خطاب استثنائي قلادة السيدة بنت أحمد قفْ عند هذي الكبرياءْ قف عند هذي الكبرياءِ.. فإنها نصفُ البكاءْ، أحلى من القمر المرتَّبِ في قناديل المساءْ، قلادةٌ، طينٌ وماءْ، حديقةٌ تكفي لكي تتزيّنَ الدنيا بسائر ما تبقّى في دم العشّاقِ من عبق النساءْ وقفتْ هنالك وحدها، تنشقّ عن بطلٍ ينازل صدرَها، تتعلّم الأسماءَ، لا التفاحُ أنقض ظهرَها ثمراً ولا نالت على يدها الحياءْ. ركضتْ هنالك تقتفي أثرَ الربيعِ وللربيع قلادةٌ لا تستوي فيها الدماءْ..، قِفْ عند هذي الكبرياءِ.. فإنها نصفُ البكاءْ قلادةٌ، طينٌ وماءْ قِفْ عند هذي الكبرياءْ.. إن القلادةَ وحدها تكفي لتنشقَّ السماءْ.. يا أيّها الثقلانِ: هذي الكبرياءُ قلادةٌ، مُذ بايعت حَوّاءُ سيّدَها على القّد الرشيقِ، وأنتمُ الأعلونَ، أعلى من دمي، لا الكبرياءُ ولا القلاده، أنتمُ الأعلَوْنَ من قبل المماتِ إلى الولاده.. أنتمُ الأعلونَ، مذ هبّتْ خوافي الطيرِ بالنبأ اليقينِ وباتت القيعانُ أشواقاً تلحّ.. على سليمانَ الحكيمِ وصافناتُ الجنِّ فتحُ مذ كان في القيعان صَرْحُ.. أَنْتُمُ الأعلونَ، ساداتُ النساءِ يلدنَ من أصلابكمْ ويمتنَ في ألقابكمْ أعلَوْنَ من قبل الهوانِ وبعدما كانت هنالك جنّتانْ يا أيها الأعلونَ، مذ غرقتْ قُرانا في خرائبِ مترفيها: والعذابُ يعضّ في قطعانكمْ ويفوح من قيعانكمْ مذ حلّ بالقيعان نزحُ أنتمُ الأعلونَ، وحدي والجراحُ على الجراح تشقّ جلدي - «كلما داويتُ جرحاً سال جرحُ» ذهب الذين أُحبّهم، فالبحرُ قاعٌ صفصفٌ والبرُّ ضِيقُ، ذهب الذين أحبّهم.. جبريلُ والحُنفاء والبرقُ اليمانيُّ العتيقُ،، تفرّقوا ولقد يفرّ المرءُ من دمه إلى دمه الشقيقْ، ولقد تحلّ الفتنةُ البيضاءُ ما بين القلادةِ والعقيقْ فأنتمُ الأعلونَ، وحدي، والقلادةُ وحدها، تنتابنا العبراتُ نبكي، كلما نبكي تُفّرقنا الطريقْ، ولقد تكون حياتُنا الدنيا جناحَ بعوضةٍ، إلاَّ الملوك لكلّ يومٍ عندهم شمسٌ وريحْ