خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بمناسبة عيد الأضحى المبارك عكس رؤيته الثاقبة للواقع اليمني والعربي من منظور أخلاقي لأنه بالأخلاق تبنى الأمم وأتت هذه الدعوة الهامة في أصعب الظروف التي تمر بها المنطقة عموماً لتسمو وترتفع عن الصغائر ومغريات الدنيا ومحاربة العلل الدخيلة على مجتمعنا ونبذ ثقافة الكراهية لما لها من آثار مدمرة على كل القيم الإنسانية والدينية فيجب على مجتمعنا اليمني نبذ مظاهر الفساد الأخلاقي باعتباره وسيلة غير حضارية كما أكد فخامة رئيس الجمهورية على التمسك بالحوار والثوابت الوطنية وهذا يدل على عظمة شخصية فخامة رئيس الجمهورية وحبه لوطنه وشعبه واستشعاراً منه بجسامة المسئولية. الدعوة كان لها صدى في جميع الأوساط السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية والجماهيرية «الجمهورية» أجرت هذا الاستطلاع: رؤية ثاقبة تحدث الاستاذ محمد محمد المقبول الأديب والمفكر السياسي بمحافظة المحويت قائلاً: ان من يقف أمام مضامين هذه الدعوة مستحضراً ضميره وقلبه وعقله وبصيرته وإخلاصه وحبه لبلاده وشعبه وإنصافه في تقدير الأمور وتقييمها والحكم عليها فإنه بلاشك يجد المدلولات الآتية: 1 انها انطلقت من قلب محب للوطن والشعب والأمة ومن ضمير حي شاعر بجسامة المسئولية حريص على مصلحة اليمن وأمنه واستقراره وسلامة وقوة نسيج بنيانه المتجانس. 2 انطلقت من عقلية القائد المحنك المشهود له بالحكمة والعقلانية الخبير بمكامن الأمور ومصادر الأخطار ومواطن السلامة القائد الموثوق به الذي استطاع قيادة سفينة اليمن في أصعب الظروف وأحلكها وسط محيط الأخطار الهائج بأمواجه العاتية المتلاطمة حتى وصل بالسفينة إلى شاطئ السلامة بمهارة واقتدار، القائد الواعي بكل ما يدور من حوله وحول بلاده ، المتابع والمتتبع لمجريات الأمور سواء على الصعيد الوطني أو الصعيدين الاقليمي والدولي. أبعاد خطاب رئيس الجمهورية يواصل المقبول حديثه قائلاً: تجنيب اليمن الوقوع في جحيم الكراهية التي وقعت فيها بلدان عديدة منها بلدان عربية وإسلامية لما لتلك الثقافة من آثار مدمرة على كل القيم الدينية والانسانية والمعاني والمفاهيم السامية والمنافية للتعاليم الربانية. فثقافة الكراهية زرعت الغلظة مكان الرحمة والقطيعة مكان الصلة والحقد مكان التسامح والعداء مكان الإخاء والتباعد مكان التقارب والتنافر مكان الألفة والمحبة وقضت على كل الروابط والقواسم المشتركة وسدت كل سبل التفاهم. وعملت على زعزعة الثوابت الوطنية وإنقاص المصالح الوطنية وعبرت بالجميع إلى الهاوية وأوردتهم الهلاك.. وخطاب فخامة رئيس الجمهورية سلط الضوء على مشكلة تربوية غاية في الخطورة شواهدها حية وماثلة في محيطنا الاقليمي ولا تخفى على أحد من هذه الشواهد ما أفقد بلداناً سيادتها واستقلالها واستقرارها وتدمير اقتصادها وتشريد أبنائها.. ومنها ما أضاع حقوق وقضايا شعوب ضحت في سبيلها كثيراً ومنها لايزال يسوق البلاد نحو المجهول. لذا جاءت دعوة فخامة رئيس الجمهورية هادفة إلى تجنيب اليمنيين تلك الثقافة المدمرة من خلال الدعوة الى التمسك بثقافة الحوار باعتبارهاالوسيلة الحضارية للتفاهم ومعالجة كل القضايا الوطنية بعقلانية ومنطق ووعي وإدراك..