألجأ إلى تحريض الشارع، ولا عملت انتفاضة، ولا كسرت المحلات التجارية، ولا قطعت طريقاً حتى أبقى في السلطة، أنزلت بياناً سياسياً إلى الشعب والشعب منحني الثقة وأعطاني 77 بالمائة وأعطاني أكثر من 98 بالمائة للمجالس المحلية لبرنامجي.. إذاً هل أنا سئمت الشعب، والشعب سئمني؟ هذا رد واضح، لو كان الشعب قد سئمني لما أعطاني كل الأصوات، هذه واحدة، أما أنا لم أسأم شعبي، أنا أسأم المتنفذين والمتلونين والوجوه التي عرفناها، والتي ليس فيها خير لهذا الوطن، بل تبحث عن مصالحها وفعلاً الواحد يسأمها. .. الجزيرة : فترات عديدة كانت هناك مراحل تحالفتم فيها مع الإصلاح، وهناك مراحل تحالفتم فيها مع الاشتراكي، الآن هناك حديث بأن الرئيس/علي عبدالله صالح وحزبه تقريباً في مواجهة الجميع.. لا الإصلاح معهم، ولا الاشتراكي معهم، ولا أحد معهم؟ {.. الرئيس : هذا شيء جميل. .. الجزيرة :ومع ذلك هم ينكرون وجود أزمة. {.. الرئيس : جميل أننا حزب لوحده، وحُظي بثقة الشعب في السلطة الرئاسية والمحلية، معنى هذا أنه حزب قوي.. كيف هذه الأحزاب لم تشكل ثقلاً.. سواء كان الإصلاح أم الاشتراكي أم الناصري أو اتحاد القوى الشعبية، اذاً لو كان لهؤلاء وزن في الشارع لكانت حصدت الأصوت في الانتخابات الرئاسية أو المحلية، ولكن ليس لديها ثقل.. يعني مثلاً نحن كنا متحالفين مع الإصلاح ضد الانفصال، هذا سؤال وجواب على الإصلاح.. الإصلاح وقف إلى جانب الشرعية، وقف ضد الانفصال، اليوم يطالب من ضمن برنامجه ضمن أطروحاته معالجة آثار حرب صيف 94 وهو كان شريكاً أساسياً فيها، وربما إذا كانت هناك أخطاء ربما يكون هو من ارتكبها وجيّرها على ظهر السلطة.. أما الاشتراكي فكان حليفياً في الوحدة، ودخل معي في الوحدة، وهو شريك أساسي في الوحدة في الوقت الذي كان في الإصلاح معارضون للوحدة وضد الوحدة بسبب المادة الثالثة من الدستور والتي تقول بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس وليس الوحيد، فهذا كان محل خلاف مع الإصلاح الذي وقف معنا فيما بعد ضد محاولة الانفصال، وقلنا: موقف طيب وباهر، وحتى عندما خضنا الانتخابات المحلية والرئاسية كان معظم كوادر الإصلاح معنا، ومعظم قيادات الأحزاب وكوادر الإصلاح مازالوا معنا، والإصلاح شكل رقماً لأنه ليست جميع قياداته متأزمة وإنما بعض القيادات فقط.. أما الاشتراكي فهو شريك أساسي في الوحدة، لكن خدعته بعض القيادات، وليس كل القيادات الاشتراكية انفصالية، وإنما بعض قياداته، وهي متروكة الآن وغير قادرة على أن تعود للداخل رغم أننا عفونا عنها وألغينا الأحكام الصادرة بحقها، لكنها غير قادرة أن تعود للداخل، لأنها تشعر ألا أحد سيستقبلها، ولا أحد يقبل بها لكونها استلمت مليارات من الدولارات والآن تستثمرها في سويسرا وفي بريطانيا وفي الشارقة ودبي وفي الكثير من البلدان على حساب كذا شهيد وكذا جريح وكذا معوق، وهم لا يؤمنون على سلامة حياتهم رغم قرار العفو العام الذي أصدرناه لإغلاق ملف أحداث 94م، وتم إغلاق الملف بالفعل، إلا أن ضمائر تلك القيادات يمكن لا تزال تؤنبهم، ولذا فهم يقولون: كيف نعود؟ ونحن خُنّا الشعب، وعملنا أزمة، وضربنا صورايخ الإسكود، وضربنا العاصمة، وقتلنا الأبرياء، ودمرنا الاقتصاد الوطني، والآن كيف يعود؟ .. الجزيرة : سيادة الرئيس.. البعض منهم رُفعت صورهم في المظاهرات في المحافظات الجنوبية، مثلاً علي ناصر محمد هل هذا يزعجكم؟ {.. الرئيس : علي ناصر وحدوي، وهو مع الوحدة.. بالتأكيد أن هناك مخلفات للعناصر التي استخدمت المدفع والطيارة في وجه الوحدة، أكيد سترفع صور حيدر العطاس أو علي سالم البيض، ليس هناك مشكلة، لكن ما هو رد الفعل في الدولة، هل حبسناهم، هل انتقمنا منهم؟ أبداً، قلنا تظاهروا، المهم أننا نقول لهم تظاهروا في إطار الدستور والقانون، لا عنف، لا إرهاب، الدستور كفل لك أن تعبر عن وجهة نظرك، لا تمس بالوحدة الوطنية، وأكيد بعضهم مسجونون الآن على ذمة المظاهرات، وهم من الذين رفعوا شعارات معادية للوحدة وبالتأكيد هؤلاء لا بد أن يحاكموا طبقاً للدستور والقانون. .. الجزيرة : الآن في علاقتكم مع المعارضة واضح أنا هناك أزمة أو خصومة؟ {.. الرئيس : لا.. لا يوجد.. الصحيح لازم تكون المعارضة معارضة، ويكون هناك معارضة وسلطة، وهذا ليس محل نقاش، والتذبذب بين البين غير مقبول لأنهم كانوا يخدعون الشعب، فعندما نتحدث في الغرف المغلقة يكون شيئاً، ونجدهم يعملون في الشارع شيئاً آخر، فلابد أن يكون هناك وضوح، فهم معارضة ونحن سلطة. .. الجزيرة : لكن المشكلة « سيدي الرئيس » أنه إذا كانت المسألة بهذا الشكل كأحزاب سياسية، كمجتمع مدني جيد، الآن في الفترة الأخيرة في اليمن عادت بعض الظواهر التي تبدو مقلقة، يعني مجالس القبائل، والبعض يتحدث عن مجالس للعشائر في المحافظات الجنوبية، ومثل المجلس، مجلس التضامن الوطني.. هل هذه الظواهر تزعجكم؟ {.. الرئيس : أولاً: هذه لن يُعترف بها لأن أي شيء خارج القانون والدستور لن يعترف به. .. الجزيرة : بكل ألوانها؟ {.. الرئيس : بكل أنواعها وألوانها، هذه التشكيلات لا تشكل أية مشكلة، ولا تؤثر، لأن الشعب اليمني تأطر بعد التعددية السياسية، تأطر بالإطار الحزبي، لأنه مثلاً للمؤتمر أغلبية، كل الناس مع المؤتمر، لماذا؟.. لأنه حزب الوسط ولم يقبل أن يكون مع حزب إسلامي آخر، ولا أن يكون مع حزب يساري، لأن كل حزب له أجندته الخاصة، والشعب اليمني يفكر واختار الأخذ بالمؤتمر الشعبي العام كخيار وطني وكحزب معتدل يضم في جنباته قوى سياسية كانت في أقصى اليسار وفي أقصى اليمين أو في التيار القومي، فالمؤتمر الشعبي العام صمام أمان، وأستطيع أن أقول: هو صمام أمان هذا البلد، لأن في داخله قوى سياسية طاهرة ونظيفة ووطنية ومخلصة لهذا البلد. .. الجزيرة : الآن، نتحدث حول ظاهرة الانفراد بالسلطة لأنه كان معك شركاء الآن أغلبهم في الصف المعارض، وبالتالي قد يتقوّى الحزب الحاكم وتتقوى صلاحية الرئيس؟ {.. الرئيس : أنا أريد أن أقول: نحن انفردنا بالسلطة بناءً على ماذا؟ هل نحن لوينا أذرع الناس بالعنف أو القوة، أم بالتعددية السياسية، حيث حصل المؤتمر على الأغلبية ما مكنه من الحكم بمفرده، فهذا أمر طبيعي في البلد الديمقراطي، ومن غير المنطقي أن أحصل على الأغلبية وتطلب أحزاب لم تنل ثقة الشعب أن تكون إلى جانبي تشارك في السلطة، فكيف يكون ذلك في ظل التعددية السياسية، ونتجاوز قواعد النهج الديمقراطي، ونقول: نعمل ائتلافاً أو حكومة وفاق وطني خارجاً عن التعددية السياسية، ومن غير الممكن في إطار التعددية السياسية أن تكون لأي حزب رِجل في المعارضة ورِجل في السلطة، فالإصلاح عندما شارك معنا في السلطة كان له رِجل في المعارضة ورِجل في السلطة، وقلنا لهم خليك في المعارضة أحسن لك. .. الجزيرة : لو سمحت لي، هناك بعض المسائل تتعلق بسياستكم الخارجية، ذُكر بأن هناك أزمة صامتة الآن بينكم وبين السعودية، وكان يفترض حتى...؟ {.. الرئيس : هذه قالتها الجزيرة، نحن لم نقل ذلك.. ومحطة الجزيرة تقول: إنه بيننا أزمة مع السعودية، هذه وجهة نظر الجزيرة، لكن نحن ليس لدينا أي أزمة مع السعودية. .. الجزيرة : لا الجزيرة لم تقل ذلك. {.. الرئيس : إذا كان لديكم في الجزيرة خلاف مع السعودية، لماذا تحشرون اليمن فيه؟ .. الجزيرة : لا.. أبداً لا نحشر اليمن، ولا نحشر السعودية، ولكن هناك تقارير ذكرت أنه كان هناك اجتماع سعودي يمني، وكان يفترض أن يتم وأُلغي؟ {.. الرئيس : لا.. لا.. الاجتماع كان لمجلس التنسيق اليمني السعودي، وكان موعده في رمضان، ولكن ظروف الإخوان في المملكة في رمضان لم تسمح بأن يستقبلوا الوافدين نظراً لأداء العمرة فطلبوا تأجيل الاجتماع ولم يلغوه، طلبوا التأجيل إلى الثامن من شهر شوال القادم، وليس في ذلك مشكلة، فكيف نعتبرها أزمة، هذا رأي الجزيرة أو صحافة معادية للمملكة، وعلاقة اليمن بالمملكة. .. الجزيرة : هذه أخبار نشرت وقالت فيه أزمة بين السعودية واليمن؟ {.. الرئيس : طيب، كيف تقول في أزمة بيننا وبين السعودية أزمة صامتة؟! أنا مثلاً سأزور الهند، حصل لي ظرف داخلي فأطلب تأجيل الزيارة، فهل يعني ذلك أن هناك أزمة؟! رئيس الهند جاي إلى اليمن حصلت له ظروف داخلية أجّلنا الزيارة أسبوعاً أو عشرة أيام أو حتى عشرين يوماً، فهل أقول أزمة؟ كيف تفسرون ذلك أنه ناجم عن أزمة؟ .. الجزيرة : الهند هي الهند، والسعودية هي السعودية؟ {.. الرئيس : افرض أنه لدي ارتباط في السعودية أو في اليمن، أطلب منك التأجيل، لماذا نحولها إلى أزمة.. هل اتضح لك الأمر. .. الجزيرة : ولكن نشر الموضوع في صحيفة القدس، وبالمانشيت. {.. الرئيس : من نشر ذلك، هو صحفي ومن حقه يعمل إثارة، لأن هناك من الصحف من تنتهج الإثارة. .. الجزيرة : إذاً لا أزمة في العلاقات؟ {.. الرئيس : أكيد أنه لا أزمة. .. الجزيرة : جيد وهذا لا يزعجنا. {.. الرئيس : إن شاء الله لا تنزعجوا. .. الجزيرة : أكيد، أكيد لم ننزعج.. وبالنسبة لعلاقة اليمن مع ليبيا وإيران كانت في فترة من الفترات هناك إشارات واتهامات أنهما يقفان وراء الأزمة في صعدة؟ {.. الرئيس : نعم .. نعم. .. الجزيرة : أين هي الآن؟ {.. الرئيس : الآن استؤنفت العلاقات بيننا وبين الإخوان في ليبيا، كان فيه نوع من العتب عبّرنا عن عتبنا والآن استؤنفت العلاقات، وكما يقولون: عادت المياه إلى مجاريها مع كل من إيران وليبيا، وعاد السفراء إلى إيران وإلى ليبيا، وكان هناك نوع من العتب في إطار معلومات كانت لدينا عبرنا عن وجهة نظرنا وأخبرناهم بالطرق الدبلوماسية وتم التواصل معهم وتم حل تلك الإشكاليات، وإن شاء الله لن تعود مرة أخرى. .. الجزيرة : بالمناسبة، الوساطة القطرية مع الحوثيين إلى أين وصلت، هل هناك هدنة؟ {.. الرئيس : جهود قطر مشكورة، ونقدر جهود سمو الأمير/حمد ومساعيه الجيدة التي بذلها ويبذلها من أجل إنهاء فتنة التمرد والإرهاب في صعدة، ونحن علّقنا العمليات العسكرية من أجل إتاحة فرصة لمساعي الإخوة في قطر لإقناع الحوثيين للتسليم بالنقاط أو تطبيق الاتفاق الذي تم بحثه بيننا وبين قطر، وإذا التزموا به فلن تعود العمليات العسكرية أو تستأنف، ولن يكون هناك أي حوار مع المتمردين، وليس أمامهم إلا الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بيننا وبين الإخوة في قطر، أما أننا نجري حواراً نداً لند مع المتمرد، فهذا غير وارد. .. الجزيرة : ولكنه لم ينفذ؟ {.. الرئيس : هو لم ينفذ ومازال متمرداً، ويتنقل ما بين سوريا والدوحة، وما بين سوريا وألمانيا، وهذا المتمرد الذي كان عضواً سابقاً في مجلس النواب قد أُقصي، وأخوه موجود في الداخل، وإن شاء الله المساعي القطرية تثمر، ونحن لا نريد حرباً مع هذا المتمرد، ومازلنا معلقين العمليات العسكرية، وإذا نفذ بنود الاتفاق، فلن يكون هناك أي مشكلة. .. الجزيرة : لديكم أمل بأنهم سوف يلتزمون بذلك؟ {.. الرئيس : التواصل موجود بيننا وبين الإخوة في قطر، مع الأمير ورئيس الوزراء ووزير الخارجية لإقناع الحوثي بما تم الاتفاق عليه. .. الجزيرة : بالنسبة لليبيا وضحتم الموقف، وبالنسبة لإيران؟ {.. الرئيس : نفس الشيء. .. الجزيرة : أيضاً بذلتم مساعي فيما يخص الخلاف بين فتح وحماس وكان الانطباع أن قيادة فتح لم تتجاوب، هل من جديد؟ {.. الرئيس : نحن سلمنا أفكاراً إلى الإخوة في السلطة الفلسطينية، للأخ أبو مازن، وسلمنا للإخوة في حماس، وكلاهما رحبا بهذه الأفكار، هذه مبادرة يمليها علينا ضميرنا القومي والإسلامي والإنساني لأننا لا نريد أن يتوسع الشرخ بين رفاق السلاح، بين الفلسطينيين أنفسهم، والصراع أو الخلاف بينهم البين يخدم الكيان الصهيوني المحتل، هذه كانت مبادرة، لا نريد من مبادرتنا شهرة أو أننا أصحاب مشروع أو أننا نريد الظهور على الساحة بأننا وسطاء لرأب الصدع، هذا واجب يمليه علينا الضمير القومي. رحب الطرفان بذلك، رحبت فتح ورحبت حماس ولكن الإخوة في فتح قالوا: يجب أن ينتهي الوضع أولاً الذي حدث في غزة، والذي يسمونه عملية انقلابية.. نحن قلنا: لهم مادام أنكم رحبتم، فلن ينتهي الوضع الذي في غزة إلا بالجلوس مع بعض على طاولة المفاوضات سواء في المملكة العربية السعودية أم في مصر أو في أي مكان تريدون.. اليمن هذا مشروعها، ولا نقول لهم تعالوا إلينا، ولكن اذهبوا إلى المملكة لأنكم سبق أن اجتمعتم هناك، أو اذهبوا إلى مصر واجتمعوا، المهم أننا نريد إنهاء حالة الانقسام داخل الصف الفلسطيني، والإخوة في فتح يقولون: يجب على حماس أولاً أن تنهي الوضع الذي في غزة.. لكن كيف تنتهي الحالة أو الوضع الذي في غزة؟ كيف يمكن أن ينتهي وأنتم لم يرَ بعضكم بعضاً.. لازم أن تجلسوا مع بعض لكي تنهوا هذه الحالة. .. الجزيرة : لا تشاركون شرط فتح بإنهاء حالة غزة قبل الجلوس لبحث الموضوع؟ {.. الرئيس : رأي فتح بأن ينتهي الانقلاب.. ورأينا أن ينتهي الانقلاب بالجلوس مع بعض لإنهاء هذه الحالة. .. الجزيرة : مسألة تتعلق بسياستكم « سيدي الرئيس » في القرن الإفريقي، بعض المراقبين اعتبروا أن وقوف اليمن مع الحكومة الانتقالية قد لا يكون موقفاً موفقاً، رغم أن بعض الدول العربية أيضاً وقفت نفس الموقف؟ {.. الرئيس : مَن هذه الدولة التي تقول بأن هذا غير موفق؟ هي نفسها غير موفقة بقولها ذلك. .. الجزيرة : لا ليست دول بعض الجهات اعتبرت ذلك ... {.. الرئيس : هذه مجرد جهات، وهذا غير مهم، المهم أننا نقف إلى جانب الحكومة الانتقالية كحكومة شرعية ممثلة في المؤسسات الدولية.. فهي عضو في جامعة الدول العربية وعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي وعضو في الأمم المتحدة.. إذاً أنا يجب علي الاعتراف بشرعيتها، أم يجب على أن أعترف بفصيل معارض؟ في كثير من البلدان هناك فصائل معارضة، نحن نقف مع وحدة الصوماليين أنفسهم ومع إعادة بناء الدولة الإسلامية لأن بناء الدولة الإسلامية بالنسبة لنا يهمنا كثيراً.. لماذا؟ لأننا نستقبل الآلاف من النازحين.. عدن مملوءة بالنازحين، وحضرموت مملوءة، وشبوة مملوءة، وتعز مملوءة، والحديدة مملوءة بالنازحين، فنحن نسعى إلى إيجاد استقرار في الصومال وفي القرن الإفريقي بشكل عام، هذه مشكلة وكارثة، فنحن نقف إلى جانب الشرعية الممثلة في الحكومة الانتقالية ودعونا مختلف الفرقاء الصوماليين للحوار والوفاق، نحن لسنا وحدنا من يقف إلى جانب الحكومة الانتقالية الصومالية بل الكثير من دول العالم وفي مقدمتها الولايات المتحدة مع هذا التوجه، ودول الاتحاد الأوروبي وكثير من الدول الإفريقية أيضاً، جميعها مع إعادة بناء الدولة الصومالية، ونحن أكثر الدول تضرراً من التفكك الصومالي. .. الجزيرة : حتى ولو تم الاستعانة بالجيش الاثيوبي؟ {.. الرئيس : أنا ضد التدخل في الشأن الصومالي، لكن هذه حكومة انتقالية طلبت التدخل وهذا شيء يخصهم، إنما لو تحركت أثيوبيا عدائياً لاحتلال الصومال، أنا ضدها، لكن هي تحركت بموجب طلب من قبل الحكومة الانتقالية.. واليمن عندما قامت الثورة استعانت بالجيش المصري للدفاع عن الثورة، ودول الخليج عندما احتل صدام حسين الكويت طلبت الاستعانة بالاتحاد الأوروبي وبأمريكا، ومازالت أمريكا في الخليج.. لماذا انتم تستنكرون على الحكومة الصومالية أنها استنجدت ودعت الجيش الاثيوبي؟ هذا هو السؤال. .. الجزيرة : كلمة أخيرة « سيدي الرئيس » فيما يتعلق بالإرهاب والتنسيق القائم مع الولايات المتحدة.. كيف هو الوضع القائم؟ {.. الرئيس : نحن ننسق في إطار مقارعة الإرهاب مع أمريكا ومع الاتحاد الأوروبي ومع الدول العربية ودول الجوار، وهناك تبادل للمعلومات، نحن ضمن الأسرة الدولية، لدينا هم مشترك، نحن ضد الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، ودعونا العناصر المنتمين لتنظيم القاعدة، بأن يأتوا نتحاور معهم بدلاً من أن يحملوا الأحزمة المفخخة والسيارات المفخخة، قلنا: تعالوا نتحاور، اتركوا العنف، العنف لن يوصلكم إلى نتيجة.. العالم لن يستسلم لمجموعة إرهابية تعيش في رؤوس الجبال، هذا واضح.