النظافة في مدينة عدن .. عنوان لكل من يزور العاصمة التجارية والاقتصادية كونها اليوم هي المدينة الأكثر نظافة من بين المدن اليمنية وفق نتائج الاستبيان الذي أجري لعشرات الزوار القادمين إلى المدينة وبشهادات كل الوافدين إليها.. «الجمهورية» التقت الأخ قائد راشد المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين في مدينة عدن وذلك لتسليط الأضواء على جانب النظافة والتحسين .. إلى جانب ما يمثل من انموذج .. حيث استهل حديثه قائلاً: 1900 عامل ينظفون عدن يتولى صندوق النظافة والتحسين بمحافظة عدن تنفيذ عدد من المشاريع في مجال النظافة وتحسين المدينة وأعمال الزينة والتشجير وأعمال النظافة موكلة ل1900 عامل يقومون بأعمال التنظيف لكامل احياء ومناطق مدينة عدن في رفع القمامة والأتربة ومخلفات البناء وغيرها وأيضاً يقومون بتنظيف السواحل خصوصاً أيام الاجازات والعطل العيدية والأسبوعية.. وكذلك يقوم عمال النظافة بتنظيف بعض المدارس التي تقام فيها فعاليات خلال الاحتفالات بالأعياد أو في المناسبات المختلفة. أيضاً نقوم بأعمال التشجير والتحسين من حيث صيانة الطرقات خاصة في البرادورات المكسرة المجاورة للزهور.. طلاء الأرصفة .. طلاء خطوط الطرق كاملة.. حيث تم اعادة طلاء الشوارع الرئيسية.. تركيب الإشارات المرورية. هذا العمل بدأنا به في الأماكن المهمة ووفق الميزانية والإمكانات والاعتمادات المتاحة. الشيء الآخر نقوم بالتشجير وزراعة الزهور بمختلف أنواعها إلى جانب اهتمامنا بعملية الصيانة للنوافير والمزينات الجمالية الثابتة والمتحركة. أيضاً نقوم بمتابعة أعمال مقالب القمامة تصريف القمامة وأعطينا هذا الجانب اهتماماً كبيراً حيث كانت عندنا مشكلة في مقالب القمامة القديمة في دار سعد الذي كان يسبب مشكلة بيئية كبيرة. وقد تخلصنا منه في 2252007م وتم نقله إلى بئر النعامة حيث يوجد مكان خصص للقمامة بمسافة 4 كيلو مترات مربعة .. وقدمنا دراسة لصندوق التنمية الاجتماعي لبناء سور الموقع.. وذلك للبحث عن ممول لأن مشروع بناء السور سيكلف كثيراً.. والصندوق موازنته محدودة وجميع إيراداته تذهب إلى رواتب العمال وتشغيل وقيمة مواد وقطع غيار وغيره. الإمكانات ماذا عن توفر الآليات ومعدات النظافة؟ الآليات موجودة ونسعى إلى ادخال سيارات حديثة وكذلك آلات احتياطية للعمل.. لأن عمل النظافة متعب وأيضاً معرضة وسائله لأية حوادث أو تلف ولابد من توفر سيارات احتياط ونحن نتابع لتزويدنا بالمعدات الحديثة والتكميلية ونسعى إلى أن نمتلك شيولات وغرافات وقلابات كبيرة بحيث نتمكن من تنظيف جميع المخلفات وتبقى المدينة نظيفة دائماً بشكل مستمر. وقد زودنا بكناستين للسواحل.. لأن مدينة عدن ساحلية ويرتادها كثير من الناس وقد تم تخصيص واحدة لخورمكسر وللتواهي.. وأخرى لساحل البريقة ونسعى لتزويدنا بواحدة لساحل أبين يبلغ قيمة كل منها 18 مليون ريال. عمل النظافة مستمر هل لكم حملات موسمية للنظافة مثلاً؟ خصوصاً أيام الأعياد والاجازات؟ نحن ملتزمون بالعمل على مدار العام وبشكل منظم ومستمر وليس في فترة دون أخرى أو مناسباتي.. فالنظافة مطلوبة في كل أيام السنة وعلى كل الأحوال .. وقد تم إشعار جميع عمال النظافة بذلك وأخذنا تعهد منهم بالحضور والدوام في أي وقت ولدينا عمال بالأجر اليومي.. تم ابلاغهم بأن أي غياب سيتم استبدال العاملين بآخرين بمجرد الغياب وبنفس مخصص الراتب.. وبهذا الاجراء وجدنا التزاماً كاملاً من قبل العاملين وقد مرت أيام الإجازات لعيد الفطر والاحتفال بالذكرى ال40 لعيد الاستقلال على خير مايرام حيث يقوم صندوق النظافة والتحسين بتجهيز خطط وآليات عمل قبل العيد عن عدد العمال والآليات وتوزيع المناوبات ووضع جداول بذلك. الاهتمام بوضع العمال هل ترافق ذلك مع الاهتمام بتحسين وضع العمال؟ نسعى لتحسين وضع العمال بما في ذلك الاهتمام بجوانب التأمينات التأمين الاجتماعي والتأمين الصحي وخلال العام القادم ان شاء الله سيتم الاهتمام أكثر بوضع العاملين. الحدائق الجديدة ماذا عن جهودكم في مجال الاهتمام بالحدائق وزراعة الجزر والجولات؟ الجهود منصبة في الاهتمام بهذا الجانب كون محافظة عدن مدينة ساحلية ومنطقة حارة ويقصدها كثير من الناس من داخل البلاد وخارجها وكذلك فإن سكان المدينة بحاجة إلى وجود العديد من المتنفسات والحدائق. حيث يجرى العمل حالياً في تأهيل 13 حديقة على حساب المجالس المحلية وتبلغ تكلفة تلك المشاريع حوالي 540 مليون ريال أيضاً قمنا بزراعة الجزر في وسط الشوارع الرئيسية وفي الجولات وغيرها من الشوارع وبلغت تكلفة تلك الأعمال حوالي 15 مليون ريال. حمامات في الأماكن العامة ويضيف مدير النظافة والتحسين قائلاً: مشروع الحمامات العامة في الأماكن العامة من المشاريع المهمة التي حرصنا في ادارة صندوق النظافة وتحسين المدينة على تنفيذها وإقامتها في عدد من المناطق التي يرتادها الناس بشكل كبير. وقد تم انجاز ستة حمامات بتكلفة 63 مليون ريال وبتمويل مشروع الاشغال العامة ومن شركتي النفط وكاتون.. وهي موزعة في مناطق القاهرة وساحل جولد مور، وفي حديقة فكتوريا وفي الساحل الذهبي. مخصصات النظاف ماذا عن البرنامج الاستثماري لمشاريع النظافة والتحسين؟ اعتمد البرنامج الاستثماري 144 مليون ريال لمشاريع النظافة وتحسين المدينة وهو مبلغ ضئيل مقارنة بما تحتاجه مدينة عدن التي أصبحت اليوم مدينة سياحية وعاصمة تجارية وصناعية ومنطقة تجارة حرة وهذا المبلغ المعتمد في خطة البرنامج الاستثماري للعام 2007م بالتأكيد لا يكفي لتلبية احتياج المحافظة التي تشهد نمواً وتوسعاً ملحوظاً في مختلف المجالات والقطاعات وعلى مختلف الاتجاهات والصعد. مشاريع تواكب التوسع العمراني حيث لا يتم اعتماد المشاريع الا بعد أخذ رأي أعضاء المجالس المحلية في المديريات وخاصة في مجال الحدائق لتأخذ كل مديرية نصيبها بحسب الأولوية والاحتياج والكثافة السكانية. وقيادة المحافظة ممثلة بالأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ المحافظة مهتمون بإنشاء الحدائق وتأهيل الحدائق الموجودة خصوصاً الحدائق المهملة حتى لا تقع عرضة للبسط والنهب.. في نفس الوقت رأينا أن يتم تشغيلها وسحبها من المستثمرين الذين عملوا على إهمالها.. وفي منتصف العام القادم 2008م سيتم استكمال تأهيل وصيانة عدد كبير من الحدائق وستدخل إلى حيز الخدمة الفعلية لتشكل متنفساً جديداً لأبناء