تستأنف بعثة جامعة بوتيه الفرنسية للآثار في يناير القادم المرحلة الثانية من أعمال التنقيب و البحث في مستوطنة (المرير) بمنطقة خميس بني سعد - تهامة و الذي يعود تاريخه إلى ما قبل 300 الف سنة قبل الميلاد حسب دراسات المسح و نتائج أعمال التنقيب للبعثة الفرنسية في مرحلتها الأولى . و أوضح رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف دكتور عبد الله باوزير لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن بعثة جامعة بوتيه الفرنسية للآثار سوف تستأنف عملية التنقيب الأثري بمشاركة فريق يمني متخصص في الجيولوجيا و النبات و الآثار , اعتباراً من نهاية يناير القادم بهدف التحقق من المناخ السائد قبل مئة ألف سنة . منوهاً إلى ما خرجت به أعمال المرحلة الأولى للمسح و التنقيب للبعثة من نتائج حصلت فيها على مقتنيات أثرية نادرة كأدوات سلاح و أسنة رماح يزيد عددها عن ألف قطعة برغم المساحة البسيطة التي تم التنقيب و البحث فيها , مشيراً إلى أن تاريخ تلك القطع يعود لمراحل في العصر الحجري القديم مؤكدة قدم الاستيطان البشري في المنطقة.. من جانبه أشار الدكتور ريبورتو ماشائرلي خبير الآثار بجامعة بوتيه الفرنسية لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إلى أهمية الموقع الأثري وما يحتويه من تنوع يبرز مظاهر الحياة لسكان هذه المستوطنة القديمة وما عثر عليه من قطع أثرية متمثلة في مواقد للنار و أسنان بشرية و حيوانية تدل على وجود حياة متكاملة في هذه المنطقة ، بالإضافة إلى الأدوات التي استخدمها الإنسان القديم كوسائل في الاصطياد البري للحيوانات والطيور، و عدَّ الموقع أقدم موقع تم اكتشافه في الجزيرة العربية من حيث الحجم و المساحة الكبيرة . و أضاف الخبير الفرنسي: إن من اهم ما اكتشفناه في المرحلة الاولى ضمن المقتنيات وما أصاب كثيراً بالدهشة هو سن حصان قديم لا يعيش اليوم إلا في آسيا الوسطى و هذا دليل على أن المنطقة كانت منطقة باردة و جافة في السابق على عكس ما هي عليه الآن ما يؤكد ان تغيراً مناخياً مرت به المنطقة وهو ما يفتح المجال لدراسات جديدة ستؤدي إلى اكتشافات جديدة على صعيد التغير المناخي في اليمن .