بعد خمسة اشهر من التردد على المستشفيات العامة والخاصة والعيادات الطبية، حاملاً ملفاً مثخناً بالفحوصات والتشخيصات الطبية الخاطئة التي كانت تحاول معرفة حقيقة مرضه، ومعه رعب أهله الذين دب فيهم اليأس والحيرة، وبدأوا يستسلمون لما يسمعونه عن سحر ومس مزعومين وصل (س. م. ص) 24 عاماً إلى مستشفى الكويت في حالة من الإعياء الشديد بسبب مرضه الغريب الذي يأتيه بالحمى الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات' والطفح الجلدي وتورم المفاصل ليلاً، وعودته إلى حالته الطبيعية نهاراً.. واستطاع فريق طبي برئاسة الأستاذ الدكتور حامد عمر الكاف أستاذ الكبد والجهاز الهضمي والمناظير بجامعة صنعاء، مدير عام مستشفى الكويت الجامعي تشخيص الحالة الغريبة، التي قال عنها الدكتور الكاف بأنها أول حالة تظهر على مستوى اليمن، وأن هذا المرض يسمى (استيل)، وهو مرض روماتيزمي مناعي يظهر عند الشباب أقل من 35 عاماً. وأضاف الكاف: إن هذه الحالة من الحالات المرضية النادرة الحدوث على مستوى العالم.. إنه مرض غريب لا يمكن اكتشافه بالوسائل التشخيصية المباشرة كونه يظهر على أشكال وأعراض مرضية مختلفة، بل من خلال مؤشرات تظهر على نسبة الصفائح الدموية وكريات الدم البيضاء، بالإضافة إلى فقدان الوزن واستسقاء في غشاء القلب. موضحاً لموقع «سبتمبرنت» أن الدلالات التي تؤكد إصابة الشخص بهذا المرض هي ارتفاع نسبة كريات الدم البيضاء وصفائح الدم والنقص الزلالي في الدم وبروتين في البول بالإضافة إلى الدلالات السلبية للمناعة والارتفاع الملحوظ في نسبة ترسب الدم وكذا ارتفاع كبير في نسبة الحديد والبروتين المتفاعل سي وارتفاع أيضاً في الإنزيمات الكبدية. وأشار الدكتور حامد الكاف إلى أنه سبق وتم اكتشاف حالة مماثلة في مستشفى جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، كان قد شاهدها أثناء دراسته العليا لنيل درجة الدكتوراه من الجامعة المصرية، وأن تسمية هذا المرض باسم (استيل) تعود إلى الطبيب العالمي الشهير جورج استيل الذي اكتشفه عام 1897م. مؤكداً أن المريض بدأ يتماثل للشفاء بعد أن تم تشخيص مرضه الغامض وأخذ جرعات من الأدوية بانتظام تحت إشراف طبي دقيق. لافتاً إلى أن هذا المرض الغريب ينقسم إلى ثلاثة أنواع، الأول يشفى بشكل تام، والثاني يذهب ويعود للمريض مع احتمال تعرضه لنكسة كبيرة، أما الثالث فلا يستجيب للعلاجات العادية ويعالج من خلال عدد من الأدوية المثبطة لفترات طويلة. المريض سليمان قال: إنه كان قد ذهب إلى عدد من المستشفيات والأطباء وكانوا يعطونه عدداً من الأدوية المختلفة للملاريا ورماتيزم القلب وغيرها من الأمراض، فيما كانت حالته تزداد سوءاً قبل إن يصل إلى مستشفى الكويت يوم 3 /7/2007م واكتشاف حالته من قبل الفريق الطبي برئاسة الدكتور حامد الكاف، وعضوية الدكتور مراد شجاع الدين رئيس قسم الباطنة والدكتور محمد بامشموس أستاذ أمراض الباطنة والغدد الصماء والدكتورة شايا ساونت أخصائية أمراض الباطنة والدكتورة لينا توفيق العامري أخصائية باطنية. وأشاد المريض بالعناية الطبية والخدمات الصحية المتطورة التي يقدمها المستشفى له ولكل النزلاءمعبراً عن شكره وامتنانه لإدارة مستشفى الكويت الجامعي وكل العاملين فيه. وكان قد تم في وقت سابق من العام الجاري وفي مستشفى الكويت الجامعي أيضاً اكتشاف حالة مرضية نادرة 'تسمى (متلازمة روثمان تومسون)، وهي عبارة عن مرض جلدي غريب، وكانت هي الحالة رقم 251 المسجلة عالمياً، والأولى على مستوى اليمن بمصاحبة الاستسقاء الرئوي. تلك الحالة التي تم اكتشافها من قبل فريق طبي برئاسة الدكتور حامد الكاف - وعضوية كل من: د.شايا ساونت، والدكتور ربيع العنسي، طبيب مقيم في أمراض الباطنية' عبارة عن مرض جلدي نادر لفتاة يمنية تبلغ من العمر 19 عاماً حضرت إلى المستشفى تعاني ضيقاً في التنفس، وبعد إجراء الكشف الطبي لها اتضح أن لديها مرضاً جلدياً غريباً «لم نرَ مثله من قبل»، إضافة إلى استسقاء رئوي لا يجد الفريق الطبي سبباً له.. ومن خلال ترقيد الحالة وإخضاعها لما يسمى بالفحوصات الاستثنائية وجد أن هذه الحالة المرضية تنطبق على متلازمة روثمان تومسون، التي هي عبارة عن مرض جلدي ناتج عن خلل جيني يؤدي إلى ظهور تشوهات وزوائد جلدية وخلقية في الأطراف.