تعال يا شعري نغني تعال أنشد نشيد الصوم في كل حال وانهم سبيل الروح حيث الجمال طر في سماء الروح حيث الحياة يضري به في الخلد حورٌ حسان توج بالأملاك والصالحات وأصدح على ألحانها الباقيات بكل ما يطرب سمع الزمان بصوت مليئ بالدفء.. مترع بالشجن.. يمضي أيوب طارش في التغني بشهر الصايم والاحتفاء به.. على طريقة الصوفي الذي يغني روحه في حب الله.. يصدح مغنياً.. شعري ارتشف من شهر ثغر الصيام .. يا رمضان وأفرض على الدنيا هوى وانسجام .. يارمضان فالصوم حرب الروح ضد العظام .. يا رمضان فكل روحي دائماً ترجمان .. يارمضان..يا رمضان يتداخل صوت أيوب طارش في رمضان حتي معادلة رمضانية يصعب تجاوزها في مثل هذه الأيام.. أو في أيام تسبق رمضان.. أعني كإحدى البشائر الكثيرة والمتعددة.. والمؤكدة على صدق حلول رمضان بعد أيام!! رمضان يا شهر الصيام الأوحد أهلاً بنورك قد أطل بموعد نفحات جودك من سناك ندية تهتز في عطفيك ناعمة اليد حين يكون الحب.. يكون أيوب! الحب كمفردة.. والحب كمعنى.. والحب كممارسة وشعور.. يتغنى به أيوب للوطن وللمرأة وللحب الأعظم والأكبر «الله».. ولمحمد رسول الله.. كحب يجعل أيوب بصيع لحناً روحياً رائعاً.. يكون بمثابة المؤانس للوحشة التي تلدف إلى أيامنا.. بسوادها القاتم.. البنين قد ترقوا ولكن من يجاري الذي دنى فاتدلى؟ إه أيوب الموغل في أرواحنا جد الحب وأكثر.. يختزل اليمن بتضاريسها المختلفة في تقاطيع صوتية تنبعث من أروع حنجرة يمنية.. كما يقول الدكتور/ عبدالعزيز المقالح: تحيى مشاعرٌ كاد يقتلها الزمن.. والواقع.. والقبح.. ويخاطب رمضان: تروي قلوب السالكين إلى التقى باليد موصولاً يتوق لمورد وملائك الرحمن تغمر خلقه بالجود والبركات والخير الندِ بوركت بالوحي المنزل والهدى تتلى على خير الأنام محمد رمضان مناسبة قليلين من الفنانين من تغنوا بها.. وأقل من ذلك هم من صاغوا رمضان بجمل لحنية أكثر محاكاةً وامتزاجاً برمضان وكأنها مجتزأة من رمضان نفسه.. كأنها رمضان ذاته!.. وبك الكتاب تنزلت آياته نوراً هو القرآن للمتعبد فأنعم به شهر الصيام فإنه زاد التقى في يوم غاشية الغدِ أيوب حين يتغنى بالشيء.. تتجلى موهبة اجادة التعبير لدى أيوب.. طريقة ينفرد بها دوناً عن فنانين آخرين وهي الامتزاج الحقيقي في مفردات الأغنية.. ليكون التعبير أكثر وضوحاً.. وأكثر تجلياً.. ففي الموشح الحضرمي.. الذي تغنى به كثير فنانين.. «ألا يالله بنظرة» يغني أيوب كعادته.. ويقترب منا.. ملامساً شعور المستمع والشاعر والمتغني في آن.. ألا يالله بنظرة من العين الرحيمة تداوي كل ما بي من أمراضٍ سقيمة وفي موشح رمضاني آخر يكون أكثر تجلياً.. أكثر صوفيةً وفناءً وروحانية.. دائماً عند المساكين شربهم من حوض ياسين! ليتني ضمن المساكين ضمنهم شاقول الآمين آمين اللهم آمين المستمع لهذه الأغنية تملأه السكينة.. ويغمره الحب.. يدندن مع أوتار الأغنية.. ويمضي مع أيوب إلى آخر الأغنية. وفي ذات الأغنية يخاطب أيوب الله كفياً.. وبشعور يقل مشية.. تضرع.. خشية.. خوف.. وغناء يسمو به ليناجي الله.. عبدك المسكين يدعو وأنت بالعبد بصير هارباً منك إليك حائر اللب كسير خائفاً مما جناه مستفيتٌ مستجير هذا حال العبد فانعم أنت يانعم النصيرُ! أيوب صوت يصلح لكل زمان ومكان!.. صوت يعبر عنا حيث نكون.. ويحلق بنا في فضاءات من الحب والشجن.. والفرح.. والصوم.. والتصوف.. والمناجاة حيث نكون أكثر ملامسة للسماء بسعتها.. ولا محدودية العطاء.. حيث يقول في إحدى أغانيه أو موشحاته: ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي جعلت الرجا مني لعفوك سلما تعاظمني ذنبي فلما قرنته بعفوك ربي كان عفوك أعظما فمازلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل تجود وتعفو منةً وتكرما يبقى أيوب أكثر تعبيراً عن نفسه.. ويختزله في قلبه الكبير.. الذي اتسع للوطن.. وللمرأة.. وللقرية.. وللتصوف.. حيث يكون الغناء تعبيراً عن حبٍ أعظم وأسمى.