محافظة عدن. وهناك تنسيق مع فرع مصلحة الأراضي وعقارات الدولة والتخطيط على أساس تسليمنا للمواقع المخططة والمخصصة للحدائق والتشجير.. حتي يتسنى لنا حجز هذه المواقع لأنها تكون عرضة للبسط العشوائي فمثلاً يوجد لدينا موقع لحديقة في العريش وهو معرض للبسط العشوائي وقد تم رصد مبلغ حوالي 12 مليون ريال والموضوع قيد المتابعة كما اننا نتابع موضوع المواقع الواقعة ضمن المخططات الجديدة وخصوصاً المعرضة للبسط العشوائي ومن ثم نقوم بحجزها أولاً ثم العمل على ادخالها ضمن اعتماداتنا في المشاريع القادمة. الحديقة الكبرى من المشاريع المستقبلية الكبيرة التي نأمل انشاءها في الفترة القادمة والذي نقوم بمتابعته حالياً مع صندوق التنمية الاجتماعي ويتمثل في انشاء حديقة ملاهي كبيرة جداً بمساحة 3 ملايين متر مربع وسيكون موقعها خلف الاستاد الرياضي «22مايو» وجوار المدينة السكنية.. والتنسيق مع الاخورة في الصندوق الاجتماعي للتنمية والمؤسسة المحلية للمياه وبرعاية مباشرة من الأخ المحافظ يتم متابعة هذا المشروع وقد حصلنا على موافقة نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي على منح المشروع مليون دولار ومليون دولار يقدم من المؤسسة المحلية للمياه و264 مليون دولار من الصندوق. هذا المشروع سنستفيد منه في توصيل المياه العادمة للاستفادة في حديقة العريش ومنها إلى حديقة طارق التي ستكون الحديقة الكبرى في عدن وسيتم الاستفادة في ري زراعة الجزر الوسطية للشارع الممتد من العريش إلى جولة الرحاب بالمياه العادمة.. وكذلك ري الشارع الممتد من ساحل أبين إلى دار سعد وكذلك هذه الحديقة ستبلغ تكلفتها الاجمالية حوالي 264 مليون دولار.. وهذا المشروع كبير جداً يشمل خطوطاً رئيسية ليس فقط لمساحة الحديقة وستزيد مساحة حديقة طارق التي يشملها المشروع عن 33 هكتاراً ويغذي مشروع توصيل المياه العادمة والاستفادة منه في ري الحدائق والزراعة في الجزر والشوارع مساحة بطول 3 ملايين متر مربع في الشوارع. الاستفادة من المياه العادمة الري بالمياه العادمة ألا يلحق أضراراً صحية مثلاً؟ التجربة ناجحة وتم التنسيق مع المؤسسة المحلية للمياه وتم ري الشارع الممتد إلى البريقة وحتى أبو حربة والآن سيعمم هذا المشروع. وعملنا دوراً تجريبياً للاستفادة من مياه الوضوء في ستة مساجد في خور مكسر والمنصورة حيث تم ري أشجار الزينة والزهور في الجزر الوسطية المجاورة لتلك المساجد. كارثة بيئية قادمة كيف عالجتم مشكلة العشوائي بوصول خدمة النظافة إلى المناطق العشوائية؟ نعاني مشكلة كبيرة جراء البناء العشوائي خصوصاً في المناطق المرتفعة .. اذ لا نستطيع الوصول أو يصعب على وسائل نقل القمامة الوصول إلى أعالي المرتفعات وإلى جوار المنازل الواقعة على سفوح الجبال.. وتكمن الصعوبة في عدم قدرة وصول السيارات إلى تلك الأماكن اما لضيق الطرق أو وعورتها أو لعدم وجود طرق للسيارات من أساسها وتلك هي المشاكل الأخرى في خدمات الكهرباء والمجاري وغيرها بمعنى ان المناطق العشوائية التي لا تستطيع سيارات النظافة والكهرباء أو المياه الوصول إليها ستصبح في الأيام القادمة في وضع بيئي لا يحسد عليه وتنذر بكارثة بيئية قادمة.