الحكمة من عدم أذان النبي صلى الله عليه وسلم روى مسلم وأحمد من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما منعكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة» قالوا: وإياك؟ قال: «وإياي؛ إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير». إن النبي صلى الله عليه وسلم كسائر الناس له قرين من الجن وقرين من الملائكة، وقرينه من الجن مختلف في أنه أسلم بدليل قوله: «فلا يأمرني إلا بخير» أو لم يسلم، بدليل الاستعاذة منه، وأن الله قوّى رسوله عليه فأبطل محاولة إغوائه، كما حدث من تفلته عليه في الصلاة؛ ليفسدها فخنقه عليه الصلاة والسلام ثم أطلقه، كما ثبت في الحديث. وعلى كلا الأمرين، فالرسول معوم من تسلط الشيطان عليه وإيقاعه في المعصية، وهو صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى وجوب الحذر من الشيطان المقارن لنا، وإلى أنه بشر مثلنا يجاهد مع توفيق من الله حتى لا يعصي، ونحن أولى بالمجاهدة.