سعيد اليافعي .. شاب عشريني كان قدره أن يعيش بعيداً عن وطنه بعد أن استقر أهله..في السعودية.. سعيد الذي لم يحالفه الحظ أو بالأصح الظروف لزيارة اليمن منذ ولادته.. يتوق الآن وبحرارة لزيارة اليمن بل والاستقرار فيها رغم ما يعيشه البعض هنا من ظروف .. سعيد ليس نموذجاً سوى لعديد شباب اغتربوا رغماً عنهم، أو لجأوا للاغتراب بأنفسهم.. لكن في كلا الحالتين فإن جميعهم يحملون في داخلهم أنيناً يحرقهم وحلماً يؤرقهم للعودة إلى أوطانهم.. كان لصفحة (شباب) لقاءات مع مغتربين في مدينة جدة بثوا همومهم وآمالهم وآلامهم وطموحاتهم عبر (الجمهورية).. البداية كانت مع مصطفى أمين ،الذي يعمل مهندساً إلكترونياً في مدينة جدة.. حيث قال: العودة للوطن حنين يلازمني بغرض الزيارة فقط.. لكن بالنسبة للعمل فإني لست مستعداً بالمغامرة بمستقبلي والعمل في اليمن لأني أدرك تماماً بأني لن أحقق طموحاتي، ليس معنى هذا أني لا أتمنى أن أعمل في اليمن، لكن هذا مرهون بتحسن الظروف المعيشية هناك. وأنا لا أعيش هنا في السعودية حياة رغيدة ، لكني أعتبرها مريحة بعض الشيء. أتمنى العودة الى اليمن عبد الله عبد القادر، كان أحد الهاربين والطافحين من الأوضاع الاقتصادية حيث لجأ إلى السعودية عن طريق العمرة قاصداً العمل إلى حين ولادة (الفيزا) .. يحكي معاناته بمرارة ويقول: تركت المدرسة وأنا في الصف الأول ثانوي ،واتجهت للعمل بسبب ظروفي ومكثت لمدة خمس سنوات أعمل ليل نهار دون نتيجة تذكر، مع أني أمتلك حماساً كبيراً وقدرات عالية في العمل، لكن للأسف لم أستطيع تحقيق طموحاتي، واضطررت إلى أن ألجأ للعمل في السعودية ولي سنتان إلى الآن، لكني أيضاً لم أشعر بالقناعة الكاملة في عملي، وحالياً أتمنى العودة لليمن.. لكن يبقى السؤال: هل سيلبي وطني طموحاتي وأحلامي؟؟. تفكير في الاستقرار عبد الله إبراهيم شاب ثلاثيني عانى الأمرين عندما كان مستقراً في اليمن - حسب قوله: فقرر الاغتراب في السعودية لكنه أيضاً واجه صعوبات أقسى.. عشر سنوات قضاها عبد الله في السعودية متنقلاً بين عمل وآخر إلى أن استقر في العمل لدى إحدى الشركات وأصبح يحمل درجة وظيفية عالية.. يذهب عبد الله لزيارة اليمن سنوياً حيث الأقارب هناك .. ولكنه يفكر الآن بعمل مشروع في مدينة الحديدة والاستقرار فيها.. الدراسة في اليمن والعمل في الغربة الكثير من المغتربين يتجه للدراسة الجامعية في اليمن، لكنهم بعد أن يقضوا أربع سنوات أو أكثر سرعان ما يعودون سريعاً للبحث عن عمل في بلاد الغربة.. حسن علي سلمان، قضى ثلاث سنوات في دراسة البرمجة الحاسوبية بصنعاء لكنه بعد إنهائه الدراسة عاد إلى موطنه الاغترابي (مدينة جدة) للعمل هناك.. سألناه لماذا لا تفكر في العمل هناك حيث وأن اليمن تشهد تطوراً كبيراً في مجال تخصصك؟ أجاب: أنا أتمنى أن أعمل في اليمن.. لكن الخوف يسيطر عليّ سريعاً والأهم من ذلك فإن أهلي سيعارضون هذه الفكرة تماماً ولا يدركون بأن اليمن تشهد تطورات ونمواً اقتصادياً.. وإلى الآن فإني لم أجد العمل المناسب لتخصصي رغم تمكني من هذا التخصص وحبي له ، وأفكر أحياناً في السفر والاستقرار في اليمن حتى ولو كان الراتب ضعيفاً.