الشاعر الشعبي المرحوم/سعيد عنبر فرج بالرغم من محدودية ثقافته واهتماماته الفكرية تمكن بطرق مختلفة أن يطور من أساليب تعامله مع الثقافة تحسين سبل حياته المعيشية واشتغل بالعديد من الحرف منها المحاماة وكتابة العرائض والصكوك والوقائع وفي تحرير الدعاوى والاستئناف والمرافعة ودرس الفقه وانكب على مطالعة الكتب الفقهية والتفسير والحديث وتكونت لديه مكتبة جامعة تضم الفاً وتسعمائة كتاب من مختلف العلوم. يقول الاستاذ/أحمد عوض باوزير في حديث الذكريات عن الشاعر العنبري تعلق بقرض الشعر في سن مبكرة وكان مولعاً بحضور السهرات الغنائية وكان كثير الترحال بين المكلا وشبام مسقط رأسه واكتسب طوال حياته المزيد من الخبرات والمعرفة وتمرس على مزاولة مهنة المحاماة بمفرده وأضاف الباوزير الذي هو من المعاصرين له وهكذا وضع شاعرنا العنبري قدميه على أول الطريق للشهرة وأصبح معلماً بارزاً من معالم المحاماة وبلادنا وكان عزيز النفس عفيفًا قوي الشكيمة لاتزعزعه المحن والنوائب بل متمسك بقيمه ومثله. للشاعر المرحوم/سعيد عنبر فرج عدة دواوين شعرية مخطوطة تتضمن مساجلاته مع كبار شعراء الدانالمشهورين وقصائد وطنية شعبية مكونة من ستين بيتاً ففي الحوار بين القهوة والشاي يقول في مطلعها: من قال من حكم قلت ولد عنبر اشهر محامي وحاكم تدعم احكامه حجة قوية عجز بالشعر من راسه في خدمة الناس دق لحمه مع عظامه وفي قصيدة له عن مسقط رأسه شبام يقول فيها: في حضرموت شبام عز بلادها شبامي الصفراء لها حنيت الله يرحمها ويستر وادها فيعا سقط راسي بها حليت أمي ونا مكتوب من أولادها على لبنها عنيت وتربيت وله قصيدة أخرى جميلة تنبأ فيها بالوحدة اليمنية وفي مطلعها يقول فائدتنا من الوحدة دعائم كنا ضد كل أجنبي قنبله هيدروجينية هي من البرد للبردان فيها مدافي وللحرارة يمانيات كنديشنيه وعن اغزو البرتغالي على مدينة الشحر بحضرموت له قصيدة طويلة من أربعين بيتاً نقتطف منها أهم الأبيات في الشحر لنوار تضرب كل شق حاطت بها أنوار رب العالمين يسعد في الشحر فيها من رحت مد ربه بالرجال المؤمنين ثوار ذي ذاقوا أبناء الحزق ماكانوا أشياء بها متوقعين البرتغاليون لي خذهم حمق عمى بصرهم وفروا هاربين هذي اليمن من نواها احترق أما الخبر مايجيبه التاليين ومن يحب شعبه يدق العظم دق ويدعم الثورة بكل ماهو يعين ولعله من المفيد أن نناشد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بحضرموت بإيلاء عناية بما تركه الفقيد العنبري ومنها دواوينه وطباعة مايمكن طباعته تقديساً لدوره الأدبي وما بذله من جهد في مجال الشعر الشعبي بحضرموت.