عن القلم وما يمثّله لها في الحياة، كتبت ذات مرة الشاعرة والكاتبة المعروفة التونسية كوثر الزين ما يلي: (وحدك سندي.. حين يكفهرّ أفق القلب ألجأ إليك، أشدّ عليك بقوة أكسر بها ضعفي. أمرّر جبينك فوق الوقت الهارب ليترك بصمة فوق حضن دفاتري المبعثرة على سفح قلب شرّده الألم. وحدك سندي.. أتكئ عليك لأخفي عجزي وأستمد القوة منك لأهرب من موت مجاني. وأشرع صدرك لقصف قانا لتموت تحت ركامها شهيد حق، فتمتلئ حياة بين أصابعي الشهيدة. وحدك سندي.. أحاول أن أرتقي بك درجة نحو السحاب وأستفز بطرفك المطر حتى يغسل ركام صدئي، ويجرف الأرض من ركامها المطحون بأنياب النار فيشرق الربيع من تحت الوحل. أحاول أن أبني بك كوكبًا آخر في مجرّة لا أملكها فيخسر الوهم منّي ومنك، ويسخر الأمل من الوهم. وحدك قوتي وأيضًا ضعفي، وحدك ايماني وشكّي، وحدك أصابعي ونبضي ويدي وأيمني وأيسري وعمودي الفقري أنتصب عليه قائمة لأعلو خطوة عن الفراغ.. عن اللامعنى، لأقاوم موتي كلّ نزيف، فهل تراك أسعفتني؟!)