حرص على لم الشمل والإجماع الوطني تجاه مواصلة مسيرة البناء والإصلاح والتنمية الشاملة * نعت هيئة رئاسة مجلس النواب وأعضاء المجلس وأمانته العامة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى المناضل الوطني الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الذي انتقل إلى جوار ربه صباح أمس الأول في المملكة العربية السعودية الشقيقة عن عمر ناهز ال 74 عاماً إثر مرض عضال. وفيما يلي نص بيان النعي : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه : « يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي » والقائل تبارك وتعالى: « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا». وقال تعالى : « وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون » صدق الله العظيم. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وبمشاعر الحزن والأسى تنعي هيئة رئاسة مجلس النواب وأعضاء المجلس وأمانته العامة إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإلى أنجال المغفور له بإذنه تعالى الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وإلى كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم وأبناء الأمتين العربية والإسلامية قاطبة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى المناضل الوطني والقومي الفذ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب الذي انتقل إلى جوار ربه صباح أمس الأول الموافق 29 ديسمبر 2007م في أحد مستشفيات مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة عن عمر ناهز ال 74 عاماً، بعد مسيرة نضالية وعطاء مديد من العمل والجهاد ، قضاها في سبيل نصرة قضايا الوطن والثورة وترسيخ دعائم النظام الجمهوري والوحدة اليمنية والشورى والديمقراطية وتعزيز البناء التنموي لمختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وكذا خدمة القضايا العربية والإسلامية. لقد كان الفقيد رحمه الله رمزاً من الرموز الوطنية الشامخة ودعامة قوية من دعائم الوطن اليمني الكبير ، وشخصية وطنية وقومية وإسلامية بارزة ، كرس كل إمكاناته لخدمة وطنه وأمته العربية والإسلامية ، وذلك بما امتلكه رحمه الله من حكمة ورؤية سياسية وطنية وقومية وإسلامية ثاقبة ، ومواقف مبدئية شجاعة ومشرفة تجلت في العديد من الفعاليات الوطنية والقومية والإسلامية. لقد اجترح الفقيد رحمه الله تعالى مآثر بطولية رائعة ، وكان له دور بارز في قيام الثورة اليمنية ومسيرة الدفاع عنها في مختلف المراحل الصعبة التي مرت بها ؛ حيث شهدت تلك المراحل انخراطه في معترك النضال الوطني منذ ريعان شبابه، وكان في طلائع الذين قادوا العديد من معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية ومبادئها وأهدافها ، وكان مثالاً للمقاتل الشجاع والمناضل الوطني الجسور. وتميز فقيد الوطن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بالقيم الوطنية ، ولم تلن له قناة في الدفاع عن الأهداف والمبادئ العظيمة للثورة اليمنية والوقوف في وجه التحديات والصعاب التي واجهها الوطن خلال مسيرته النضالية من أجل ترسيخ دعائم النظام الجمهوري والوحدة اليمنية المباركة وفي سبيل مستقبل أجمل للشعب اليمني لمزيد من الاستقرار والرخاء والازدهار. كما كان للفقيد رحمه الله دوره المتميز في المواقف العملية الشجاعة ، ومن خلال الكلمة الرصينة الجادة والمسؤولة أثناء وجوده وترؤسه لمجلس النواب لفصول تشريعية ولسنوات عديدة ، حيث تميزت رئاسته للعمل البرلماني بالنظرة الوطنية الشاملة ، ولم يكن متعصباً أو منحازاً لأي سياسة أو كتلة برلمانية بل كان متعصباً لمصالح الوطن العليا ووضعها فوق كل اعتبار وتعامل مع كافة أعضاء البرلمان وكوادره وموظفيه كإخوة وزملاء له في تحمل المسؤولية وأداء الواجب الوطني. وكان الرجل الذي يؤمن بمبدأ الحوار والتشاور والتفاهم في مجمل القضايا والوصول بها إلى نتائج مثمرة تحرص على لم الشمل والإجماع الوطني والتوافق تجاه القواسم المشتركة التي تخدم مواصلة مسيرة البناء والإصلاح والتنمية الشاملة وعدم التفريط بالثوابت الوطنية والمصالح العليا للوطن وكل المكاسب والمنجزات التي حققها الشعب اليمني. ومن خلال مكانة الفقيد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الاجتماعية والسياسية اتصفت سجاياه العظيمة بالتسامح وتعزيز أواصر المحبة والأخوة والترابط الوطني مع