لم يتصور كثير من محبي أهلي تعز أن ينتقل عدد من إدارييه من مربع الاهتمام المفترض بالفريق الأول لكرة القدم الذي عاد مؤخراً إلى دوري الدرجة الأولى إلى مربع العراك البيزنطي وقد فاحت رائحته إعلامياً، على الرغم من أن اللعب تحت دوري الأضواء الباهرة لم يبدأ بعد. يُمكن فهم مبررات المستقيلين من عضوية مجلس الإدارة، كما يُمكن تقبلها أيضاً بأي قدر من هذا الفريق، أو ذاك، كما يُمكن فهم تدخل مكتب الشباب والرياضة في استخدام ما هو متوفر تحت يده بحسب النظام الأساسي للأندية والاتحادات بغض النظر عن ذلك الذي "جاء يكحلها فعورها"!، غير أن الذي لا يُمكن فهمه هو السبب الحقيقي وراء كل ما يحدث في كيان كان وما زال يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية في تعز على الرغم من أنه أمضى سنوات غير قليلة في عالم النسيان. قد لا يعني أحداً من خارج أهلي تعز استمرار الصريمي رئيساً للنادي أم لا، كما قد لا يهتم أحد في وزارة الشباب والرياضة ما إذا كان رحيل الصريمي سوف يُسهم في انتهاء سياسة الترويج الكاذب لانجازات شطرنجية أتضح أنها ليست غير محصلة لمراكز شرفية في بطولات فرقية ميدالياتها تذهب لمستحقيها، غير أن الذي يُلفت الانتباه بحق في القضية هو التفاف أعضاء النادي - كجمعية عمومية- حول حقهم في تقرير ما يرونه مناسباً كمصير لناديهم؛ أكان ذلك هو استمرار الصريمي رئيساً للنادي أم ضرورة أن يكون غيره رئيساً للنادي. الالتفاف الأهلاوي حول حقهم في تقرير المصير وايجابيته كسلوك حميد على الرغم من أننا جميعاً نعلم أن الجمعيات العمومية مغيبة في عموم الأندية إلاّ وقت الحاجة!، قد لا يعني - هذا الالتفاف- حل جميع المشاكل في هذا النادي العريق الذي يبدو أنه مكتوب عليه أن يعيش في أزمات، فبقاء الصريمي لا يعطي ضماناً بحل المشاكل فاليد الواحدة لا تصفق، كما أن اتفاق أعضاء مجلس الإدارة الجديد الذي حاز على موافقة الجمعية العمومية ومباركة وزير الشباب والرياضة رغماً عن أنف تشكيل اللجنة المؤقتة، لا يعني هو الآخر أن الأمور ستكون على خير ما يرام؛ على الجميع أولاً الخروج فعلياً من مربع العراك البيزنطي الذي دائماً ما يُمكن ملاحظته في غالبية أندية الجمهورية وليس في محافظة تعز وحسب، والدخول عوضاً عن ذلك في مربع العمل الإداري الجاد الذي يهتم بجميع الألعاب وليس بلعبة واحدة أو اثنتين؛ وقتئذِ لا بأس من الدخول في جدل والتسليم بنتائجه، أياً كانت، ولكن وفق ما تقره اللوائح وحقوق تقرير المصير، أما من يفرط بحقه " فيستاهل ما يجراااااااااله"....!