لا شك أن الكثير من الشباب يتعرضون الى صدمات عاطفية وخاصة المراهقين منهم،يفرضها عليهم واقع معاش،وينجم عن ذلك مشاكل اجتماعية واضطرابات نفسية وانهيار للشخصية قد يتبعها في غالبية الأحيان انحراف أخلاقي..قد تتعدد الأسباب والنهاية تظل واحدة. تعتبر مرحلة الصدمة العاطفية من أخطر المراحل التي يمر بها الشباب من الناحية النفسية والفكرية و التي لا بد من ايجاد حل مناسب وسريع للخروج من هذه الأزمة من أجل المحافظة على توازنه وسلوكه وحالته النفسية،فالشاب والفتاة..قبل أن يتعرضا لأي صدمة عاطفية لا شك أنهما فكرا وعاشا مع ذكريات تقوم على أساس تفاهم وحب وبناء لطموحات وآمال مستقبلية في كيفية بناء أسرة كحلم ظل يراودهما وتمنيا كثيراً تحقيق اللقاء المشروع الزواج"،يمك أن نقول أن هذه المرحلة مرحلة حب صادق وبريء،وفجأة ينتهي ذلك الحب وتلك الطموحات والأحلام في أن يتزوج أحدهما ويترك الآخر..لا بأس أن يكون الآخر ضحية للواقع الذي فرضه القدر..فالشخص في هذه الحالة يصاب بإظطرابات تحولية وانهيارات نفسية ويكثر ذلك عند النساء..ومن كان صادقاً في حبه سواء الرجل أو المرأة هو الأكثر عرضة للإصابة بالمرض النفسي ومن الطبيعي أن يتعرض لتداعيات هذا المرض فعندما لا يصل الى آماله في لقاء حبيبه عن طريق الزواج الشرعي..وقد اكُتشف طبياً أن من يقع في هذه المواقف قد يعاني من مشكلة لا يستطيع التعبير عنها بشكل لفظي فيقوم الجسد بالتعبير عنها من خلال المعاناة الداخلية حيث تصل المؤثرات الى المخ ومنه الى الأعصاب ومن ثم الى الدم مما يسبب داءً جسدي محسوس.فالصدمات العاطفية لا تؤثر نفسياً فحسب بل إنها تؤثر جسدياً أيضاً نتيجة لتراكم مواقف الحياة على الشخص المحب وعندما تتعدد تلك المواقف قد يمكن أن تمر ولكنها تستعاد عند حدوث أي مؤثر..وقد يحدث أيضاً مرض نفس لمن يعيش في فراغ عاطفي والذي يكون في حاجة ماسة لإشباع هذا الفراغ من خلال معرفته بالجنس الآخر والعيش معه والتواصل..حتى لا تتكون رواسب ومحفزات للإصابة بالمرض النفسي. قرار بعدم التزوج!! أحد الأشخاص "28 سنة" مصاب بمرض نفسي يقول: قررت ألا أتزوج بعد أن تزًوجَت حبيبتي التي عشت معها قصة حب حقيقية ولفترة طويلة استمرت ما يقارب أربع سنوات،ويذكر أنا ليس بحاجة لأن أبحث عن امرأة أخرى فأنا الآن لا أريد أن أقع في مسببات لمرض آخر. 43 عاماً وعازب..وأربع صدمات عاطفية!! على الجانب الآخر أيضاً هناك أحد المصابين بمرض نفسي عمره 43 سنة يقول: لا أريد الزواج نتيجة لما تعرضت له من صدمات عاطفية في حياتي فكل من أحب أتفاجأ بتزوجه..ويسرد قصته قائلاً:"أحببت الأولى فتزوجت فكانت أنذاك بداية مرضي ثم أحببت أخرى فتزوجت ومن ثم الثالثة وكان غرضي من ذلك الزواج الشرعي ثم أحببت الرابعة فتزوجت هي الأخرى،ثم تداعى مرضي حتى أصبحت أعاني من قلة النوم وكثرة التفكير والقلق والتوتر المستمر حتى أصبحت طريح المرض..وهو الآن يستخدم العلاج وكما يقول "أحس بتحسن نوعاً ما ولكن يزداد مرضي حين أتذكر شيئاً من الماضي..وهأنذا أبحث عن امرأة لأخطب ثم أتزوجح مباشرة حتى أتخلص من محنتي التي قدرها الله عليا. صدمة عقدتني من الزواج! فتاة هي الأخرى عازبة تبلغ من العمر37 عاماً تقول:ان قسوة الحياة تفرض المستحيل،ولأن المرأة أكثر عاطفة ووفاء!! فهي التي تعاني وتكون أكثر عرضةً لأي صدمة عاطفية وبسبب مشكلاتي مع أهلي والسبب من يتقدمون للزواج مني،وكنت أفكر بشخص آخر ادعى الوفاء ليتركني بعدها ويتزوج..والآن أرى الرجال جميعهم أشراراً!..سمتهم الخيانة،مع أن هناك من الرجال معتدلين وأوفياء..واذا تقدم الآن رجل يمتلك مواصفات كما أفكر يمكن أن أقبل به وأتزوجه،وتضيف إن عزتي وكرامتي وشرفي أغلى من الذهب وأفتخر بمكانتي وليس عيباً ألا أتزوج فأنا أحس بالإطمئنان ولا يهمني أن أتزوج بقدر ما يهمني قبول الرجل المناسب.. بعد هذه القصص التي أوردناها دون أن نذكر أسماء أبطالها كما أرادوا هم..واحتراماً منا لمشاعرهم فعلنا ذلك..نلاحظ أن من يقع في شرك الصدمات العاطفية ليس رغبة منه أن يكون ضحية أو على الأقل خوض كل هذه الصعوبات والمعوقات التي نحن جزءاً من سبب خلقها ونصبح مسرحاً لقصص خيالية وأفلام نهايتها ضحايا للتفكير المفرط!!.. على كل الشباب أن يتحملوا مسئولية ما يجنون وما يجنيه الواقع حلواً كان أو مراً..وهذه مسائل شخصية كل يفكر حسب ما يراه مناسباً وأيدلوجيته.