الجميع. كما كان الفقيد رحمه الله خلال مرحلة عطائه الوطني مثالاً للاعتدال والحكمة والصبر والمسؤولية والعقلانية ، وتجسدت فيه أصدق معاني النبل والوفاء والشجاعة والتضحية والأخلاق الفاضلة، حيث جعلت منه هذه السمات واحداً من أولئك الرجال الأفذاذ الذين تركوا بصماتهم الواضحة في تاريخ ومسيرة الوطن اليمني الكبير. وتشهد المواقف القومية والإسلامية للفقيد الراحل مدى إسهاماته الكبيرة من منطلق مواقف الجمهورية اليمنية الثابتة وسياستها الخارجية تجاه خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية سواء من خلال علاقاته الواسعة أو مشاركته الفاعلة في العديد من المحافل البرلمانية منها والعربية والإسلامية والدولية أو من خلال مواقفه المبدئية وإسهاماته الفاعلة في نصرة القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وهي القضية الفلسطينية وتأسيس مجلس أمناء مؤسسة القدس التي كان يحتل منصب نائب الرئيس فيها ورئيس فرعها في اليمن ، بالإضافة إلى عضويته في مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية ورئاسته للجنة البرلمانية للدفاع عن الأقصى وفلسطين. لقد تقلد المغفور له بإذن الله المناضل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر العديد من المناصب والمهام الوطنية الكبرى وأبرزها انتخابه رئيساً للمجلس الوطني الذي تولى صياغة الدستور الدائم للبلاد عام 1969م ثم انتخب رئيساً لمجلس الشورى عام 1970م، وعين في العام 1979م عضواً في المجلس الاستشاري الذي استمر حتى إعادة تحقيق الوحدة المباركة في ال 22 مايو 1990م. وفي العام 1993م انتخب رئيساً لأول مجلس منتخب للنواب بعدإعادة تحقيق الوحدة المباركة ، وأعيد انتخابه لهذا المنصب لفترتين متتاليتين في العام 1997م و2003م حيث استمر رئيساً لمجلس النواب الحالي حتى انتقل إلى جوار ربه رحمه الله. كما تقلد خلال حياته عدداً من المناصب الوزارية ومنها وزيراً للداخلية في ثلاث حكومات متتالية شكلت في 3 مايو 1964م و 6 يناير 1965 و 20 إبريل 1965م . وكان خلال توليه كل المناصب والمسؤوليات الوطنية مثالاً للبرلماني الوطني ولرجل الدولة والبرلمان والشخصية القيادية الاجتماعية والسياسية الحكيمة المشهود لها بالوطنية والكفاءة والتفاني والإخلاص ونكران الذات في تحمل المسؤولية والإيفاء بها وأداء الواجب والانحياز الكامل لمصلحة الوطن والشعب.. إن هيئة رئاسة مجلس النواب وأعضاءه وأمانته العامة وهم يعبرون عن عميق تعازيهم الحارة ومواساتهم إلى فخامة الأخ رئيس الجمهورية وأنجال الفقيد وكافة أفراد أسرته وإلى كل أبناء شعبنا اليمني وأمتنا العربية والإسلامية، ليشعرون بالألم وبالخسارة الفادحة لرحيل هذا المجاهد الكبير والقائد الوطني الفذ ، ويسألون الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ، وأن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء ، وأن يلهم أهله وذويه وكل أبناء شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. هذا وقد وصل مساء أمس جثمان فقيد الوطن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رئيس مجلس النواب إلى العاصمة صنعاء قادماً من الرياض بالمملكة العربية السعودية. وكان في استقباله في مطار صنعاء الدولي عدد من كبار المسئولين والشخصيات الاجتماعية والحزبية يتقدمهم الإخوة عبدالعزيز عبدالغني - رئيس مجلس الشورى، ويحيى الراعي، وجعفر باصالح نائبا رئيس مجلس النواب، وعبدالقادر باجمال، والشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف مستشارا رئيس الجمهورية، ومحسن العلفي نائب رئيس مجلس الشورى والشيخ عبدالمجيد الزنداني، ويحيى الشعيبي وزير الدولة أمين العاصمة، واللواء علي صالح مستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة - مدير مكتب القائد الأعلى، واللواء غالب القمش رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي، واللواء علي محمد صلاح نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون العمليات، واللواء علي محسن صالح قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، وعدد من المسئولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى والعلماء، ونجل الفقيد الشيخ صادق عبدالله بن حسين الأحمر عضو مجلس الشورى، وإخوانه وأفراد أسرته وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الاجتماعية والمشائخ والأعيان وحشد من المواطنين.