ذهب الرجل بزوجته التي جاءها المخاض إلى أقرب مستشفى كان المستشفى لسوء الحظ تابعاً للقطاع الخاص ثم تم تأجيره من الباطن لطبيب توليد أشعث الفكر وادخلت الزوجة فوراً إلى غرفة العمليات وهي تصرخ من شدة آلام الوضع.. بينما ظل الجميع في تلك الغرفة كالآلات الخرساء في انتظار انتهاء المفاوضات مع زوج المرأة والطبيب الاشعث الفكر ، وبعد أن استلم الطبيب أجرة العملية مقدماً إلى آخر ريال قال للزوج: نحن مضطرون إلى اجراء عملية ولادة قيصرية وأمامك خياران إما أن ننقذ حياة الجنين وتموت الأم أو ننقذ حياة الأم ويموت الجنين ؟ قال الزوج الذاهل: طبعاً أختار انقاذ حياة الأم ليس لأجلها ولكن لأجل الأطفال السبعة الذين ينتظرونها في البيت الآن. قال الطبيب وهو يضغط زر النور الأحمر : لاتقلق .. سنبذل كل ما في وسعنا للخروج بنتيجة مشرفة. وبعد نصف ساعة خرجت الممرضة من غفة العمليات وهي تكفكف دموعها .. تشبث الرجل بالممرضة وصرخ فيها وعيناه تتراكض فيهما الدموع: ماذا حصل ؟ هل ماتت الأم ؟ قالت الممرضة وهي تنشج حزناً : لا قال الزوج وقد اطلق زفرة ارتياح إذاً مات الجنين ؟ قالت الممرضة وهي تمسح الدموع الخارجة من أنفها ايضاً : لا .. كلاهما بصحة طيبة.. ولكن حصل ماهو أسوأ من ذلك.. لقد مات الطبيب !