والتجارب الحديثة والقديمة عبر التاريخ تدلل بما لايدع مجالاً للشك ان ثقافة الكراهية لا تحل مشكلة بل هي التي تخلق المشاكل وتضرم نيرانها. ثقافة الدمار وثقافة الكراهية لا تعالج القضايا الوطنية بل تعقدها وتجعل علاجها مستحيلاً وهي التي تجر البلدان الآمنة المستقرة نحو الدمار وغياهب المجهول المظلم وتفتح البوابات الشاسعة أمام التدخلات الأجنبية والمطامع الاستعمارية وتعرض البلاد والعباد للمهانة والقهر والإذلال. كما ان التجارب دائمآً تدل على أنه مهما طال أمد الخلاف أو الصراع أو العداء أو الحروب بين دولتين لا يمكن الاستمرار إلى ما لا نهاية وذلك لم يحدث عبر التاريخ بل ان كل خلاف أو عداء طال أمده أم قصر كثرت خسائره أم قلت لابد له في نهاية المطاف أن ينتهي بالحوار وشتان بين حوار وما زال كل شيء في السلامة وبين حوار بعد خسارة كل شيء. وهنا في خطاب فخامة رئيس الجمهورية يتجلى أحد أهم محاور الدعوة والمتمثل في تجنيب اليمن ثقافة الكراهية والتمسك بثقافة الحوار كمعالجة القضايا الوطنية وبما يعزز جهود بناء الوطن. وتجنيب اليمن نتائج التناقضات السياسية التي تشهدها بقاع مختلفة على الساحتين العربية والدولية. تلك التناقضات والتصادمات السياسية التي أثمرت كوارث وحروباً وقادت الشعوب إلى مآس لا أحد يعلم نهايتها .. ونحن في اليمن والحمد لله أمة واحدة وشعب واحد وجسد واحد لا تفرقنا ديانات ولا قوميات ولا عرقيات ولا مذاهب ولاطائفية لذلك لسنا بحاجة إلى استنساخ تجارب الآخرين بمرارتها وسوئها ونحن نرى نتائجها المأساوية المدمرة «فالعاقل من اتعظ بغيره». فالتعددية السياسية تعني تعدد البرامج السياسية والخطط التنموية الهادفة إلى تحقيق مصالح الوطن والنهوض به وتعزيز أمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته بحيث يكون التنافس بين البرامج السياسية في من سيكون برنامجه هو الأقدر على خدمة الوطن وتحقيق مصالحه بصورة أفضل ويترك للشعب اختيار البرنامج الذي يراه مقنعاً ويستمر أصحاب البرامج الأخرى في اقناع الشعب ببرامجهم بالطرق القانونية والديمقراطية حتى يتمكنوا من الاقناع بها واكتساب التأييد لها ومن ثم تنفيذها ذلك هو الوضع الطبيعي للتعددية السياسية وبذلك تكون التعددية وسائل بناء لا معاول هدم. وإذا كنا على قناعة بأن المعارضة ضرورية ووجودها أمر حيوي يخدم المصالح الوطنية فإننا نعني المعارضة البناءة التي يكون هدفها الأول مصلحة الوطن وسلامته وأمنه واستقراره لا أن يكون هدفها الأوحد هو الوصول إلى السلطة بأي ثمن. ومفهوم المعارضة يجب ألاّ يكون بمعنى انعكاس فالمعارضة لا تعني بأي حال من الأحوال العداء والاستعداء ولا تعني انكار كل شيء حسن. ومهما كان الخلاف يجب ألاّ يفسد للود قضية. موضوعية الحوار يواصل الأستاذ محمد المقبول حديثه قائلاً: إن خطاب فخامة رئيس الجمهورية جاء في مرحلة تاريخية دقيقة وخطرة على