على غير عادته، اتصل بي زميل دراسة، شاكرًا ما كتبته الأسبوع الفارط، والذي كان تحت عنوان: (النقد الذاتي بصفته أسلوب حياة لا غنى عنه!)، لكن سرعان ما ترك زميل دراستي كلمات (المجاملة) جانبًا، وراح (يباغتني) بطلب مباشر وصريح أيضًا، وهو الكتابة عن كيفية مساعدة الشباب في أن يصبحوا محبوبين في محيطهم العملي، أو الاجتماعي، ما يعني بالضرورة في حياتهم بشكل عام، خصوصًا والحياة تزداد تعقيدًا يومًا إثر آخر بل وصعوبة بشكل لافت أيضًا..! أصدقكم القول وجدتُ الأمر في البداية مجرد (مشاغبة) كنتُ أعتدها من زميل الدراسة في أحايين كثيرة، غير أنني، بعد لحظة تأمل، وجدتُ في الطلب ما حثني بعد ذلك أن أبحث في بعض ما أملكه من كتب، أو قُل - زعمًا- مكتبتي الصغيرة، فوصلت بعد عدة محاولات إلى مجموعة نصائح، بعد اختصارها أصبحت عشرًا، أزعم - للمرة الثانية- بأن فيها من الفائدة ليس للشباب وحسب بل وللكبار أيضًا! ما يكفي ليتغير (أسلوب) تفكيرهم وحياتهم بالضرورة، أوردها بحسب ما يلي: أولاً: حاول دائمًا ألاّ تنسى أسماء مخاطبيك، ودع الابتسامة ترتسم على وجهك من وقت إلى آخر في أثناء الحديث، فإنها تسهّل التقرب من الآخرين. ثانيًا: انظر إلى الشخص الذي تتحدث معه وحاول استعمال اسمه في أثناء حوار أو محادثة ما، فهذا يزيده ثقة بك حتى لو كان على اختلاف في الرأي معك. ثالثًا: يجب أن تتجنب ارتفاع الصوت في أثناء الحديث وأن تتكلم بصوت هادئ، خاصة عند المناقشة واختلاف الآراء، لأن الصوت المرتفع والانفعال قد يضعانك في موقف ضعف. رابعًا: لا تفرض رأيك على الآخرين وتجزم بأنك على حق، وليكن لديك استعداد كامل لسماع الرأي الآخر، فهناك وجهات نظر أخرى هي في معتقد أصحابها صحيحة. وإذا أردت الإصرار على رأيك فقل: "أنا أحترم وجهة نظرك، لكن لدي وجهة نظر أخرى"، ولا تقل أبدًا: "أنت مخطئ تمامًا" أو "أنت لا تعرف ما تقول".. لأنها عبارات قد تهين الآخر حتى ولو كانت عن غير قصد. خامسًا: لا تدّعي المعرفة في الموضوعات التي تعرفها حتى لا تتعرض إلى مواقف إحراج إذا ما تم سؤالك عنها، وفي الوقت نفسه حافظ على ثقتك بنفسك فأنت تعرف الكثير عن موضوعات أخرى. سادسًا: لا تظهر ثقافتك أمام أشخاص قد تشعرهم بالجهل، واجعل المتحدث إليك يشعر بأنك تهتم بحديثه واشكره إذا قال لك معلومة جديدة، وخاطب كل شخص على قدر عقله. سابعًا: جميل أن تظهر خفة الدم أمام الآخرين فهذا يشعرهم بسهولة التعامل معك، لكن أظهرها فقط إذا سمح الموقف بذلك، ولا تفرط في المزاح دائمًا لأن الفكاهة الزائدة قد تفقدك احترامك بينهم. ثامنًا: إذا ما كنت لا تعرف شيئًا عن موضوع المحادثة في إحدى جلساتك، فلا تبق في مكانك صامتًا، بل اسأل بطريقة معتدلة وحاول أن تتعلم ما لا تعرفه من دون خجل. تاسعًا: لا تكن متشائمًا في جلساتك مع الآخرين أو تختار دائمًا الموضوعات المحزنة، بل على العكس اجعل الأحاديث مرحة ومسلية لتكون أنيسًا ومحببًا لكل من يجالسك. عاشرًا: كل شخص قد يكون لديه نقص ما، إن كان في شكله أو لباسه أو علمه أو أمور شخصية أخرى، حاول ألاّ تتناول أمامه الموضوعات التي تمس بهذا النقص لديه، فهذا قد يحرجه ويبعده عنك. - حسنًا هل تعتقدون معي أن في الأمر- كما هو بعاليه- ما يستحق أن نبدأ بتطبيقه على الفور...؟!!