ظهر أمس أمام الزائرين للمتحف الوطني بصنعاء التمثال البرونزي اليمني "هوثر عثت " وذلك لأول مرة بعد خضوعه لعملية ترميم بمتحف اللوفر بباريس منذ مطلع العام الجاري 2007م. وعرض التمثال في الدور الأرضي للمتحف الوطني في جناح الملك ذمار علي يهبر ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنات ويعتبر "هوثر عثث" ثاني اكبر تمثال برونزي بعد ذمار علي حيث يعود تاريخه إلى العصر السبئي ويجسد شخصية عاشت في مدينة نشق (البيضاء) بمحافظة الجوف في القرن السادس قبل الميلاد وقد خضع لعمليات ترميم في متحف اللوفر الفرنسي بدعم من شركة توتال للاستكشاف والانتاج النفطي في اليمن، وقد شاهد "هوثر عثث" خلال عرضه بمتحف اللوفر على مدى ستة اشهر الملايين من السياح والأجانب زوار اللوفر. وفي تدشين عرض التمثال الذي حضره مدير متحف اللوفر بباريس والسفير الفرنسي وفريق فني يمني فرنسي وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بصنعاء اعتبر وزير الثقافة الدكتور/محمد أبو بكر المفلحي تنصيب التمثال اليمني "هوثر عثت" بعد رحلة ترميمه في متحف اللوفر بباريس دلالة على مدى ما وصلت إلية العلاقات بين اليمن وفرنسا من تطور.. مشيداً بالاهتمام والرعاية والجهد العلمي والفني الذي حظي به التمثال من قبل فريق وأعضاء متحف اللوفر بفرنسا وإعادته بهذا المستوى الذي نراه اليوم.. متمنياً استمرار العلاقات المتميزة بين وزارة الثقافة ومتحف اللوفر. من جانبه أعرب مدير عام متحف اللوفر بباريس السيد" هنري ليورتي" عن سعادته الكبيرة لزيارة اليمن وقال ليورتي: "منذ انشاء متحف اللوفر بفرنسا عام 1793م كان للمتحف ميول عالمية، مشيراً إلى أنه منذ توليه إدارة المتحف عمل جاهداً على إحياء وتجديد هذه التوجه من خلال توسيع مجالات التعاون العلمي والثقافي مع البلدان الصديقة". وأضاف مدير متحف اللوفر: "اليمن بلد غني بتاريخة وتراثه وهو بلد طالما تمنى متحف اللوفر التعاون معه، كما حلمت منذ وقت طويل أن اكتشف اليمن قبل أن يبدأ التعاون بين الجانبين في عام 2005م، عن طريق البعثات التي سمحت بالتشخيص والتعريف بالخطوط التوجيهية للتعاون العلمي والملموس من خلال توقيع اتفاقية تعاون في ديسمبر 2006م تنظم العلاقة بين متحف اللوفر والهيئة العامة للآثار والمتاحف في اليمن. معتبراً هذه الاتفاقية خطوة أولى للتعاون بين المتحف ووزارة الثقافة اليمنية في المجالات العلمية والتدريب وتبادل الخبرات والفعاليات والتي تخدم الموظفين اليمنيين.. معرباُ عن استعداد اللوفر في إبراز مجموعة المتاحف اليمنية والمساعدة في اعداد برنامج لعلم المتاحف وتنظيم المعارض ومشورات ونصائح تخص الحفاظ وترميم الآثار اليمنية. فيما أعرب مدير عام شركة توتال الفرنسية باليمن/جان ميشيل لافارن/الداعم لعملية ترميم التمثال بقيمة ب 150 ألف دولار عن اعتزاز الشركة بهذه المساهمة الداعمة لجهود اليمن في تعزيز إمكاناتها الثقافية، مشيراً إلى ما تقدمه الشركة بالتعاون مع وزارة النفط والمعادن من مساهمات لدعم التنمية المحلية في شبوة وحضرموت. إلى ذلك قال السفير الفرنسي بصنعاء "جيل غوتيير" نحتفل اليوم بعودة شخصية يمنية عريقة إلى بلادها اليمن، هذه الشخصية إذا لم تكن ملكاً كما تصورنا في الأول فإنها بالتأكيد شخصية محترمة ولدت قبل 2500 سنة في منطقة الجوف وسافرت إلى فرنسا في يناير 2007 لترميمها وعادت منذ اسبوعين إلى اليمن، واليوم يتم عرضها في المتحف الوطني بصنعاء. وأضاف السفير الفرنسي: "إن ترميم تمثال "هوثر عثت" الرجل البرونزي هو من أول الأعمال في إطار اتفاقية التعاون المبرمة في ديسمبر 2006م بين الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومتحف اللوفر، وكانت لهذه العملية أوجه إيجابية مختلفة وعملية الترميم أمّنت الحفاظ على واحد من أهم التمثايل اليمنية القديمة، وسمحت عرض هذا التمثيل في ظروف جيدة للجمهور الفرنسي في باريس لمدة 6 أشهر".. منوهاً إلى أن عملية الترميم فتحت الباب لدراسة علمية وفنية كاملة للمادة المتسخدمة وفي الكتابة المنقوشة.. مشيداً بالتعاون القائم بين الفريقين اليمني والفرنسي في هذا المجال، وبالدور الذي قامت به الخطوط الجوية اليمنية في نقل التمثال ذهاباً وإياباً. بعد ذلك تم استعراض دور الفريقين اليمني والفرنسي في عملية ترميم التمثال، حيث ضم الفريق رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف عبدالله باوزير، ومدير المتحف الوطني في صنعاء عبدالعزيز الجنداري، ومديرة الآثار الشرقية في متحف اللوفر السيدة/بيياتريس اندرية سلفاني/وعدد من الخبراء والفنيين والتقنيين اليمنيين والفرنسيين. بعد ذلك طاف وزير الثقافة ومعة الوفد الفرنسي بأروقة المتحف الوطني وأقسامه المختلفة واستمعوا إلى شرح مفصل من قبل رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف عبدالله باوزير حول ما يحتويه المتحف ومكوناته وأقسامه المختلفة، واطلعوا على جناحات التراث والزراعة والمعارف التقليدية والأسلحة القديمة وجناحات الأزياء الشعبية وكسوة الكعبة، والمساجد، وجناح اليمن في العصر الإسلامي، والاطلاع على عدد من العملات اليمنية القديمة. حضر الافتتاح عدد من المسئولين والمهتمين والمتخصصين