على مقربة منا يقف العيد!! وعلى مقربة من القلب تتمركز هموم كثيرة..تتسابق على نهشنا..تتسابق على قضاء وطرها منا.. دون مراعاة لما نعانيه من حالة ضمور جسماني كبير..وأجساد لاتؤهل أو بالأحرى لاتشجع على فعل ذلك!! العيد يجب أن يأتي..ويجب بالمقابل أن نستقبله..أو أن ندعه يمر كما جاء وهذا مايمارسه كثيرون هنا حيث يعتبرونه يوماً كأي يوم آخر..يعيشوه كما عاشوا اليوم الذي قبله..والذي من بعده! يعيش البعض فرحة العيد حين يلمسونه مرسوماً على ملامح الأطفال على أشكالهم الفرائحية التي يغمرون بها ويغمرون الكون بفرحة لاتتسع لها سوى صدورهم وقلوبهم الصغيرة. العيد موسم للفرح..للتسامح..وموسم للضحك !! لماذا لانجعل العيد موسماً للضحك؟ طالما والأيام الأخرى موسم متواصل للحزن والتكشير!! سنستمع كثيراً لأغنية (سلم على أصحابك أهلك وأحبابك)!! وسنمضي على كثيرين سنتجاوز كثيرين دون أن نرفع حواجبنا بإتجاههم حتى..ولن نعير كثيرين أدنى اهتمام. سنستمع ل (أنستنا ياعيد). وبالمقابل سنعيش حالة وحدة غير عادية مع أنفسنا!! سنقول لمن نقابله عيدك مبارك..كل عام وأنت بخير!! سأجزم بأننا لانقولها من قلوب صادقة إلا من رحم الله!! باعتبار ذلك اسقاط للواجب فقط..ومن باب المجاملة المفرطة..«من العائدين» ليست سوى بطاقة مستهلكة نرميها في وجه كل من نصادفه..وربما يحضر العيد فقط في العبارات والأغاني والأناشيد ليغيب في القلوب!! يتأهب كثيرون هنا لمغادرة مسرح العزوبية..والولوج إلى قفص «حديدي» مطل بالذهب «الفالصو».. يتأهب كثيرون للزواج..هاهو يقتني أشرطة الزفة المختلفة لفنانين غنوا للأعراس والعرسان بعد أن تزوجوا!! لاشك أن فناناً بحجم أيوب طارش سيحضر بقوة كونه غنى للعرسان بقلب مفعم بالحب والحياة..بقلب ينبض غناءً وزفة! حيث جدد مؤخراً أغاني الزفة بتوزيع موسيقي سأقول عنه رائعاً!! أيوب مازال حاضراً على المشهد الفرائحي بقوة وبذات الألق والتوهج!! يتأهب كثير شباب للزواج رغماً عنهم.. ويندب آخرون حظهم العاثر بعدم اللحاق أو التزوج في موسم للفرح كهذا. العيد موسم للحياة..موسم للتوحد..وموسم للغناء..وموسم للأعراس كماهو حادث اليوم.. هل يجب أن يكون العيد كذلك؟ ربما..وربما أكثر من ذلك..ليس لأنه عيد ولكن لأنه يوم فاصل بين زمنين! فمن يتزوج في العيد ويصر على فعل ذلك..يحاول أن يخلق علاقة بين العيد وزواجه ويحاول التخلص من مغبة النسيان أعني نسيان يوم زواجه..ويحاول أيضاً خلق فرحة قد تكون مصطنعة..وتمثيلة في حقيقتها انما في الحقيقة يمر بذات الطريق التي مر فيها من قبله!! مبارك عيدكم وسعيد بكم العيد