أسوأ العادات التي تشهدها أيام الأعياد وحفلات الأعراس هي إطلاق الأعيرة النارية الحية والألعاب النارية والمفرقعات المختلفة بما تخلفه وراءها من أضرار وآثار مأساوية مفزعة على الأطفال، وإقلاق السكينة العامة وإزهاق أرواح بريئة جراء فوضى استخدامها. الأطفال وحدهم الذين يدفعون الثمن اليوم جراء اللعب بالألعاب النارية «الطماش»، والكبار يدفعون الثمن جراء الأعيرة النارية الذي يصل أحياناً إلى الإعاقة، وفي الوقت نفسه إقلاق السكينة العامة للمجتمع، فيما التجار يأخذون الثمن والربح من مآسي الناس. يتساءل الجميع عن هذه الظاهرة التي لا يعرفها الناس منذ زمن بعيد إلا قريباً، وبالذات في المدن الرئيسة، لماذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لإيقافها ومحاسبة المستهترين وتجار المآسي وإيقاف دخولها إلى البلاد.. أكثر من سؤال يطرح نفسه هنا. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ ) تفتح هذا الملف، حيث جراح الضحايا مفتوحة كل يوم، للتذكير وعسى هذه الظاهرة تجد لدى المعنيين من يستيقظ لديهم الاهتمام والشعور للتجاوب وعمل ما من شأنه الحد من هذه المشكلة التي أضحت تلامس هموم كل أب وأم وأسرة، حفاظاً على فلذات الأكباد من مخاطرها المزعجة. أم تناشد .. فهل من مجيب؟ ٭ سعاد محمد.. والدة خالد، قالت: أشعر بألم شديد لما حل بابني، وأتألم كثيراً كلما تذكرت ما حصل له.. خالد أصيب جراء انفجار إحدى المفرقعات، وأصابته إصابة بالغة في راحة يده اليسرى، أدت إلى بتر أصبعين من يده، وهو اليوم يرقد في إحدى مستشفيات عدن. ووجهت الوالدة مناشدة قالت فيها: قبل التوجه للأولاد أتوجه للتجار بنداء إنساني أن يمتنعوا عن بيع المفرقعات الخطيرة، فهم يريدون أن يربحوا لكنهم لا يعون خطورة هذه الألعاب على الأولاد والأطفال.. كما أناشد الأهالي الانتباه لأولادهم والأغراض التي يشترونها، وأن يسألوهم بشكل مستمر عن مصروفهم كيلا يصيبهم ما أصابنا، فلو انفجرت المفرقعة في منطقة قريبة من الرأس لكانت العواقب وخيمة ولا تحمد عقباها، فالعائلة تمنح أولادها «العيدية» ليفرحوا أنفسهم، لكن الأولاد يضرون أنفسهم في نهاية المطاف ويبقون مع هذه الألعاب المشؤومة في عاهات مستديمة مدى الحياة. ٭ وتشكو السيدة/رميلة محمد علي من انتشار أعداد متزايدة من لعب الأطفال الخطرة، « كالسيوف والرماح ومسدسات وبنادق الخرز البلاستيكي، علاوة على المتفجرات النارية وبعضها مفزع جداً كالقنابل، وتتنوع هذه المفرقعات ما بين ما يسمى «طماش» أو «صواريخ» ويقوم بعض الأطفال بإطلاق مسدسات الخرز على الآخرين.. فكيف تباع هذه المواد، وهل الرقابة عمياء؟! فقدان العين.. فأين المراقبة؟ ٭ من آخر الحوادث التي يبكي لها القلب قبل العين قصة الصبية/مها عمر حميد الدبعي (6 سنوات) التي فقدت عينها اليسرى متأثرة بإحدى المفرقعات النارية (الطماش) أو(القريح) والتي أصيبت بها أثناء خروجها من منزلها ونقلت على إثر ذلك إلى مستشفى الثورة بمدينة تعز، حيث أجريت لها عملية جراحية لم تكلل بالنجاح، للأسف. والد المصابة يقول: ظاهرة الألعاب النارية ظاهرة خطيرة ومزعجة وغير حضارية، ويجب على الدولة سرعة تنفيذ القانون الصادر في حق المتاجرين بها لاسيما أنها أصبحت تهدد الصغير والكبير لخطورتها البالغة.. مشيراً إلى أن هناك ضحايا كثيرين بسبب هذه الظاهرة السيئة. موضة غير مرحب بها ٭ الشاب عبده قاسم (25) سنة.. يرى أن الألعاب النارية أصحبت موضة عصرية غير مرحب بها، وأصحبت إحدى متطلبات الزفة (العرس) في عدن، حيث يتم التجوال في المحافظة وإطلاق الألعاب النارية التي تصدر صوتاً يشبه صوت القنابل الحقيقية أو أكثر بقليل.. وهذه الألعاب تقلق بشكل كبير أكثر من الألعاب النارية التي تباع للأطفال. حملة مكافحة واسعة مصادر في أمن المحافظة توضح أن ظاهرة المفرقعات ظاهرة خطيرة جداً وتنتشر بشكل خاص خلال شهر رمضان وفترة الأعياد والمناسبات والأفراح.. والشرطة تنظر إلى هذه القضية بأهمية بالغة وتعمل بكافة الوسائل المتاحة أمامها لمحاربتها واجتثاثها من جذورها.. وأشار إلى أن الشرطة تنفذ بين الحين والآخر حملات واسعة لمداهمة المحلات التجارية في المحافظة.. منوهاً إلى أنه تم مصادرة العديد من المفرقعات الخطيرة التي يمنع القانون بيعها واستخدامها من قبل المواطنين والأطفال، وجرى تحذير كافة التجار من حيازتها وبيعها في حلاتهم التجارية.. واكد أن الحملة مستمرة والمداهمات قائمة لمصادرتها وسيتم معاقبة كل من يخالف القانون ويبيع هذه المفرقعات.