ترجمة.سميح نصر بعد رحلة بحث ناجحة عن الغذاء، تعود النحلة إلى الخلية، فإنها كثيراً ماتؤدي حركات راقصة تعكس صورة مصغرة عن تفاصيل رحلتها. وتعتمد تلك الحركات على المسافة والاتجاه التي تقع عندها الوجبة المنشودة. فقد فاز البروفسور فون فريش بجائزة نوبل لدراسته لهذا السلوك، الذي قاده إلى استنتاج أن رقص النحلة ينقل معلومات عن مكان ومصدر الغذاء لزميلاتها في الخلية، ومن ثم تمكينهم من إيجاد واستغلال نفس الموارد بيد أنه مازال هناك جدل مستمر حول هذا التفسير، والاعتقاد السائد اليوم بأن النحل يهتدي إلى أماكن الغذاء عن طريق روائح الأزهار وماالتقطته العاملات ، وليس عن طريق رقص العاملات الأخرى فإذا صح ذلك، فإن وظيفة الرقص الذي يجسد المعلومات دون إبلاغه إلى النحل الأخرى..مايزال غامضاً. فقد تم اقتراح تفسير لهذه الظاهرة بدراسة سلوك الأنواع الأخرى التي تقوم بالرقص وتسمى بالحركات الإيدثوليتكية وهي الحركات التي تعكس صورة مصغرة لما حدث سابقاً. فعلى سبيل المثال «فراشة الضوء» تؤدي حركات بعد الرحلة تدل على طول رحلتها. أيضاً ترقص بعض النحل «غير الاسعة» بعد العثور على الغذاء هذه الرقصات، مثلها في ذلك مثل النحل، تجسد معلومات عن رحلة النحلة، ولكن هذه المعلومات لاتستخدمها النحل الأخرى غير الاسعة وإنما يعمل الرقص على إثارة المجندين للخروج والبحث عن الغذاء. وبالمثل النحل الأفريقي معروف بأدائه الرقصات التي تنقل معلومات عن موقع مصادر الغذاء ولكن لايستجيب لتلك الرقصات النحل الأخرى بسبب أن البحث عن الغذاء عند هذه الأنواع الفرعية نشاط فردي ولهذا فإن النحل والحشرات الأخرى قد تقوم بحركات تحمل معلومات غير اتصالية. وللشرح كيف تطورت طريقة رقص النحل فيفترض كاتب المقال بداية تطور الحركات الايدثوليتكية في أول مراحل التطور وعملت على تذكر الأماكن التي زارتها مؤخراً وعندئذٍ عندما تطورت النحل إلى مجموعة شغالات جاؤوا بالاعتماد على الروائح التي التقطتها الشغالات كدليل إرشادي لموقع الموارد. أخيراً اتخذت سلوكاً بهلوانياً كطريقة جديدة لجذب انتباه العاملات بمكان الأزهار. وبالرغم أن رقص النحلة يدل على أماكن الغذاء، فليس من الضروري أن نفترض أن رقصات النحل تنقل معلومات إلى النحل الأخرى ومع ذلك فقد يعبر الرقص عن نجاح العاملة حديثة الطيران ولفت الانتباه إلى الروائح المرتبطة بمصدر الغذاء.