بديع سلطان: قال عبدالقادر عبدالرحمن باجمال مستشار رئيس الجمهورية أن الأدباء المثقفين كان لهم شرف إعلان كيان وحدوي موحد قبل كل المحاولات السياسية والرسمية لتحقيق الوحدة اليمنية ايماناً منهم بوحدة ثقافة الشعب وهويته،وسجلوا خطواتهم الأولى في سجل الوحدة العظيم، بحيث تجلت في مثقفي اليمن وأدبائه روح الوحدة وألقها. وأضاف باجمال في كلمته التي ألقاها في الحفل لذي أقامته الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يوم أمس بعدن لتكريم مؤسسي الاتحاد الأوائل وبمناسبة يوم الأديب والكاتب اليمني ومهرجان الأدب اليمني السادس أن أولئك الرجال الأوائل ممن أسسوا هذا الكيان الثقافي الموحد والوطني اخترقوا جدار العقلية الشمولية غير الناضجة في فكرها الوحدوي في تلك الفترة وأنتج عن ذلك جيل كامل من الشباب المثقف الذي حقق بالكلمة نجازاً ملموساً وأنشأ ضوءاً ساطعاً في عالم الظلام.. وأن هذه الكلمة ستظل راسخة في الوجدان والعقل والتاريخ ولن تنطفئ. وأكد مستشار رئىس الجمهورية أن اليمنيين لم تكن لهم سوى كلمة واحدة تؤكد وحدتهم وتماسكهم.. ونحن أمام هذه الكلمة الصادقة والكلمة الوحدوية الخالصة. وألقيت في حفل التكريم الذي أقيم في كلية الآداب بجامعة عدن كلمة رئىس جامعة عدن الدكتور/عبدالوهاب راوح الذي أشار إلى أن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين يعد أول مؤسسة مدنية في اليمن تحمل مشاعل الفكر والثقافة قبل أن يوجد أي نشاط أو حراك على أي صعيد كان. وأضاف الدكتور/راوح قائلاً: إذا كانت اليمن توحدت في ال 22من مايو، فإن اليمن كمكون ثقافي قد توحدت منذ أن تم إنشاء اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين كأول مؤسسة وحدوية تمثل وحدة ثقافة الشعب اليمني،وإذا كانت العديد من الدول تدين لحدودها السياسية، فإن اليمن كدولة تدين لثقافتها ومثقفيها، فقد كانت اليمن ولم تكن حدودها.. إنه الانسان اليمني الموحد الذي لحقته الجغرافيا فتوحدت هي الأخرى بتوحد الإنسان. واختتم رئيس جامعة عدن كلمته قائلاً: إن الأدباء هم رسل الكلمة وقادة التعبير وحكماء أي بلد،و نحن نقدر هذه الشريحة المتميزة،ونتمنى أن تواصل إبداعاتها وتفوقها الأدبي والثقافي. كما ألقى وحيد علي رشيد وكيل محافظة عدن المساعد كلمة محافظ محافظة عدن أكد فيها الدور الهام الذي لعبه ولايزال يلعبه الكاتب والأديب اليمني في سفر الوحدة اليمنية.. فبمجرد حلم من أحلام الادباء استطاعوا أن يحققوه على أرض الواقع،ونحن نطالبهم اليوم بأن يواصلوا دورهم حتى نستطيع تحقيق كل أحلامنا ذات البعد الانساني والقومي والوطني ولايستطيع ذلك إلا الأديب الذي يستشف مايريده المواطن اليمني. من جانبه قال الدكتور/عبدالله حسين البار رئىس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين.. إن الأدباء والكتاب اليمنيين كان لهم دورهم ووجودهم الظاهر في تاريخ الحركة الثقافية والأدبية المعاصرة في اليمن واستطاعوا أن يلموا شتاتهم في كيان أدبي وثقافي واجتماعي له مكانته وصلابته وحضوره الملموس في تاريخ اليمن الحديث، حيث كان دورهم في تاريخ الحركة الوطنية،والدفاع عن الثورة اليمنية،والسعي حثيثاً نحو تحقيق الوحدة اليمنية حتى رأت دولتها النور.. موضحاً أن وقوف الاتحاد اليوم في تكريم أولئك الرجال العظام الذين أصروا على ايجاد كيان موحد أدبي وثقافي نقابي عظيم،ولم يقف أولئك الرجال عند هذا الحد بل قاموا باخصاب الحياة الفكرية والأدبية والثقافية.. وقال إنها لمفخرة أن يكون لأمانة الاتحاد شرف تكريم هؤلاء المبدعين الأفذاذ في كل عام لأن في ذلك اعترافاً بالفضل لذويه وهم أجدر الناس به. ودعا الدكتور/البار إلى إنشاء جائزة الدولة التقديرية وجائزتها التشجيعية والتأكيد على منح أوسمة الأديب ومنح هذه وتلك لمن يستحقها من المبدعين وأن ذلك هو جدير بالدولة من مبدعيها وليس بقليل على الدولة وهي راعية هذا الشعب كله من أقصاه إلى أقصاه أن تمنح هذه الثلة المباركة من الأدباء والكتاب اليمنيين بعض مايستحقونه من تكريم وتقدير. وأكد رئيس الاتحاد على أن الاحتفاء بيوم الأديب والكاتب اليمني في ظل دولة الوحدة هو حدث وحدوي ووطني وحديث.. فهو وحدوي لأنه المؤسسة الوحدوية الأولى في عهد التشطير.. وهو وطني لأنه ضم في كيانه طوائف من كل أرجاء اليمن ومن مختلف الرؤى والمواقف. وهو حديث لأنه صنع لنا أول منظمة مجتمع مدني حديثة في اليمن.. كما أكد أن احتضان عدن لهذا الحفل يأتي لأنها المدينة الوحدوية التي تحتضن كل بقاع اليمن، فما من محافظة ولا قرية إلا وفي عدن من يسكنها. المكرمون كان لهم كلمة في الحفل ألقاها عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي الذي قال: إن هذا اليوم هو يوم مفعم بالذكريات، يلتقي فيه المناضلون من المؤسسيين الأوائل لهذا الصرح الثقافي،وهذا التكريم هو دافع للشباب المثقف بأن يواصلوا الطريق ويعتمدوا على أنفسهم،وليس أمامهم سوى العرق ليعززوا هذا الصرح الذي عزز وحدة الوطن. وأضاف الملاحي.. أن هذا اليوم ليس مناسبة لتكريم المؤسسين إنما هو تكريم للتاريخ،ولكل مفكر ومبدع ومثقف عبر الأجيال المتعاقبة عبر الزمن.. كما أنه يمثل جسراً للتواصل بين الأجيال الأدبية حديثها وقديمها. وواصل.. إن أهم مانشير إليه في هذا المقام هو الطابع الوطني الوحدوي الذي اتسم به الاتحاد منذ تأسيسه،و لم يكن منحصراً على فئة أو منطقة بل شمل كل مفكر ومبدع يمني وظل متماسكاً أمام كل الحواجز والعواصف السياسية.. وسيظل كذلك. ودعا إلى الاهتمام المتزايد بالادباء والكتاب بمايسهم باخراج جيل مثقف له دور في حماية الوحدة والدفاع عنها.