المستويين الإقليمي والدولي والمنطقة تتعرض لتآمرات أجنبية وعاد الاستعمار بمفاهيم وحلل وصور جديدة شديدة الخطورة أسقط في براثنه كثيراً من البلدان التي لم تكن تعي أنها تتجه نحو شباك الأعداء فوقعت في الهاوية ولأسباب ليست بعيدة عن جوهر ما دعا إليه فخامة رئيس الجمهورية إلى الابتعاد عنه والحذر منه وتجنيب اليمن مخاطره، ومضمون خطاب فخامة رئيس الجمهورية يتعلق بحاضر اليمن ومستقبله وينبه إلى أمور تربوية وسلوكية مطلوبة من الأحزاب والتنظيمات والجهات والشرائح الاجتماعية وكل فرد باعتبار الجميع معنيين به ومسئولين عنه لمواجهة مخططات تدمير قيم المجتمع وتمزيقه بأساليب ووسائل غزو كثيرة ورائجة. وجاءت هذه الدعوة الهامة من رأس هرم السلطة من رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب الحاكم فما عذر من لم يستجب لها أمام الله أولاً ثم أمام الشعب والأمة والتاريخ وقد أقيمت عليه الحجة لا سيما الباكون والمتباكون على حاضر ومستقبل الوطن المحذرون من المخاطر المحدقة به وإنني أتساءل عن الذين نذروا ألسنتهم وأقلامهم ومواهبهم وقدراتهم وجهودهم من أجل قلب الأمور والحقائق والتشكيك في كل شيء والتشنيع على كل شيء ما سيقولون؟ كيف سيفسرون؟ كيف سيحللون ويعللون؟ هل سيقدرون حجم الخطر ويستجيبون لصوت العقل؟ أم سيستمرون في ممارسة هوايتهم المفضلة؟ ويتحملون وحدهم المسئولية الكاملة عن مصير اليمن وما قد يلحق به نترك الإجابة للأيام وللمواقف. إصلاح النفوس وتحدث الأخ أحمد أحمد صالح اليساري مثقف قائلاً: إن خطاب فخامة رئيس الجمهورية يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات العظيمة التي لابد لكل فرد يمني أن يتمسك بها وخطابه ركز على إصلاح النفوس بنبذ ثقافة الكراهية والثقافة المغلوطة التي تندرج تحت المصلحة الشخصية الضيقة والتي تتعارض مع المواطنة الحقيقية «الصالحة» وهذه الدعوة جاءت والمنطقة تشهد تآمرات محدقة بها من كل جانب فأتت هذه الدعوة لتدق لنا ناقوس الخطر وأنه لابد علينا أن نتمسك بالثوابت الوطنية ونحافظ على قيمنا الدينية والوطنية واعتبار المطالبة أو المفاوضة من خلالها لنيل أي مطلب فردي أو جماعي محرماً لأن ذلك لا يخدم المصلحة الوطنية العليا التي هي فوق كل المصالح. وخطاب فخامته يركز على معالجة الظواهر السلبية وتفعيل منظومة القيم الأخلاقية والحوار العقلاني وتبادل الآراء ووجهات النظر والأخذ بما يخدم مصلحة الوطن وعلى أن يكون الدستور والقانون هو لغة الحوار الحضاري. فدعوته هادفة إلى تجنيب اليمن المخاطر لأن تصفية وتطهير القلوب يوجد لها حالة من الاستعداد للعمل من أجل خدمة الوطن والرقي به نحو المستقبل ولقد انتهج فخامة رئيس الجمهورية في دعوته أسلوباً رائعاً ودعوياً هادفاً إلى تحمل المسئولية الوطنية ونابعاً من شخص حريص على أمن واستقرار الوطن. ولابد من المعارضة التنبه إلى هذه الدعوة الهامة التي تحمل في طياتها الكثير من القيم والأخلاق العالية وتلبية هذه الدعوة والسمو فوق كل المغريات وجعل المصلحة الوطنية فوق كل المصالح الضيقة.