معظم الذين وقعوا في المحظور، الذي حذَّرت منه الشريعة الإسلامية،بشأن إنكار المنكر والأمر بالمعروف، وانطلقوا من فهمٍ قاصرٍ لحق المسلم في تغيير المنكرات،وأحدثوا الإضرار بالمجتمع المسلم،وأساءوا إلى أوطانهم وحدثتهم تبعاً لذك فتن كانت نتائجها وخيمة على المسلمين .. وتجاوزت المأمور به في الشريعة الإسلامية واجماع العلماء على شروط إنكار المنكر، وحق التغيير، وواجب كل مسلم.. لا شك أنك تشعر بالغبطة وسرور النفس، وراحة الضمير إذا أحبك أهلك وأحبك أولادك، وأحبك الناس، وأنت تشعر بالرضا والغبطة إذا من الله عليك بنعم جليلة من ذرية صالحة، أو مال وفير، أو غير ذلك من عرض الدنيا ومتاعها، فإذا كان هذا شعورك مع هؤلاء فماذا يكون شعورك وأنت تنعم بالحب الأكبر- حب الله.. ولا شك أنك تصرخ من أعماقك كما صرخ من قبلك هذا الشاعر قائلاً: فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب أتريد أن تعرف إذا كنت تنعم بحب الله أم لا؟ إسأل نفسك هذه الأسئلة وأجب عليها بصراحة... لايعنيني أن أسمع إجابتك!! أجب عنها بينك وبين نفسك. هل أنت من الذين يحرصون على الوفاء لدينهم؟ صلاة وصياماً وحجاً وزكاة؟ هل لسانك عني وقولك صادق؟ لا تقول إلا حقاً؟ ولا تنطق إلا طهراً؟؟ هل مأكلك من حلال، وملبسك ومشربك حلال ولاتكسب إلا حلالاً؟ هل أنت حريص عن مشاعرك جارك، تتفق معه عند الشدائدوتؤزاره في الملمات والنوائب؟ إذا كانت إجابتك إيجابياً فهنيئاً لك، فأنت من الذين يحبون الله، وإن كانت سلباً فعدل مسكلك لتحظى برضاه، واسمع بعد ذلك يا أخي قول الرسول الكريم.. «إن الله تعالى قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله تعالى يعي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولايؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه، ولا يكسب عبد مالاً من حرام فينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله تعالى لا يمحو السيء بالسيء، ولكن يمحو السيء بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث» صدق رسول الله. هذه ياأخي صفات المسلم الحق، فإذا حرصنا على هذه الأخلاق الحميدة والكريمة أحبنا الله، وإذا أحبنا الله نصرنا على أعدائنا، وجعلنا خير أمة أخرجت للناس فعليك بهذه المكارم، والله تعالى يحفظك من كل كرب وينصرك على كل عدو «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين». العنكبوت، الآية «69».