الفتيات المحجبات يردن إثبات هويتهن كمسلمات،وأنا وبنات جيلي لانخشى من عواقب التعبير عن أنفسنا«بهذه الكلمات عبرت سلمى هويدي الفتاة الأمريكية من ولاية فلوريدا عن إصرارها وزميلاتها على الظهور بالحجاب،متجاهلات تحذيرات أمهاتهن من مواجهة بعض المخاطر،بحسب تقرير نشرته صحيفة «صن سينتينيل» الأمريكية. وتقول سلمى «17عاماً» وهي ترتدي الحجاب منذ عامين وتدرس في جامعة «نوفا ساوث إيسترن» للصحيفة الأمريكية :«إننا نميل إلى أن نكون نشيطات في الدفاع عن حقوقنا الدينية». وبدورها تقول عائشة موسى الأكاديمية في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة فلوريدا الدولية :«إنه أصبح من المعتاد أن ترى فتيات تتراوح أعمارهن مابين 8 أعوام إلى 30 عاماً يرتدين أغطية الرأس في جنوب الولاية،بشكل متزايد عما كان عليه الأمر قبل 10 أعوام». وأيدتها في هذا الرأي فاريزا غاني «25 عاماً»،مديرة تنفيذية في مجال الإعلانات والتي ارتدت الحجاب منذ عامين بقولها:«في اليوم التالي من ارتدائي للحجاب شعرت بقبول من يسيرون معي في الشارع لشكلي الجديد، فالناس هنا يتسمون بالاحترام». وعلى الرغم من التقبل النسبي للمجتمع الفلوريدي النسبي للحجاب، بحسب الصحيفة،فإن بعض الأمهات المسلمات يعتبرن أن بناتهن قد يصبحن عرضة للمضايقات والجرائم العنصرية التي تستهدف المسلمات حالما يظهرن بالحجاب. غير أن تمسك الفتيات بالحجاب باعتباره تأكيداً لهويتهن، دفع بعض الأمهات للاقتداء ببناتهن في ارتداء،الحجاب. وتعبر عن هذه المخاوف غاني بقولها:«عندما أخبرت أمي بأنني سأرتدي الحجاب انتابها،الخوف من أي رد فعل سلبي ممن يحيطون بي من غير المسلمين،وذلك على الرغم من أن أمي تفكر جدياً هي الأخرى في ارتداء الحجاب». وتقول سامينا كيريشي الطبيبة من فلوريدا:إنه منذ أن ارتدت ابنتها التي تبلغ من العمر 22 عاماً الحجاب،وهي تعتاد سماع كلمات السخرية من الناس المحيطين بها،وتضيف:إنه«عندما يتعلق الأمر بشيء كالحجاب الذي يعتبر شيئاً مناقضاً للثقافة الغربية،فإنني أرى أن النساء اللواتي يرتدينه يعشن في دائرة خطر دائم». غير أن آمي علي أم الابنتين تريديان الحجاب عبرت عن اختلافها مع ذلك،مشيرة إلى أنها لاترى أن الأمر يمثل أية خطورة،وأضافت قائلة:«أعتقد أن مجتعمنا يشجع الشباب الصغير على التعبير عن أنفسهم.. وارتداء الحجاب لم يعد مشهداً عربياً أو مرفوضاً». وعلى الرغم من ذلك فإن بعض العائلات تعتبر أن ارتداء الحجاب أمر يتبع الحرية الشخصية لأي إنسان. وفي ذلك تقول سيدة بيج «34 عاماً» التي ارتدت الحجاب عندما كان عمرها «15» عاماً، وتبعتها أمها في ذلك بعد 9 أعوام :«إن الكثير من الآباء يتركون فرصة الاختيار لأبنائهم في اختيار نمط الحياة الذي يفضلونه،والأبناء تبعاً لذلك يختارون مايرونه قريباً من انتمائهم وتفكيرهم». ومنذ وقوع تفجيرات 11 سبتمبر منذ 6 سنوات والعديد من المسلمين الأمريكيين يعانون تعرضهم المستمر،للجرائم والتهديدات العنصرية إذا ظهر عليهم أي شيء يعبر عن هويتهم الإسلامية ولو كان بسيطاً،مثل شكل ملابسهم أو أسمائهم. وساعد على ذلك بعض الاجراءات الرسمية التي تثير ضيق المسلمين، مثل قرار إدارة النقل في شرطة الموانئ الأمريكية في أغسطس الماضي بإخضاع أي شخص يرتدي غطاء للرأس لعملية تفتيش خاصة. ويتراوح عدد مسلمي الولايات المتحدة من 7 إلى 10 ملايين نسمة من مجموع السكان البالغ عددهم 300 مليون نسمة.